استقيظ كل يوم وفي قلبي خوف شديد . هذا الخوف ليس من رجل ينتظرني باب بيتي لثأر بيننا . او لان مديري غاضب مني او لانني جبان بالفطرة. بل اخاف مطالعة الصحف اليومية اخاف سماع جميع الاخبار بكل انوعها المسموعة والمقروئة والمرئية. اخاف ان اعرف ان سعر البندورة اليوم اصبح دينار او استقيظ لأجد ان دولة موزنبيق وقد انفجرت فيها ماسورة المياه التي تغذي حي للفقراء مما تسبب برفع اسعار الحمص عندنا والذي نستورده من تركيا.
اغرب تركيبة ممكن ان تراها هي تركيبة شعبنا الاردني. ففي الاردن سرقة الشعب واستغلالهم هي شطارة . فمن حق التاجر دائما ان يستغل الظروف ويربح على ظهر المواطن المسكين.
اتمنى في كل يوم لو ان والدي لم يكن متعلما ومثقفا كفاية فثقافته ما جعلني اتعلم واحاول ان اثقف نفسي. وهذه الثقافة هي ما جعلتني موظفا مسكينا تنهش راتبي مجموعات وقطعان لا نهاية لها من التجار والصناعية المستغلين. الا يكفينا حكومتنا الرشيدة؟
الغريب في الموضوع عندنا نشاهد السيرة الذاتية للتجار والصنايعية من صغيرهم لكبيرهم الا من رحم ربي . من فقير معدم الا صاحب منزل وبيت بسنوات قليلة. اين هي الشطارة واين هي تعاليم الدين عندما يربح الدينار في مقابله دينار او اكثر سنويا ؟ اعتقد لو حسبناها قليلا لوجدنا ان من يمتلك 100 الف دينار هذه السنة سيمتلك في العام المقبل 200 الف دينار . مع ان الدين يؤكد ان نسبة الرح المنطقية لا يجب ان تتجاوز 30% .فالمنطق يقول ان المرابح الكبيرة لا تكون الا على حساب المواطنين الآخرين وهم في الغالب محدودي الدخل. فتاجر الطحين يعوض غلاء البندورة برفع اساعر الطين بحيث يربح اكثر حتى من فرق الغلاء. وبالتالي بتوقع براس الموظف المسكين اللي بقدرش يرفع راسو ليرفع اجرو.
من هنا اجد ان افضل تعريف للشطارة في مفهوم الاردنين هواستغلال اي ظرف لكسب اكبر مقدار من المال حتى لو كان هذا على حساب المواطن الفقير. ويا روح ما بعدك روح.
طبعا لسا ذما في الزطن ولا ذما في المواطن ولكن لاني بحبك يا وطن رح بحكي اللي في قلبي .