حين تستيقظ على رنات هاتفك الجوال بالحان تركية .أنت في زمن الضياع..حين تشرب فنجان قهوتك الصباحي متمنيا أن تتحول خادمتك الفلبينية إلى لميس .أنت في زمن الضياع...لا تغضب حين تنتظر زوجتك المتخمة بأحلام السهر مع مهند إن تأخرت في تجهيز طفلك للذهاب إلى المدرسة على الموعد.فأنت في زمن الضياع... ومنذ أن اعتمر مهند الكوفية أصبحت مرآتك تشيح بوجهها عنك غاضبة لأنك في زمن الضياع ...إن حدث كل ذلك معك في الخمس دقائق الأولى من يومك الجديد تفاءل لأنك في زمن الضياع... فلا تيأس.
وإذا فتحت جريدتك قبل أن تنهض من مقامك هذا ورأيت في العناوين صراع الأخوة في غزة ..ولم يتعكر مزاجك أنت في زمن الضياع . ..وحين تفتح صفحاتك على أخبار المستوطنات في القدس واستمرار التفاوض تحت سرير نومك حول حق العودة والحدود ..فلا تغضب أنت في زمن الضياع ....ابتسم جيدا هذه المرة.إن قرأت عن انتحار عاشق في دمشق أو طلاق خمسيني في السعودية أو شروط زواج في الإمارات أو ضرورة عملية تجميل بسبب مهند امسح عينيك واعد فرأة الخبر لتتأكد انك في زمن الضياع..
إذا تحول مدير مدرسة ابنك من مربي أجيال إلى بائع أدوات ماكياج وعطور ..تقدم نحوه خطوتين وابتسم فأنت في زمن الضياع . إذا وجدت أطفالك يبكون على فقد لميس لطفلها اللاشرعي ورفضت زوجتك إعداد الطعام حزنا عليه فلا تقف مكتوف اليدين اذهب لشراء مناديل ورقية وشرائط سوداء ..لتكون متحضرا و عصريا في زمن الضياع . إذا تجولت في المكتبات وصدمت رف صور لممثلين ولو عن طريق الخطأ فسارع بالهروب حتى تعود إلى بيتك لأنك همجي وفعلتك نكراء في زمن الضياع . إذا نسيت كلمة من حوارات غزل مهند في اجتماعك الأسري ..اذهب فورا لطبيبك النفسي ليكشف عن ذاكرتك ولا تنسى أن تحضر معك شهادة الخرف حتى لا تصبح منبوذا في زمن الضياع .... تحذير هام لا تلغي محطة فضائية ولا تنسى التشاور مع زوجتك حول تسمية مولود جديد مهند أو لميس وتذكر دوما قانون الخلع ....
وأخيرا أحلام وردية وهنيئا لمن لا يستيقظ في زمن الضياع