السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فقد انصب حرصنا دوماً على محاورة الشبابِ والتوجه إليهم لكي نستلهم من عزمهم ومن طموحهم المتوثب، ما يحفزنا كلنا في الأردن العزيز، في سبيل أن نقدم لهم، شباباً وشابات، سُبُلَ الإنجاز والنجاح والاستعداد للمستقبل الواعد. وعلى هذا الأساس، فقد وددت بمناسبة اليوم العالمي للشباب ومن خلال ملحق شباب الرأي، أن أخاطب شباب الوطن وشاباته، بشكل خاص ومباشر لأجدد اليقين والأمل بهم وأقول لهم: أنتم الفرسان الحاملون لرسالة الأردن، والساعون بإذن الله وتوفيقه إلى تقدمه وازدهاره.
أنتم يا شبابنا الأردني تواجهون مسؤوليات وتحديات من نوع خاص، فأنتم ابتداءً القطاع الأوسع في المجتمع، وأنتم ثانياً من سيعيش ومن سيجني عوائد العملية التنموية التي يمر بها الأردن اليوم، والتي نأمل ونعمل لتكون مخرجاتها إيجابية بعون الله تعالى.
ولأن حملكم أيها الشباب كبير ومسؤولياتكم عظيمة، بقدر ما هي إرادتكم وطموحاتكم فأنتم مطالبون بأن تكونوا على قدر هذه المسؤولية، وجديرين بهذا الحمل، لأن مستقبل الأردن أمانة نودعكم إياها ولأن غد الأردن هو اليوم، وشباب الأردن هم غد الوطن وآفاقه الرحبة. لذا، لن نتخلى عن دورنا التنويري، لدعم الشباب والحرص على تزويدكم بكافة أدوات المعرفة ومهارات التميز، حتى تنالوا طموحاتكم وتتحقق طموحات الوطن العزيز.
أنتم أيها الشباب مسؤولون عن دوركم كقوة مجتمعية حاضرة وفاعلة، تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته. فلا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي لا سمح الله، أو عديم الاكتراث بالتطورات المختلفة من حوله، أو عديم الوعي بخطورة التحديات الإقليمية التي تحيط بنا، كما لا نريد للشباب أن يكون محصور الأفق الاقتصادي، أو متمنعاً عن المبادرة والبذل والعطاء والعمل.
من هنا، وفي إطار هذا الحرص على دور شبابي فاعل ومؤثر، وتحقيقا لمبدأ راسخ طالما سعينا إليه، الا وهو كسر حلقة الجمود وعدم المبادرة لتحفيز الشباب ولتفعيل دوره، جاءت مبادرة شباب كلنا الأردن وهي خطوة أولى على طريق التغيير والتحديث الذي يقوده فرسان الوطن.
وقد اتت هذه المبادرة تلبية لرغبات وتطلعات الشباب الأردني وهي الان ملكهم وهي ايضا مشروعهم ولم تعد مجرد مبادرة لفظية او اعلان نوايا، بل هي حقيقة ملموسة وجدت لتوفر للشباب الاردني الارضية الثابتة والاطار الاوسع للتلاقي والحوار، ولإعادة الثقة بالعمل الشبابي المؤسسي الراشد والمسؤول والهادف الى مصلحة الوطن عبر مراكمة الخبرات وصقلها.
اننا نطمح واثقين لأن تنضج هذه المبادرة ويتفرع عنها انجازات اخرى تقود الى صناعة قيادات شبابية وطنية ناضجة وقادرة على اخذ زمام المبادرة فعليا ليتأكد للشباب دورهم السياسي والمجتمعي والاقتصادي الجدير بمكانتهم وعددهم ولكي يثبتوا جدارتهم واهليتهم واحقيتهم في المشاركة بكل ما في معنى المشاركة من ابعاد وقيم.
نجدد اليوم التزامنا بدعمنا اللامحدود لشباب الاردن، امل الوطن ومستقبله، ونقول لهم: يا شباب الاردن الغالي، اننا من خلفكم ننصركم لان نصرنا بكم ونحثكم على الاخلاص في العمل والعطاء الصادق واللامشروط للوطن. ونحثكم للسعي لترسيخ ثقافة شبابية وطنية خالصة ترتكز على جوهر مبادئ الثورة العربية الكبرى التي صنعها الهاشميون وخلفهم شبيبة العرب مطلع القرن الماضي ونقول لكم ايضا اننا ما زلنا نواجه التحديات ذاتها، كما نحفزكم ان تؤسسوا التراث الشبابي لتتناقله اجيال الشباب ويلتحم فيها كل الاردنيين والاردنيات في سبيل ممارسة مواطنتهم وامتياز انتمائهم الى الاردن الغالي.
ان هويتنا الوطنية الجامعة، والتي كانت وستبقى عصب الدولة وعصبتها، بحاجة الى شباب اردني متقد وملتزم بالوطن يجدد حيوية الدولة واندفاعها ويؤمن بهدف سام هو نهضة الاردن ورفعته ويرى في نفسه الشريك المسؤول والقادر وفي عمله واندفاعه الطريق لتحقيق ذلك.
ايها الشباب الاردني الابي، نود ان يكون هذا اليوم العالمي يومكم ايضا، كي يكون فعلاً علامة فارقة في نضج الوعي والنهوض لحمل المسؤولية. وكل في موقعه مطالب بالتغيير والاصلاح الذي يعزز قيم الانتماء للاردن وشعبه، لأن الاصلاح هو رغبة الفرد قبل ان يصبح مزاج المجتمع وهو سنة الحياة المتلهفة الى الانجاز والتغيير الايجابي. فلتجعلوا جامعاتنا منارات علم وحاضنات وعي واحترام للتنوع وقبول الاخر ورفض الانغلاق. ولتجعلوا إعلامنا عين الاردنيين على الحقيقة وسلطة السؤال لمصلحة الوطن اولا ودائما. ولتجعلوا مؤسساتنا العامة والخاصة كلها قصص نجاح وتميز ولتجعلوا قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسياجه المنيع.
يا شباب الاردن الغالي. اعلموا ان مستقبل الوطن بين ايديكم وانكم من ابرز صناعه. وانتم نعم من يحمل هذه المسؤولية. وامضوا في مسيرة البناء والتحديث والازدهار. فالاردن كل الاردن من خلفكم يعضدكم في كل خطوة من خطواتكم؛ بارككم الله عز وجل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.