أنا كائنٌ وحيد، أنا كائنٌ وحيدٌ في حُجرة، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ يكتبْ، أنا كائنٌ وحيدُ في حجرةِ يكتبُ عن غشاوةْ، أنا كائنٌ وحيدٌ في حُجرةٍ يكتبُ عن غشاوةٍ على عينيهِ، أنا كائنٌ وحيدٌ في حُجرةٍ يكتبُ عن غشاوةٍ على عينيهِ و نقصٍ في عُمره، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ يجترُّ الكلام، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ يجترُّ الكلام حديداً على حديد، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ يقرضُ كلاماً، أنا كائنٌ وحيدُ في حجرةِ يبكي، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ يبكي على قبره، أنا كائنٌ وحيد في حجرةٍ لا ينام، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةِ لا يستيقظ، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ طليق، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ و أدري، أنا كائنٌ وحيدٌ في حُجيرة.
وأنا الوحيدُ إذ أكتبُ عنّي، أنا الوحيدُ إذ سحبُ الدخّانِ تلفّني، أنا الوحيدُ في غيبي ولا أحد، أنا كائنٌ وحيدُ في حجرةٍ أعيشُ، أنا كائنُ وحيدٌ في حجرةٍ أعيشُ على فتاتِ العابرين منّي-إليّ. أنا الوحيدُ في حجرةٍ أكتبُ عنّي، أنا كائنٌ وحيدٌ في حجرةٍ أجترُّ عنّي الكلامَ، و أنا كائنٌ وحيدٌ في حجيرة.
وأنا أمشي وحيداً أخطو خفيفاً على عُشبٍ في السماءِ، و أمشي وحيداً على هونٍ، وأمشي وحيداً بلا هدفٍ إلا البعيدُ و شيءٌ مما قد كان أو ربّما يصيرُ، وأمشي و ينحني العشبُ، أمشي و يعبرُ رأسيَ الهواءُ شفيفاً – أمشي ولي لغةٌ مجروحةُ الضمائرِ، أمشي بلا لغةٍ، أمشي بلا عقلٍ، أمشي بلا فكرةٍ عوجاءَ تقلقني ولا أرقٍ، أمشي بعيداً لأنني أمشي، أمشي في البعيدِ لأنَّني أمشي، أمشي بعيداً في السرابِ ولا أعود، أمشي بعيداً للغيابِ ولا رجوع.
منقووووووووول