بسم الله الرخمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذهبت شابة الى والدتها ، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت حياتها بالصعاب وأنها لا تعلم كيف تتصرف و ترغب لو تستسلم لأنها قد تعبت وتري الانتحار . وبدا الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها .
اصطحبتها والدتها الى المطبخ حيث ملأت 3 أوانى بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية وبعد وقت قليل أخذ الماء فى الغليان فوضعت فى الإناء الأول جزر ، وفى الثانى بيض ، ثم وضعت فى الإناء الثالث حبات بن مطحون وجعلت الأوانى تستمر فى الغليان وبعد حوالى عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد .... ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته فى طبق ، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر فى طبق ثم صبت القهوة فى وعاء آخر ثم استدارت لابنتها ، وسألتها
" أخبرينى ، ما الذى ترينه ؟ " .فقالت" جزر ،بيض ، وقهوة فقربت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه ، ففعلت الابنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا .ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها ، وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق .وأخيرا طلبت منهاالأم أن ترشف رشفة من القهوة . ابتسمت الابنة وهى تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقةالغنية .وهنا سألت الابنة: " وماذا يعنى ذلك ياأمى ؟ " . ففسرت لهاوالدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع فى نفس الظروف المعادية ( الماء المغلى ) ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة .فالجزر ، كان صلبا لا يلين .ولكنه بعدما وضع فى الماء المغلى ، أصبح طريا وضعيفا والبيض كان هشا . تحمى قشرته الخارجية الهشة مادته الداخلية السائلة . ولكن بعد بقاءه فى الماء المغلى ، أصبح داخله صلبا ولكن البن المطحون ، كان مختلفا . لأنه بعد بقاءه فى الماء المغلى ، استطاع أن يغير الماء نفسه وسألت الأم ابنتها " فمن تكونى أنتِ ؟ "
" عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية ، كيف تستجبين لها ؟ هل أنت مثل الجزر ، أم مثل البيض ؟ ، أم مثل البن المطحون ؟ .فكر أنت يا اخى وانت يا اختي فى ذلك : من أنا؟ هل أنا مثل الجزر أبدو صلبا قويا ، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة ، أزوى واصبح ضعيفا وأفقد قوتى وصلابتى ؟أم أنا مثل البيض ، أبدأ بقلب طيع ، ولكنه يقس وبنيران التجارب ؟ هل روحى الداخلية كانت رقيقة كالماء ، ولكن بعد ظرف وفاة ، أو بعد صدمة عاطفية ، أو خسارة مالية ، أو تجارب أخرى ، هل تقست وتحجرت ؟ . هل إطارى الخارجى ما زال له نفس الشكل ، ولكنى فى الداخل صرت ملأنا مرارة وخشنا ، بروح متبلدة ، وقلب قاس ؟ .أم أنا مثل حبات البن المطحونة ؟ . غيرت فعلا الماء المغلى ، نفس الظروف التى أتت بالألم عندما راح الماء يغلى ، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة . لأنك إذ كنت مثل حبوب البن ، مهما كانت الظروف فى أسوأحالاتها ، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك . عندما تكون الأوقات هى الأكثر حلكة ، والتجارب هى الأصعب ، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر ؟ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة ؟هل أنت جزر ....أم بيض .....أم حبيبات بن مطحون ؟؟؟
الحكمة والموعظة
عماد