بيت راس.. «كبيتولياس» «قرية النبيذ»
آتي إلى القرية يحملني توق لرؤية كروم العنب، وحب الرمان، وآثار الرومان، راغبا في تأمل كل ما فيها كما قرأته في الكتب القديمة التي تربط أساطير، وقصص، وشهرة هذا المكان بكونه كان مدينة رومانية، وخابية خمر معروفة في كل أصقاع الدنيا بأنها مصدر أفضل أنواع النبيذ، فكانت منتجعا حاضنا لطالبي الترف، والرفاه..
تلك هي «بيت راس»..
القرية التي دخلتها وفي رأسي هذه الفكرة، غير أنني عثرت فيها على أناس طيبين، وقابلت هناك آثار يين، وسمعت سواليف من وحي الذاكرة تتقاطع مع ما عرفت عنها من بطون الكتب، لكنني لم أر إلا شجرة رمان واحدة، وبعضا من الدوالي التي لا يمكن أن تصلح كي يعصر منها نبيذ كتلك الكميات التي كانت معروفة بها قبل مئات السنين
حين وصلت إلى هذه القناعة، استبدلت سيرة العناقيد، بتلك الجلسات مع أهل القرية، وبتتبع ما تبقى من آثار قديمة فيها، وكان أول من تحدثت معه في بيت راس معمرها الأقدم الحاج مطر حسين لافي «أبو سهيل»، الذي التقيته تحت إحدى شجرات التوت القديمة وكان مكانه هذا قريبا من بركة رومانية محاذية للشارع، ومن شجرة خروب عتيقة معروفة بها القرية.
هيكل على الجبل
تأنيت قليلا قبل محادثة معمر «بيت راس»..
تأملت القرية ملهوفا لاكتشاف جغرافيتها، وقد جئتها بعد أن جزت اربد، نحو الشمال متجاوزا تلها بحوالي خمسة كيلومترات، حتى وصلت «بيت راس» التي تعتبر بقربها وتداخلها مع اربد، ضيعة تابعة لها، وحين وصلت «رأس التل» في القرية، شاهدت من هناك، على مرمى لمحة، «تل اربد» الذي جزته قبل دقائق، فتوارد إلى خاطري حوار عتيق ما تزال أصداؤه باقية حتى اليوم بين هذين التلين، عندما دفن يزيد بن عبد الملك جاريته حبابة قريبا من هذا التل، دفن وهو أمام ناظريها قريبا من تل اربد.
من على قمة هذا التل بدأت تصفح سيرة «بيت رأس» التي دعيت بهذا الاسم أيام الغساسنة الذين كانوا يقطنون في حوران والأردن قبل الفتح الإسلامي، ولعل البحث في دلالة التسمية يشير إلى أن كلمة بيت تعني في لغة أهل الشام القرية، أما كلمة رأس فذلك لوقوعها على رأس جبل.
أما قبل ذلك، وفي عهد الرومان فقد ازدهرت بيت راس، خاصة عندما تم إلحاقها بالحلف التجاري، المعروف بالمدن العشر (الديكابوليس)، وقد عرفت آنذاك باسم (كبيتولياس)، وهي كلمة لاتينية تعني في الأصل الهيكل، (أو القلعة)، المبني على قمة الجبل .
ويشير بعض أهل القرية إلى أن إحدى المناطق في بيت راس تسمى بالدير، وهي تلك المساحة المكتظة بالكنائس والآثار القديمة، وهذا أعطى انطباعا شعبيا أن هذا المكان يشكل ديرا كبيرا.
تل الخضر
أما وقد كانت بداية البوح من على التل الذي تقع عليه «بيت راس»، منذ فترة طويلة، فلا بد إذن من فتح دفاتره القديمة، ونقوش ذاكرة المكان فيه، والتي تشير إلى أنه كان يدعى «تل الخضر»، وهو لم يأخذ هذا الاسم عبثا، فهناك على قمته توجد بقايا حجارة، وأثار حوطة، وعامودان صغيران متبقيان الآن، يدلان على وجود مقام قديم هنا.
ويقول أهل القرية أن هذا المقام هو «مقام الخضر»، وهو رغم الإهمال للمكان، ما زال الناس يعترفون بقداسته، ويتحدثون بأنها ما زالت باقية في نفوسهم.
يقول الحاج مطر أنه كان هناك حوطة الخضر، على التل، وكانت مباركة، وكان هناك زاوية فيها تتمثل بها قداسة الخضر، حتى أن النساء عندما يردن تحقيق أمنية، أو شفاء من مرض، أو أن يرزقن بولد فإنهن كن ينذرن نذرا بأنه «إذا الله أعطاهن (الولد) غير يحنن سيدنا الخضر»، ويكون هذا إن تحققت تلك الأمنية، فيقمن بخلط الحناء، وتجهيزها في المنزل، ثم يحملنها باتجاه الخضر حتى يصلنه، ويضعنها بأيديهن على مقام الخضر، وقد كان البعض «يذبح»، ويطبخ عند الخضر، إيفاء بتلك النذور، أو طلبا لبركاته، ومع الذبح كانوا يحضرون قطع القماش الخضراء والبيضاء، ويكسون بها المقام، أو يعلقونها هناك، ومن يأتي لاحقا يأخذ منها «علقا» مباركا، من أثر الخضر، حيث يقطع جزءا من القماش، ويحتفظ به بركة وقداسة.
لكن الدمار الذي حل بالمقام يرجع أسبابه «الحاج مطر» إلى الباحثين عن الدفائن فهو يقول: «كانوا يجوه، ويفكروا انه مدفون عنده ذهب، وصاروا يحفروا هناك حتى خربوه».
ويتحدث عن هذا المقام، وكيف كانت هيئته في نهاية القرن التاسع عشر، الرحالة «جوتليت شوماخر» في كتابه (عجلون الشمالية سنة «1885-1887)، فيقول عن القرية والمزار: «ترتفع 1931قدما فوق سطح البحر، وهي قرية فقيرة فيها 35 غرفة، يقطنها حوالي 170 شخصا، وهي أعلى مكان في هذه الجهة الشمالية من عجلون، والتلة تسمى تل الخضر، وهذا الولي له مزار على المنحدر الغربي للتلة، وفي هذا المزار كتابات عربية، وعدد من الأعمدة القديمة، ويعتبر المزار مقدسا في نظر المسلمين والمسيحيين».
كورة بالأردن
بهذا الجزء من كتابة «شوماخر» عن تل الخضر يمكن فتح بوابة الحديث عن القرية، وتفاصيلها من خلال تتبع كتابة الرحالة والمؤرخين والجغرافيين، وتعتبر بيت راس محظوظة أكثر من غيرها من القرى من ناحية حجم ما كتب عنها من قبل هؤلاء المهتمين بالتوثيق للأماكن، لذلك فإنه يمكننا تكوين صورة أوضح عن بيت راس بعد رصد متسلسل لتلك الكتابات.
ويمكن البداية من عند الجغرافيين والرحالة العرب، حيث أنه ورد في «معجم ما استعجم» الذي كتبه البكري أن بيت راس «هي حصن بالأردن، وسمي بذلك لأنه في رأس جبل»، أما ياقوت الحموي فقد قال في «معجم البلدان» إن بيت راس «اسم لقريتين، في كل واحدة منهما كروم كثيرة، ينسب إليها الخمر، إحداهما بالبيت المقدس، وقيل بيت رأس كورة بالأردن، والأخرى من نواحي حلب»، ويشير إليها أيضا في كتابه «المشترك وضعا والمفترق صقعا» بأنها «ناحية بالأردن ينسب إليها الخمر».
ويتكرر ذات الكلام في «مراصد الإطلاع» للبغدادي ، و«صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار» لابن بلهيد، بينما يعلق عليها الزمخشري في «الأمكنة والجبال والمياه» بأنها «موضع بالشام».
حديث الرحالة
أما الرحالة والمستشرقون الغربيون فلهم كتاباتهم الكثيرة حول بيت راس، وهي تعطي انطباعا واضحا، وتصورا قريبا حول المكان كما كان في الفترة التي شاهدوه فيها، ويجعلنا نرسم لوحة ترصد حجم التغيير الذي نشأ على المكان منذ زيارتهم إليه وحتى الآن.
يقول بيركهارت في الجزء الثاني من «رحلات بيركهارت»: «بعد ساعة ونصف وصلنا إلى بيت راس التي تقع فوق تل، وأخبرت أنه لا توجد أعمدة واقفة، إلا أن هناك أعمدة كبيرة مطروحة على الأرض».
أما «لي سترامج»، فيذكر بيت راس في كتابه «فلسطين في العهد الإسلامي» بأنها «إحدى قرى القدس، وقيل أنها تتبع منطقة الأردن، تكثر حولها أشجار الكرمة التي يصنع منها النبيذ الفاخر».
ويسترسل الرحالة الدكتور «سلاه مرل» في حديثه عن بيت راس في كتابه «إلى الشرق من الأردن سنة 1876، حيث يقول: «غادرنا اربد وقضينا ساعتين في بيت راس التي كانت تعرف في زمن الرومان باسم كبيتولياس.وتدل آثارها المتفوقة واتساعها على أنها كانت موقعا ذا أهمية ومركز ثراء ونفوذ.وكانت المدينة القديمة تنتشر فوق تلين أو ثلاث تلال وتمتد شرقا مع خط الطريق الرومانية التي ما تزال في حالة جيدة.ومن المؤسف أن الأبنية الكبيرة أصبحت اليوم ركاما، لكن القناطر الكبيرة والأعمدة وتيجان الأعمدة والحجارة المنقوشة ما تزال موجودة، بالإضافة إلى تماثيل نسور بديعة طول أجنحتها ثلاث أقدام.أما الطريق السائرة إلى الشرق فتحيط الأعمدة بجانبها.ومن الواضح أن جزءا كبيرا من آثار المدينة القديمة مطمور تحت الأرض».
ويعطي تفصيلات عن المكان والسكان الرحالة «لورنس أوليفان» في كتابه «ارض جلعاد» سنة 1879م حين يكتب «قمت بزيارة قرية بيت راس، فشاهدت فيها بقايا هيكل يمتد أمامه شارع معمد على مسافة مائتي ياردة، ولكن الأعمدة لم يبق منها في مواضعها سوى المقاعد، بينما كانت حجارتها العليا ملقاة دون ترتيب على الجانبين، أما سكان بيت راس فيتراوح عددهم بين أربعين وخمسين نسمة».
القديس الشهيد
إن القيمة الروحية لبيت راس راسخة منذ القدم..
وإن تتبع بعض من سيرة الكنيستين فيها يعطي انطباعا عن الدرجة التي بلغتها هذه المدينة العتيقة، ويشير إلى هذه الناحية المطران «سليم الصايغ» في كتابه «الآثار المسيحية في الأردن حين يقول: «ومن الآثار المرئية بقايا آثار كنيستين، واحدة منها بالقرب من الجامع الحالي، وقد شيدت الثانية إكراما للعذراء مريم، وكان يخدمها في مطلع القرن الثامن بطرس الكاهن، القديس الشهيد».
ويعرج في كتابه على أساقفة «بيت راس»، ومدى حضورهم في المجامع المسكونية (مؤتمرات يعقدها الأساقفة المسيحيون للتداول في شؤون الكنيسة، وتسمى مسكونية إذا دعي إليها أساقفة العالم كله) المعروفة في سجلات التاريخ، وفي هذا الإطار يشير إلى أن «من أشهر أساقفتها الذين ذكرهم التاريخ، الأسقف «انطيخوس» الذي حضر مجمع «نيقة» سنة 325م ووقع على مقرراته..
ثم الأسقف «انيانوس» الذي شارك في المجمع «الخلقيدوني» سنة 451م ووقع على أعماله ومقرراته..
ويذكر التاريخ عددا آخر من الأساقفة كالأسقف «باسوس» الذي حضر سينودس القدس، (المؤتمر الذي يعقده الأساقفة المسيحيون للتداول في شؤون الكنيسة بشكل إقليمي أو وطني أو طائفي ، ويضم فئة معينة، وليس عالميا، يسمى سينودس)، سنة 518م ووقع على الرسالة التي أرسلها «يوحنا» أسقف القدس إلى «يوحنا» بطريرك القسطنطينية.والأسقف «تيودوريوس» الذي اشترك في سينودس الأساقفة الذي عقد في القدس سنة 536م تحت رعاية البطريرك «بطرس»، وضم السينودس جميع أساقفة فلسطين الأولى والثانية والثالثة.
وأخيرا الأسقف تيودوريوس الذي قال عنه المؤرخ يوحنا موسكو: «إنه أسقف صالح، وديع ومتواضع».
المسرح
أسمع أصوات الممثلين..
ها أنذا أمام بوابة المسرح الذي كان غائبا تحت الركام مئات السنين إلى أن تم الكشف عنه حديثا، وقد كانت تقام به الحفلات أسوة بالمدن الرومانية الأخرى، وكان هناك مدرج، ومنصة، وغرف تغيير ملابس، وحلبة، وشرفة، وكل ما يحتاجه المسرح من معمار، بقي غائبا، إلى أن بدىء الكشف عنه بحفرية لدائرة الآثار عام 1999م، وتقول عن هذا الاكتشاف حولية دائرة الآثار العامة في المجلد(49)، أن العوامل الطبيعية والبشرية في الفترات البيزنطية والإسلامية عملت على إخفاء هذا المسرح تماما، لدرجة أنه لم يظهر منه إلا جزء من جداره الخارجي أثناء زيارة الرحالة الألماني «شوماخر» للمنطقة في نهاية القرن التاسع عشر، ورجح أنه جزء من سور المدينة.
والنص الخاص بهذا الجانب نورده بالعودة إلى كتاب «عجلون الشمالية» ل «شوماخر» حيث يقول: «وقد كانت البلدة (ويقصد بيت راس) محاطة قديما بسور، والموقع له أهمية استراتيجية ممتازة نظرا لارتفاعه، وكان يقطع البلدة شارع مرصوف تحيط به أعمدة وعرضه 16 قدما ويشبه شارع أم قيس.وهذا الشارع يتجه من البلدة شرقا، وما زال باقيا منه حوالي ميلين باتجاه قرية مرو».
السرداب
هناك سرداب، مازال معروفا في القرية، وقد كان الرحالة مرل أشار له في كتابته، وهو حتى الآن حديث الناس في مجالسهم، إذ أنه تحاك حوله القصص والأساطير، وقد نبهنا له الحاج «مطر»، في مبتدأ حديثه عن بيت راس، حيث قال أن مكانه على التل، وبجانبه مبان قديمة، فتتبعنا ذلك الأثر، ووصلنا قريبا منه فوجدناه محاطا بالبيوت الحديثة، وجزء من الأبنية العتيقة.
ويتحدث أهل القرية عن أن اسمه «السرداب»، هو الاسم الذي عرفوه عنه منذ وعوا الحياة في «بيت راس»، وهو محفور في الصخر، في الجهة الغربية ، ويمتد بعمق 12 مترا تحت بيت راس، ثم يتجاوزها إلى أم قيس، وهو يتسع لرجلين، وفيه قناة ماء داخل حافة صخرية.
ويقول بعض آخر منهم بأنهم عرفوا هذا السرداب، وخبروه من كثرة ما شاهدوا أجانب، ورحالة يأتون لمشاهدته، وكان هؤلاء الفضوليون يتتبعوهم إلى النفق ويرونهم وهم يصورون المكان.
بير أم العمدان
كما أن أهل القرية في حديثهم لنا كانوا خلال كلامهم يحددون مواضع البرك الرومانية التي يعرفونها في «بيت راس»، حيث ذكروا ثلاث برك قائلين بأن إحداها تقع شمال غرب البلد، والثانية في الجهة الجنوبية الغربية، أما الثالثة فتقع خارج السور القديم للمدينة.
وعن عيون الماء والبرك يتحدث الكبار بأن هناك بين بيت راس، وقرية كفر جايز نبع ماء اسمه «عين التراب»، وكانوا يردون على هذه العين التي تغذي وادي عين التراب الذي كان مشهورا بالرمان والعنب والزيتون.
ويصف جزءا من هذه البرك، والآبار شوماخر قائلا بأنه: «كانت هناك بركة مربعة قديمة لا يزال الأهلون يحفظون الماء فيها، والمرتفع كله الذي يحيط به السور حافل بالآثار وبقايا العمران القديم.وفي الحائط الغربي للبركة فتحة مسقوفة تؤدي إلى قناة ، وهذه القناة تربط بين البركة، وبركة أخرى، وهذه البركة كانت تستخدم لحفظ الماء، وقد حفرت في الصخر الأصم ثم طليت بالإسمنت.
وفي طرف الهضبة الغربي توجد بركة أخرى 125*77 قدما، وعمق 26 قدما حفرت في الصخر، وتتصل بحوض مستطيل والبركتان مطليتان بالكلس.
وإلى الشرق من سور المدينة توجد آبار كبيرة أخرى وإحداها يعرف باسم بير أم العمدان، وسبب تسميته وجود عمودين مطروحين قريبا من بابه».
سيرة قرية
تقع قرية بيت راس إلى الشمال من مدينة اربد على بعد حوالي 5 كم، ويحدها من الشرق حكما ومرو، ومن الشمال كفر جايز، ومن الغرب ارض البارحة، وهي تقع على مرتفع يسمى تل الخضر، ويطل على سهول حوران.
تتبع بيت راس إلى بلدية اربد، وإداريا تعود إلى قصبة محافظة اربد.
الديموغرافيا:
يبلغ عدد سكان بيت راس 18019 نسمة (9276 ذكورا و8743 اناثا) 3252 أسرة، تقطن في 4097 منزلا.
ومعظم أهالي بيت راس من عائلات الحموري، والهيلات، والشوحه، والطعاني، ويعملون في الوظائف الحكومية والقوات المسلحة، والزراعة.
التربية والتعليم:
يوجد في القرية أربع مدارس حكومية هي مدرسة بيت راس الثانوية للبنين، ومدرسة بيت راس الثانوية للبنات، ومدرسة بيت راس الأساسية للبنين، ومدرسة بيت راس الأساسية للبنات.
الصحة:
يوجد في بيت راس مركز صحي أولي وفيه عيادة أسنان ومركز تنظيم الأسرة، لكنه بحاجة إلى مختبر.
المجتمع المدني:
يوجد في القرية مركز شباب بيت راس، وكان هناك ناد رياضي الا انه الغي بسبب نقص عدد المنتسبين له، لكن يوجد في بيت راس عدد من الدواوين للعائلات في القرية وهي ديوانان للحموري، وديوان للهليلات، وسبعة دواوين للطعاني، وديوان للشوحه.
* تتوفر في القرية البنية التحتية كاملة من ماء وكهرباء وهاتف وطرق.
** يوجد في القرية 11 مسجدا.
*** ويوجد مكتب بريد.