في ظاهرة غريبة وجديدة على المجتمع الاردني قام احد المواطنين الاردنين بخلع ملابسه اعتراضا على مخالفة سير. على رغم مما تحمله هذه الحادثة من غرابة وطرافة ، انما شر البلية ما يضحك.
طبعا هذا الرجل - وهو سائق باص – خولف لعدم امتلاكه رخصة القيادة او الاصح لانه كان قد نسيها في المنزل. وبناء على الخبر فقد قام السائق بتوضيح الموقف للشرطي بانه قد نسي الرخصة في المنزل. وبما ان الشرطي يعرف روح القانون ويعيشه اصر على مخالفة السائق من باب المخالفة هي ليست للتنبيه وابعاد الناس عن الخطأ، بل هي أفضل اسلوب قانوني للجباية.
قطعا فان اعتراض هذا السائق المسكين ليس فقط على المخالفة. فهذا الموضوع لوحده لا يستفز الاردني لهذه الدرجة. وخاصة ما هو معروف عنا من اننا شعب مسالم لا يعترض او بالعامية لا بهش ولا بنش.
ان هذه الحادثة - والتي قد لا تبدو للكثيرين ممن هم نيام في سبات شتوي لا ينتهي – هي ظاهرة مخيفة تدل على مدى الاحتقان الداخلي في قلوب الاردنيين. هذا الاحتقان الذي قد يولد انفجارا مخيفا. ففي هذه الحادثة الاخ السائق خلع ملابسه هو .اما خوفي فهو ان نرى في الايام القادمة من يرغم الآخرين على خلع ملابسهم ليلبسها هو.
ان تهرب الحكومة من القيام بواجبها في حماية الشعب ومساعده. واصرار البعض على التصرفات المستفزة للشعب ستسبب لا محالة ردة فعل قاسية جدا . قد نسمع في المرات القادمة عن شخص فقع شرطي سير قتلة او شخص اشعل النار في نفسه . او شخص قرر يفجر نفسه ليقول علي وعلى اعدائي.
بالنسبة لي انا كانت طريقة اعتراضي ابسط بكثير فقد مزطت شواربي ولحيتي ، كردة فعل اولية على الغلاء الذي نواجهه في كل يوم. في المستقبل لا أعلم مالذي قد امزطه بعد ذلك. ولكني متأكد من شيء واحد ان هذا السائق عندما خلع ملابسه في الشارع كان يريد ان يقول: يا حكومة حتى اوعينا شلحتونا اياها ... والباقي عندكم.
وكعادتي أأكد طبعا ليس ذما في الوطن ولا ذما في المواطن ولكن لاني بحبك يا وطن رح بحكي اللي في قلبي .