عرق النسا
الكاتب : أحمد حسن الزعبي
[/font][font=times new roman]لم اعد أقوى على المشاركة أكثر، لقد انقطع حيلي ،و إنلوق/انجقم فمي ، وجفّت آخر قطرة مجاملة من وجهي ،وعليه قررّت ان اعتزل الناس وأن أجلس بالسروال الأبيض والشبّاح هنا في البرندة .. بعد أن أصبت بالدوالي و عرق النسا و أبو صفار و أبو دغيم ..
لقد أنهكني موسم التزاوج المكثّف في وطننا الحبيب، منذ بدء الصيف وحتى هذه اللحظة شاركت ب36 قراءة فاتحة ، و32 عرسا، و17 عقد قران..تخللها 42 استشارة خطبة ، و11 مونة على حجّي، و7 حالات تليين راس ..
اعتقد أنه من المجحف بحقي كإنسان أن أتناول 82 صحن كنافة ومثل هذا العدد من علب الكولا في اقل من شهرين.وأن ارتدي وأفك ربطة عنقي ثلاث مرات في اليوم قبل وبعد الأكل ...كما أعتقد أنه من حقي كإنسان أن أغفو ساعة ما قبل الغداء دون ان يرنّ جرس بيتي ويناولني أحدهم كرت دعوة مثقلا بأبيات شعر منسوخة منذ ألف عام ..كما انه من حقي ايضاَ أن أكتب مقالي اليومي دون أن تتوقف فاردة تحت شرفتي لغاية لحاق سيارة العروس بالركب..صدقوني أن بطاقات الدعوة التي وضعتها فوق التلفزيون هذا العام ، يفوق عددها وحجمها معاملات النفقة عند أي قاض شرعي..
ترى لماذا يشبه موسم الزواج عندنا فترة التجنيد ؟ كل من لا يلتحق في الموعد المحدد يعتبر مستنكفا!!..ماذا سيحصل لو قسّمنا أفراحنا على شهور السنة كلها ،أو حتى على عامين أو ثلاثة..حتى المحكمة الشرعية أصبحت تشبه المؤسسة المدنية اكتظاظا وطوابير عند المحاسب ، أما الشيخ كاتب الكتاب فأصبح أشبه بمعلم الخصوصي طالع من دار وفايت بدار ..
الفرح اذا اصبح واجباً ومجاملة فقد جزءا كبيرا من هيبته ونكهته ،تماماً مثل الفنجان الثاني من قهوة الضيافة..لذا أعطونا فرصة حتى نفرح ،حتى نغير طعمة الفرح ، بنكهة فرح آخر ، على الأقل حتى نزيل دبَقْ القطْر عن اللسان بجرعة استراحة..
منذ الآن وصاعداً..من يريد أن يدعوني لزفافه أو عقد قرانه فليأتيني هو وعروسه الى بيتي لاباركهما ولهما، وأقرأ عليهما مجلّداً من نصائح الحياة الزوجية ؟ عديمة الجدوى- بشرط ان لا أقوم من مكاني ولا أقبّل أحداً،وأن أبقى جالساً على طبيعتي هكذا : بالشبّاح والسروال الصيني .