أكد جلالة الملك عبدالله الثاني التصميم والعزم على أن يظل الأردن قويا عزيزا منيعا، مشددا على أن الاستقلال هو مسيرة من الإنجازات الوطنية التي تعزز مفهوم السيادة الشاملة وحرية الإرادة واتخاذ القرار الوطني الحر. وقال جلالته، في خطاب ألقاه في الاحتفال الوطني بعيد الاستقلال الذي أقيم في قصر زهران العامر أمس أن الحفاظ على الاستقلال بهذا المفهوم لابد من الاستقلال الاقتصادي من خلال الاعتماد على الذات.
وجدد جلالة الملك التأكيد على أن الأردن يتعامل مع الأوضاع والمستجدات المحيطة بمنتهى الحكمة والوعي والحفاظ على أمن بلدنا واستقراره وحماية مسيرته ومنجزاته وعلاقاته المتوازنة مع دول الجوار والأصدقاء.
وابرز جلالته في الخطاب الدور والموقف التاريخي الثابت إزاء القضية الفلسطينية، إذ أكد جلالته أن واجبنا وموقفنا التاريخي الثابت هو مساندة ودعم أشقاءنا الفلسطينيين، ولن نتوانى أو نتردد في القيام بأي دور أو جهد أو استثمار علاقاتنا مع الدول المؤثرة لتمكين الأشقاء من الوصول إلى حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة.
وقال جلالة الملك: إننا ملتزمون بخيار السلام العادل وقرارات الشرعية الدولية ضمن الإجماع العربي على التسوية السلمية مؤكدا بأننا نحن الهاشميين نذرنا أنفسنا لخدمة امتنا العربية منذ فجر النبوة ولن نتخلى عن واجبنا القومي في الدفاع عن قضايانا العادلة.
وعلى صعيد الحياة السياسية أعلن جلالته أنه وجه الحكومة بالتعاون مع مجلس الأمة للعمل على إنجاز حزمة من التشريعات المرتبطة بالتنمية السياسية، خاصة تلك المتعلقة بحياة حقوق الطفل والمرأة وتيسير الاجتماعات العامة وتعزيز دور واستقلالية الجمعيات والهيئات الخيرية. وأعتبر جلالته أن التنمية السياسية وضمان الحريات الأساسية للمواطنين ومؤسسات المجتمع المدني وتعزيز مشاركتهم في اتخاذ القرار انه حق مكفول بالدستور، وهي متطلب رئيسي لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة. وحول البعد الاقتصادي، قال جلالة الملك نحن نسير بثقة على الطريق الصحيح مؤكدا ثقته بقدرة الأردنيين على مواجهة التحديات أكثر من أي وقت مضى.
وأكد العمل ومواصلة الجهود لتلبية طموحات المواطنين وتأمين المستقبل الأفضل للأجيال القادمة، مشيرا جلالته إلى أن ما تحقق من إنجازات في السنوات الماضية وهي مؤشر على أن مسيرتنا سليمة، وأن أداء اقتصادنا الكلي يمضي قدما نحو الأفضل.
ونبه جلالته ممن اسماهم بـالمشككين في مسيرة الأردن الاقتصادية، إذ قال جلالته لا نريد أن نلتفت إلى أصوات المشككين بمسيرتنا الاقتصادية، مؤكدا أن الأردنيين النشامى، وكما كانوا على الدوام مثال في القدرة على تحقيق الإنجازات العظيمة وعدم الالتفات للمزايدات والمشككين.
ودعا جلالته الجميع إلى التمسك بالتفاؤل والأمل مؤكدا أن المسيرة تتقدم وسنستمر معا لنجني ثمار ما نزرع اليوم.
وأعرب جلالته عن ثقته الكبيرة بالشباب الأردني، إذ قال إنني استمد التفاؤل والأمل بالمستقبل من ثقتي بالشباب الأردني وأيمان جلالته بعزيمة الشباب وقدرتهم على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل للوطن وللأجيال القادمة.
وكرم جلالته خلال الاحتفال، كوكبة من رواد العطاء والإنجاز من الأردنيين بأوسمة ملكية تقديرا لجهودهم الجليلة التي بذلوها في بناء الأردن وتعزيز مسيرته.
كما ألقى شاعر الأردن حيدر محمود قصيدة شعرية بعنوان مباركة هذي البلاد تغنى بالإنجازات التي حققها الأردن بفضل قيادته الهاشمية وإصرار أبنائه المخلصين على صنع المستقبل وتجاوز التحديات.