يا سيّدتي...
سوف أرتّل بين حروفي
فاتحة البوح الأبدي
قصّة عشقٍ ...
بدأت بين عروقي
منذ قرابة جيل
منذ نعومة آلامي
حتّى بلوغ العمر ...نهاية أسفاري
منذ عرفتُ شعوري
وانطلقت منه طقوسي
حيث بدأتُ مراهقتي
مثل ألوف المبتدئين
***
أحلم حين انام ...أنّ سمائي
سوف تغازل أطباق الغيم الماطر
وتعانق خيط الأمطار القادم صوب الأرض
حتّى أتاني ذات منامٍ
يخبرني...
أنّ كحيل العين الرّابض بين الأحلام
قد عمّده الوهم كثيراً
دون حياة
وسيأتي يوماً
من غير طقوسي
كي أصبح من بين المهزومين
كزوايا البلّور المكسور
***
قد جاء سحاباً ...
يحجب عنّي كلّ نجوم مدينتنا
ما كنت...
اعرف أنّ العشق كتاباً
لا يتقنه الاّ من يحمل قلباً شفّاف
ما كنت...
أعلم كيف يصير العشق كتاباً للأحزان
فبقيت أفتّش في طرقات مدينتنا
عن غيمة صبحٍ...تمطرني طيب الزخّات
عن قلب امرأةً ..لا ينكر عاطفتي
كرواية نومٍ للأطفال
لكنّي أدمنت الوحدة بين يبيس الآمال
فمدينة عشقي لم تعبرها الغيمات
***
ماذا يمكن أن أفعل حين يصير العشق محال؟؟؟
فانا لا أملك ان اتنفّس الاّ العشق
بل انّي لا أملك الاّ أن أرتشف الدّفء
بدأتْ أحزاني...
حين علمت أنّ طقوسي تتقاذفها كلّ الطّرقات
وتعانق جمرة أحزاني
بدأتْ أوجاعي ...ترسم صورة خارطتي
بين شغاف القلب السّاكن أحشائي
بدأتْ أوردتي ...تنزف بين ضلوعي
قطرات الحسرات
كزوايا الوحشة بين العينين
***
يا سيّدتي ...
هل تعتقدين بأنّ العشق كتابٌ من غير حروف؟
أم أنّ خمارك يخفي مفهوماً آخر
لو أنّك تدرين طقوس الجمرة بين عروقي
لو أنّك تأتين ليصبح يومي ماطر
فأنا جرحٌ ...ينزف شوقاً للعينين
وأنا وهران شموخٍ...ينشد فيك بوح العشق
دافئة الوترين ...أيقتلك البرد السّاكن فينا ليل نهار؟
أم أنّ ظنوني حين أراك دليل الخوف
فأنا منك مربد عشقٍ للجبلين
فدعيني أمسح عن عينيك هجير الشّوق
ودعيني أنسج قصّة حبّي من شفتيك
فأنا أشعر أنّي صغيراً...
حين أنام بين يديك
وأنا أشعر أنّي مثل الكون كبيراً ...
حين تنامي بين يدي
