شو بتسوي؟!
تتعامل مجتمعاتنا مع المراهق على أنه مشروع مجرم ، أو شبه منحرف ، أو مجسم صايع،
لذا جرى العرف إن تكثف الأهالي مراقبتها لسلوك أبنائها بشكل أكبر ما بين مرحلة البلوغ والرشد..
وهم لا يعرفون أن المراهقة تبدأ ولا تنتهي ، ولو وقف الآباء وقفة شجاعة مع أنفسهم ،
لاكتشفوا أنهم لم يزلوا مراهقين ايضاَ، لكن أزيلت عنهم دمغةالمراقبة..
اذا وقف الفتى على الشباك، تأتيه كبسة من الأم وتسأله: شو بتسوي؟ اذا جلس في البلكونة ،
فتح عليه أبوه الباب وسأله : شو بتسوي؟..اذا تركهم وجلس أمام التلفزيون ليتفرج على شيء ما.
يتلبّد احد الإخوة الكبار ليسأله: شو بتسوي؟ اذا أشعل الكمبيوتر .شو بتسوي ؟ واذا نزل عند الدكان .
شو بتسوي ؟ اذا تأخر ليلاً.شو بتسوي؟ واذا طوّل في الحمّام.شو بتسوي؟..
إذا اختطّ شاربه ، لم يسلم من التعليقات الأهل والأخوال : زي شوارب نامق..زي لحية سكوبيدو..الخ..
إذا تكلّم يسأله الحاضرون : ليش صوتك صاير زي الجاروشة؟ زي اللي البالع بيضة؟..
وإذا شرع أحد اصدقاء الوالد بالكلام عن موضوع للبالغين فقط..يغمز ابو الولد صديقه أن يختصر فهناك مراهق..
اذا برزتنغزة في وجه الشاب مثل كل البشر، تسأله أمه .هاي من شو؟ ثم يعود ويسأله أبوه وأخوه؟
وجارهم الدكنجي ، وعاملالمطعم، ومؤذن الجامع ، ومدير المدرسة ، ورئيس جميع الدجاج البياض..
كل حركة محسوبة وكل نفس معدود..فيخرج الشاب سلامة تسلمك يخاف أن يقحّ فيقولوا لقد قحّ هذا المراهق التافه...
بعد كل هذا الحصار، وتسألون لم هذا الجيل مهزوز؟
ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي