البحر الميت, الاردن / السبت 19 أيار 2007
© حقوق الطبع أرشيف الديوان الملكي الهاشمي / تصوير ناصر أيوب
لقد تأثرت وأعجبت بصورة النتيجة العكسية لأحجار الدومينو في مسألة تمكين المرأة. فبدلاً من السقوط جرّاء دفعها، تقوم كل إمرأة بمساعدة أخرى على النهوض ومدها بهبة القوة. وبهذه الطريقة يولد النجاح نجاحاً. وقد حققنا خلال السنوات القليلة الماضية بهذه الطريقة إنجازات عظيمة في مجال تمكين المرأة على الصعد المحلية والإقليمية والعالمية.
أفضل إعلان لتمكين النساء هو إمرأة تتمتع بالتمكين. وأفتخر بالقول أنّ المدن والمدارس والقرى الأردنية تتباهى بوجود أمثلة عديدة على النساء اللواتي تغلبن على التحديات. إذ قامت هؤلاء النساء بإعادة إبراز ما تمثله المرأة في الأردن في عام ألفين وثمانية. كما قامت نساء وفتيات العقد الماضي اللاتي يتمتعن بالموهبة والمقدرة والعمل الجاد بتغيير حياتهن وحياة عائلاتهن ومجتمعاتهن. ومع ازدهار الاقتصاد ورفع مستوى المساواة بين النوع الاجتماعي في غرفة الصف وتوفير فرص عمل أكبر، تنظر النساء حولهن الآن ليشاهدن أصدقائهن وجيرانهن يشعرن بالفخر وبالتالي يشعرن بفخر أكبر وترتفع عيونهن لتلتقي بأعين أقرانهن اللاتي يشكلن مصدراً للإلهام.
"... بعد أن قرأت ما يعلّمه برنامجك للتمكين، أعتقد أنك تشجعين قيماً رائعة وهي جميعها ذكية ومثالية بشكل مدهش، إنني أحببت هذه القيم أكثر من أي شيء أستطيع التعبير عنه لك.
"...النساء لسن رموزاً للجنس وينبغي عدم استخدامهن كأدوات للترفيه "
الآنسة س . ر
الولايات المتحدة الأميركية
4/3/2004
من الواضح أنّه بمتابعة الإنجاز الأكاديمي المتزايد ونسب معرفة القراءة والكتابة المتزايدة، فإن مشاركة النساء في الحقل السياسي آخذة بالإرتفاع كذلك. ويفتخر مجلسا الأعيان والنوّاب في الأردن بتعيين أربع وزيرات مؤخراً. إضافة إلى ذلك، تحقق النساء الأردنيات مواقع متقدمة ومركزية في القطاع الخاص مستفيدات بذلك من فرص العمل المتزايدة ومبادرات القطاع العام المخصصة لتشجيع مثل هذا التقدم. وبصفتي عضواً في مجلس إدارة مؤسسة فينكا العالمية، فقد أوصيت بالتوجه نحو القروض الصغيرة كوسيلة لتمكين الفئة الأقل حظاً. كما أنّ المؤسسات والمنظمات المحلية تعمل جاهدة على ذلك بالفعل والنساء يحققن النجاحات.
" ... كملكة للأردن، تثق النساء الأردنيات بأن تكوني صوتهن في معاركهن اليومية لأجل المساواة والاحترام، إنني معجبة بعملك الخيري وأؤمن بك ملكة شابة نشطة كنموذج للنساء من كل الديانات في كل أنحاء العالم."
السيدة ف . ر
كندا
5/2/2003
وفي مختلف أرجاء العالم، تقوم النساء بتشجيع بعضهن بعضاً. حيث شهد هذا العام إطلاق العديد من المبادرات المحفزة والبرامج الملهمة على الصعيد العالمي، وتم تطبيقها محلياً. وخلال زيارتي إلى المغرب، استوقفتني العزيمة التي تتمتع بها إحدى موظفات الخدمة الاجتماعية، حيث انتشلت فتاة تُدعى خديجة من أحد المصانع التي تعمل فيها وألحقتها بالمدرسة. والآن ستقوى خديجة بمعرفتها، بشكل لم تكن تحلم به في السابق، وستقوم على الأرجح برفع معنويات الفتيات اللاتي قد يعترضن طريقها في مستقبلها الراشد. ففي الاجتماع الافتتاحي للشبكة النسائية العالمية للطفولة الذي عُقد في الأردن، سمعت كذلك عن تشجيع مها إحدى الفتيات الشابات من اليمن كانت تعاني من فقر مدقع وإهمال من قبل إحدى النساء الأكبر سناً في مجال الخدمة الاجتماعية.
تقوم النساء بتشجيع الفتيات وتشجع النساء بعضهن بعضاً بسرعة جديرة بالإعجاب. وأرى قطع الدومينو التي تسقط دوماً تنهض اليوم. وقامت ماريا شرايفر في مؤتمر المرأة الذي عقده حاكم كاليفورنيا مؤخراً بتشجيع النساء على "الاعتقاد" و"الاهتمام" و"التواصل" مع بعضهن بعضاً، كما تقوم بصفتها السيدة الأولى في كاليفورنيا بتشجيع الناخبين على المشاركة بشكل أكبر، وعملت على رفع مستوى الوعي الصحي وعدد المنظمات التي توفر الحماية للنساء. وتعمل النساء اللاتي حضرن المؤتمر والنساء في مختلف أرجاء العالم كأمثال زينب سلبي من منظمة النساء لأجل النساء الدولية وماري روبنسون ومادلين أولبرايت وميلاني فيرفير وفاريان رايت إدلمان و مهناز أفخاميو من الشبكة النسائية العالمية للطفولة على تشجيع بعضهن بعضاً عبر عوامل محفزة تتمثل بالتعبير عن آرائهن عالمياً وشغل مناصب على الصعيد المحلي، ومثل هذه البرامج بكل بساطة تعمل على نهضتهن.
مد يد المساعدة لم يعد يقتصر على التواصل. إذ رأيت بنفسي، عبر العمل الذي قامت به قمة النساء التي ركزت النساء فيها على "إلهام" و"تمكين" بعضهن بعضاً وحيث تُرجمت هذه الأهداف إلى ثماني عشرة ورشة تعليمية وتدريبية، كيف أنّ مد يد المساعدة يعني الكثير الآن. كما أنّ مد يد المساعدة يعني تشجيع بعضنا البعض كما تفعل الأخوات والأمهات بشكل دائم وإلى أقصى درجة وإعادة ترتيب أحجار الدومينو ونصبها.
هذه لحظات حاسمة بالنسبة للنساء. إذ إنّ أولئك النسوة يمثلن بالنسبة لجلالة الملك عبد الله ولي عنصراً هاماً في نمو وتطور بلدنا. لأننا نؤمن بأن اقتصاد الأردن لن يزدهر إلاّ من خلال ازدهار شعبه؛ وعندما يقوم شعبه كافة بالمساهمة بشكل فاعل في سوق العمل.
مع أننا نتطلع إلى تحقيق مشاركة تامة، إلاّ أننا نعمل على تحسين المعايير التربوية بتصميم وبدأنا بالفعل بحصاد النجاحات. فعلى سبيل المثال، تقدر نسبة الإناث اللاتي يعرفن القراءة والكتابة في الأردن حالياً بستة وثمانين في المئة، في الحقيقة إنّها تمثل النسبة الأعلى في المنطقة. وعلاوة على ذلك، أثبتت إمتحانات الكفاءة الأخيرة في المدارس الثانوية هذا العام أن الفتيات يحققن نتائج أكثر من أي وقت مضى، كما أنّ معدلات تسجيل الإناث في الجامعة في أعلى مستوياتها على الاطلاق. وأشعر هكذا أن الأمور تسير على نحو رائع مغيرة بذلك مجرى التاريخ عبر توارث القوة كهبة.
تقوم النساء بإعادة بناء وتنظيم وتجديد مجتمعاتهن وعائلاتهن وحياتهن بنشاط متزايد، وتعملن إضافة إلى ذلك على إعادة تشكيل التنمية المستدامة وحافزهن في ذلك المنظمات التي تمدهن بقروض صغيرة. وسواء أكان ذلك في المكسيك أم كوسوفو أم العراق أم فلسطين، فإن تمكين المرأة من شراء ماكنة خياطة أو بعض البذار يعتبر كافياً في الأغلب لضمان تحقيقها الدخل وتسديد ذلك القرض. وعندما تفعل ذلك، وبما أنّ معدل السداد بين النساء يصل إلى سبعة وتسعين في المئة، يتم منح امرأة اخرى قرضاً آخر، وبالتالي تغيير حياة عائلة اخرى.
هؤلاء النسوة اللاتي يتحلين بالشجاعة والقوة والتصميم مصدر إلهام بالنسبة إليّ. وخلال مقابلة قريبة، سئلت عن النساء في الأردن. وأجبت بأن النساء يحققن النجاح تلو الآخر بالفعل: "إنني أرى ذلك عندما أقوم بزيارة صاحبات المشاريع في مختلف أرجاء الأردن- اللاتي تغيرت حياتهن واللاتي تُحدث جهودهن الدؤوبة في نطاق المشاريع الصغيرة فرقاً كبيراً بالنسبة إلى عائلاتهن ومجتمعاتهن. وفي نهاية المطاف، تحقيق فرق كبير لأنفسهن مع اكتسابهن صوتاً أقوى وسلطة أكبر واحتراماً متزايداً في مجتمعهن."
من الرائع رؤية مثل هذا التغيير. وكما يقول الشاعر أدريان رييتش، "لحظة التغيير هي القصيدة الوحيدة." وببساطة كأم وإمرأة وإنسانة يشرفني أن أشهد هذه التغييرات المدهشة بين النساء.