متسولة كشف موتها عن عشرات آلاف الدنانير في فراشها وأخرى تبيع الادوية التي يتبرع بها المتبرعون
ايام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان ، وفي شهر رمضان ، يشهد العمل الخيري ، نشاطا مضاعفا ، فمع الاف المتبرعين ، ممن يقدمون دعما ماليا او عينيا لكثير من العائلات ، تنشط كذلك الجمعيات الخيرية والصناديق والمؤسسات الرسمية ، في تقديم المساعدة لكثير من العائلات ، وهو نشاط يقدره مراقبون بعشرات ملايين الدنانير في شهر رمضان بل ان البعض يعتقد ان مجموع المبالغ التي تنفق على العمل الخيري في الاردن ، سنويا ، تقدر بأرقام فلكية ، خصوصا ، ان كثيرا من المتبرعين واهل الخير ، يصرون على كتم صدقاتهم ومعروفهم.
عبر تسع سنوات ، من اطلاق الدستور لملف العمل الخيري والانساني ، ساهم جلالة الملك بدعم الاف الحالات المحتاجة حقا ، عبر حلقات "افطار تحت خط الفقر" الرمضانية ، وعبر تقديم هدايا ليلة القدر المالية ، في السادس والعشرين ، من شهر رمضان ، لمئات العائلات التي نقلت "الدستور"معاناتها ، وانطبق الامر على الحالات المنشور عبر سلسلة "حكايات لايعرفها احد"الاسبوعية ، وسلسلة "عين الله لاتنام "اليومية ، كما تم تبني الاف الحالات ممن بحاجة الى علاج او مساعدة مالية ، او ارسال فقراء ومحتاجين الى الحج والعمرة على نفقة الملك ، ومع هذا الجهد كان هناك فضل كبير لالاف من المتبرعين والمهتمين من داخل البلد وخارجه ، الذين ساندوا ايضا حالات كثيرة ، من اولئك الذين تم تعليمهم او بناء منازل لهم ، او علاجهم او حل اي مشكلة لهم ، وكان المشهد يؤكد عراقة الخير في قلوب الناس ، ونزعتهم للخير.
ماهو واجب القول اليوم ، هو الحث على التأكد من جانب الناس ، قبيل دفع المبالغ النقدية لاحد ، ونحن نرى يوميا من يستغلون نزعة القادرين للخير ، اسوأ استغلال ، وكنا دائما نحث على الخير ، لكنني كنت ارى دائما ، كيف يتم الاحتيال على من لديهم استعداد للخير ، واروي لكم عدة حوادث ، كنت شاهدا عليها ، لاؤكد لكم ان على كل متبرع ان يكون متنبها لماله اين يذهب ، وان يتأكد من الذين يطرقون بابه طلبا للحالات ، وهذا نتاج خبرة في الملف الانساني ، حتى لاتتم سرقة اموال المحتاجين حقا ، ومنازعتهم مالا يجب ان يذهب اليهم.
يلجأ المحتالون الى عدة وسائل ، فمنها من لاتدفع فواتير الكهرباء ، عامدة وتجعل الكهرباء تنقطع فعلا ، وبعد انقطاعها تحمل فاتورة الكهرباء المقطوعة ، وتذهب بها الى الاثرياء والى بيوتهم ، والى المساجد والى الوزراء والنواب ، والى كل من تعرف انه سيدفع لها الخمسين دينارا ثمن الفاتورة ، وتجمع قيمة الفاتورة اضعافا مضاعفة ، وقد لاتعيد الكهرباء في نهاية المطاف ، ومنها من لايدفع رسوم جامعته ويحصل على كتاب من الجامعة ان عليه رسوم متأخرة ويقوم والده او والدته ، بجمع الرسوم بذات الاسلوب ، ولاترضى مثل هذه الحالات ، ان يتم الدفع مباشرة للكهرباء او للجامعة ، ومنهم من يحضر وصفة دواء ، ويطلب العشرين دينارا ثمن علبة الدواء ، ويجمع ثمن الدواء الف مرة ، وهي وصفة مزورة ، وحتى لو كانت حقيقية ، فأن الهدف هو جمعها ، وقد رأيت متبرعا اشترى دواء لمريضة قدمت له الوصفة ، فتذاكت عليه وباعت الادوية لصيدلية قريبة ، ومنهم من يدير شبكات نساء يقوم بتوزيعهن كل صباح على مراكز مختلفة توزع المؤون الغذائية ، ويتم جمع الطرود ، وبيعها في السوق ، اخر النهار ، وهناك من يأتيك بأوراق مزورة حول شقيق او شقيقة محجوز في بلد عربي طالبا مساعدة بمائة دينار من اجل اعادته الى الاردن ، او اكثر ، ومنهم من يدعي انه بحاجة الى جهاز لتنظيم الموجات الكهربائية التي تسبب الصرع فيكتشف المرء لاحقا ، ان الحالة تتلقى راتبا تقاعديا من الضمان الاجتماعي بقيمة تسعين دينارا ، وراتب تقاعد من الجيش بمائة وخمسة واربعين دينارا - والحالة في جرش - كما توجد قطعة ارض للام ، وقطعة ارض بأسم الاب الراحل ، وملكيات قديمة لاراض تم استملاكها وتم دفع مبلغ مائة الف دينار للعائلة كتعويضات ، كما تم بيع قطعة ارض بقيمة سبعين الف دينار قبل عامين للعائلة ، بالاضافة الى وجود قطعة ارض عليها عمارتين ، عمارة مكونة من ثلاثة طوابق ، وعمارة مكونة من طابق ومخازن ، وذات العائلة ربحت ثلاثين الف دينار من احد البنوك كجائزة ، ثم تأتي العائلة لتقدم الاستدعاء تلو الاستدعاء للجهات الرسمية وللمتبرعين ولاهل الخير ، من اجل الحصول على جهاز ثمنه بضعة الاف ، والهدف هو ليس العلاج ، ومنهم من يدعي ان عليه اقساط بسبب الاثاث لم يتم دفعها وسيتم حجز الاثاث ، بل انني رايت سيدة ذات يوم كان منزلها فارغا من كل شيئ ، وكان الناس يتصدقون عليها ، وحين تبرع لها كريم باثاث كامل تم فرشه فعليا ، صارت تندب حظها ، بأن المتبرعين انفضوا من حولها ، حين يرون الاثاث ، وانها باتت تجوع وتجوع ، بعد انقطاع الدعم لوجود الاثاث الجيد.
على مشارف رمضان ، لانحث على قطع الخير ، بل على ضرورة التنبه ، للمال الذي يتم انفاقه ، وان يتم انفاقه في المكان الصحيح ، حتى لاينازع اللصوص ، المحتاجين حقا ، وحتى نضع حدا لكثير من العصابات التي باتت تدخل على خط العمل الخيري والانساني ، وحتى لانبقى نتأثر وحسب بدموع صناعية تهدرها احداهن امام رجل ميسور او مسؤول او متبرع ، فحقا ، ان هناك كثيرا من المحتاجين ، غير ان غالبية من نراهم اليوم يطرقون ابواب الجمعيات الخيرية والميسورين والمسؤولين ، هم اهل اختصاص في سرقة لقمة الفقير الحقيقي ، لان الفقير الحقيقي في الاغلب يريد حل مشكلته ولايجيد كل هذه "الحركات"بل يستصعب الفقير الحقيقي ان يهدر ماء وجهه ، مهما بلغت به الحاجة ، وقد قرأنا دائما عن اكتشاف وزارة التنمية الاجتماعية لعشرات الحالات التي تأخذ اما معونة وطنية ، او تتسول عند الاشارات ، ولديها املاك بمبالغ طائلة تفوف التوقعات ، وقد سمعنا عن احداهن توفيت وحين تم دفنها ، وعاد احدهم الى غرفتها التي كانت تعيش فيها وحيدة ، من اجل تنظيفها ، وحمل فرشتها لرميها في الحاوية ، انفرطت "فرشتها ، وسقط منها عشرات الاف الدنانير ، جمعتها من ايدي الناس.
رمضان يقترب ، ولعل كل واحد فينا مطالب بالتنبه وايصال المال للمحتاج حقا ، وصد الابواب في وجه العصابات التي تأكل مال المحتاجين ، وفي وجه الاف المحتالات ثم المحتالين ، الذين اعتادوا على البكاء والتسول بطرق مختلفة ، ويجمعون حصص المحتاجين حقا.
التاريخ : 18-08-2008
ايام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان ، وفي شهر رمضان ، يشهد العمل الخيري ، نشاطا مضاعفا ، فمع الاف المتبرعين ، ممن يقدمون دعما ماليا او عينيا لكثير من العائلات ، تنشط كذلك الجمعيات الخيرية والصناديق والمؤسسات الرسمية ، في تقديم المساعدة لكثير من العائلات ، وهو نشاط يقدره مراقبون بعشرات ملايين الدنانير في شهر رمضان بل ان البعض يعتقد ان مجموع المبالغ التي تنفق على العمل الخيري في الاردن ، سنويا ، تقدر بأرقام فلكية ، خصوصا ، ان كثيرا من المتبرعين واهل الخير ، يصرون على كتم صدقاتهم ومعروفهم.
عبر تسع سنوات ، من اطلاق الدستور لملف العمل الخيري والانساني ، ساهم جلالة الملك بدعم الاف الحالات المحتاجة حقا ، عبر حلقات "افطار تحت خط الفقر" الرمضانية ، وعبر تقديم هدايا ليلة القدر المالية ، في السادس والعشرين ، من شهر رمضان ، لمئات العائلات التي نقلت "الدستور"معاناتها ، وانطبق الامر على الحالات المنشور عبر سلسلة "حكايات لايعرفها احد"الاسبوعية ، وسلسلة "عين الله لاتنام "اليومية ، كما تم تبني الاف الحالات ممن بحاجة الى علاج او مساعدة مالية ، او ارسال فقراء ومحتاجين الى الحج والعمرة على نفقة الملك ، ومع هذا الجهد كان هناك فضل كبير لالاف من المتبرعين والمهتمين من داخل البلد وخارجه ، الذين ساندوا ايضا حالات كثيرة ، من اولئك الذين تم تعليمهم او بناء منازل لهم ، او علاجهم او حل اي مشكلة لهم ، وكان المشهد يؤكد عراقة الخير في قلوب الناس ، ونزعتهم للخير.
ماهو واجب القول اليوم ، هو الحث على التأكد من جانب الناس ، قبيل دفع المبالغ النقدية لاحد ، ونحن نرى يوميا من يستغلون نزعة القادرين للخير ، اسوأ استغلال ، وكنا دائما نحث على الخير ، لكنني كنت ارى دائما ، كيف يتم الاحتيال على من لديهم استعداد للخير ، واروي لكم عدة حوادث ، كنت شاهدا عليها ، لاؤكد لكم ان على كل متبرع ان يكون متنبها لماله اين يذهب ، وان يتأكد من الذين يطرقون بابه طلبا للحالات ، وهذا نتاج خبرة في الملف الانساني ، حتى لاتتم سرقة اموال المحتاجين حقا ، ومنازعتهم مالا يجب ان يذهب اليهم.
يلجأ المحتالون الى عدة وسائل ، فمنها من لاتدفع فواتير الكهرباء ، عامدة وتجعل الكهرباء تنقطع فعلا ، وبعد انقطاعها تحمل فاتورة الكهرباء المقطوعة ، وتذهب بها الى الاثرياء والى بيوتهم ، والى المساجد والى الوزراء والنواب ، والى كل من تعرف انه سيدفع لها الخمسين دينارا ثمن الفاتورة ، وتجمع قيمة الفاتورة اضعافا مضاعفة ، وقد لاتعيد الكهرباء في نهاية المطاف ، ومنها من لايدفع رسوم جامعته ويحصل على كتاب من الجامعة ان عليه رسوم متأخرة ويقوم والده او والدته ، بجمع الرسوم بذات الاسلوب ، ولاترضى مثل هذه الحالات ، ان يتم الدفع مباشرة للكهرباء او للجامعة ، ومنهم من يحضر وصفة دواء ، ويطلب العشرين دينارا ثمن علبة الدواء ، ويجمع ثمن الدواء الف مرة ، وهي وصفة مزورة ، وحتى لو كانت حقيقية ، فأن الهدف هو جمعها ، وقد رأيت متبرعا اشترى دواء لمريضة قدمت له الوصفة ، فتذاكت عليه وباعت الادوية لصيدلية قريبة ، ومنهم من يدير شبكات نساء يقوم بتوزيعهن كل صباح على مراكز مختلفة توزع المؤون الغذائية ، ويتم جمع الطرود ، وبيعها في السوق ، اخر النهار ، وهناك من يأتيك بأوراق مزورة حول شقيق او شقيقة محجوز في بلد عربي طالبا مساعدة بمائة دينار من اجل اعادته الى الاردن ، او اكثر ، ومنهم من يدعي انه بحاجة الى جهاز لتنظيم الموجات الكهربائية التي تسبب الصرع فيكتشف المرء لاحقا ، ان الحالة تتلقى راتبا تقاعديا من الضمان الاجتماعي بقيمة تسعين دينارا ، وراتب تقاعد من الجيش بمائة وخمسة واربعين دينارا - والحالة في جرش - كما توجد قطعة ارض للام ، وقطعة ارض بأسم الاب الراحل ، وملكيات قديمة لاراض تم استملاكها وتم دفع مبلغ مائة الف دينار للعائلة كتعويضات ، كما تم بيع قطعة ارض بقيمة سبعين الف دينار قبل عامين للعائلة ، بالاضافة الى وجود قطعة ارض عليها عمارتين ، عمارة مكونة من ثلاثة طوابق ، وعمارة مكونة من طابق ومخازن ، وذات العائلة ربحت ثلاثين الف دينار من احد البنوك كجائزة ، ثم تأتي العائلة لتقدم الاستدعاء تلو الاستدعاء للجهات الرسمية وللمتبرعين ولاهل الخير ، من اجل الحصول على جهاز ثمنه بضعة الاف ، والهدف هو ليس العلاج ، ومنهم من يدعي ان عليه اقساط بسبب الاثاث لم يتم دفعها وسيتم حجز الاثاث ، بل انني رايت سيدة ذات يوم كان منزلها فارغا من كل شيئ ، وكان الناس يتصدقون عليها ، وحين تبرع لها كريم باثاث كامل تم فرشه فعليا ، صارت تندب حظها ، بأن المتبرعين انفضوا من حولها ، حين يرون الاثاث ، وانها باتت تجوع وتجوع ، بعد انقطاع الدعم لوجود الاثاث الجيد.
على مشارف رمضان ، لانحث على قطع الخير ، بل على ضرورة التنبه ، للمال الذي يتم انفاقه ، وان يتم انفاقه في المكان الصحيح ، حتى لاينازع اللصوص ، المحتاجين حقا ، وحتى نضع حدا لكثير من العصابات التي باتت تدخل على خط العمل الخيري والانساني ، وحتى لانبقى نتأثر وحسب بدموع صناعية تهدرها احداهن امام رجل ميسور او مسؤول او متبرع ، فحقا ، ان هناك كثيرا من المحتاجين ، غير ان غالبية من نراهم اليوم يطرقون ابواب الجمعيات الخيرية والميسورين والمسؤولين ، هم اهل اختصاص في سرقة لقمة الفقير الحقيقي ، لان الفقير الحقيقي في الاغلب يريد حل مشكلته ولايجيد كل هذه "الحركات"بل يستصعب الفقير الحقيقي ان يهدر ماء وجهه ، مهما بلغت به الحاجة ، وقد قرأنا دائما عن اكتشاف وزارة التنمية الاجتماعية لعشرات الحالات التي تأخذ اما معونة وطنية ، او تتسول عند الاشارات ، ولديها املاك بمبالغ طائلة تفوف التوقعات ، وقد سمعنا عن احداهن توفيت وحين تم دفنها ، وعاد احدهم الى غرفتها التي كانت تعيش فيها وحيدة ، من اجل تنظيفها ، وحمل فرشتها لرميها في الحاوية ، انفرطت "فرشتها ، وسقط منها عشرات الاف الدنانير ، جمعتها من ايدي الناس.
رمضان يقترب ، ولعل كل واحد فينا مطالب بالتنبه وايصال المال للمحتاج حقا ، وصد الابواب في وجه العصابات التي تأكل مال المحتاجين ، وفي وجه الاف المحتالات ثم المحتالين ، الذين اعتادوا على البكاء والتسول بطرق مختلفة ، ويجمعون حصص المحتاجين حقا.
التاريخ : 18-08-2008