عبد الله بن الحسين
(1882-1951)
ولد عبد الله بن الحسين بن علي في مكّة المكرّمة سنة 1882م. تعلّم القراءة والكتابة، والقرآن الكريم، ومبادئ العلوم على أيدي نخبة من الشيوخ وعلماء الدين. في عام 1893 ارتحل مع والده الشريف حسين إلى الأستانة حيث تابع دراسته، فتعلّم التركية، ونختلف العلوم العصرية على أيدي معلّمين مختصّين.
تقلّد مناصب عدّة، ففي سنة 1909م انتخب نائباً لمكّة في (مجلس المبعوثان)، ثم نائباً لرئيس هذا المجلس.
وعند إعلان الثورة العربية الكبرى تولّى قيادة الجيش الشرقي، وهاجم الحامية التركية في مدينة الطائف،واشترك مع والده في إنشاء الحكومة المستقلّة، وتقلّد فيها منصب ةوارة الخارجية. في 8 آذار 1920م أعلن المؤتمر الوطني الذي عقده العراقيون المناداة به ملكاً على العراق. وقد شعر أهل شرقي الأردن أنّهم بحاجة إلى زعيم قوي يوحّدهم، فأجمعوا على قيادة عبد الله بن الحسين، واستقبلوه عام 1920 بالترحاب، ومنذ ذلك الحين بدأ بتأسيس الإمارة على أسس متينة، وجمع من حوله نخبة من الرجال من سياسيين، وعلماء، وشعراء، أمثال: فؤاد الخطيب، والشيخ سعيد الكرمي، والشيخ محمد الشنقيطي، وخير الدين الزركلي، وعبد المحسن الكاظمي. وحين وقعت البلاد تحت ظروف سياسية صعبة ناضل عبد الله والأحرار من أبناء الأردن إلى أن تم الحصول على الاستقلال عام 1946، ونودي به ملكاً دستورياً عليها.
مؤلفاته
1- عبد الله بن الحسين، مذكرات الأمير عبد الله، تحقيق أ. ليفي بروفنسال، دار المعارف، القاهرة، 1955.
2- عبد الله بن الحسين، مذكرات الملك عبد الله، المطبعة الهاشمية، عمان، 1970.
3- عبد لله بن الحسين، الآثار الكاملة، الدار المتحدة للنشر، بيروت، 1973.
4- الوثائق الهاشمية: أوراق عبد الله بن الحسين (وحدة الضفتين)، المجلد الحادي عشر، جمع وإعداد: الدكتور محمد عدنان البخيت وآخرين، جامعة آل البيت، عمان، 1998.
5- من أنا: يتحدّث فيه عن العرب: قديمهم وحديثهم، ويتناول فيه تاريخ الإسلام، والفتوحات حتى العصر العثماني، وشيئاً من الإمارة الهاشمية في مكّة المكرّمة، إضافة إلى نبذة حول العلوم عند العرب، وخاتمة حول الثورة العربية الكبرى. وتجري فصول الكتاب على أسلوب السؤال والجواب.
6- جواب السائل عن الخيل الأصائل: وهو رسالة وضعها الملك إجابة للشيخ فؤاد الخطيب، وتكلّم فيها عن فضائل الخيل، وأصنافها، وألوانها، وجيادها، وأنسابها، وأجناسها، ووصف الخيل في الشعر العربي.
من مراجع ترجمته:
1- الأسد (ناصر الدين):الشعر الحديث في فلسطين والأردن، معهد الدراسات العربية العالية، القاهرة، 1961.
2- أبو صوفة (محمّد): من أعلام الفكر والأدب في الأردن، جمعية عمّال المطابع التعاونية، عمّان، 1983.
3- ظبيان (تيسير): الملك عبد الله كما عرفته، المطبعة الوطنية ومكتبتها، عمّان، 1967.
4- قطامي (سمير): الحركة الأدبية في شرقي الأردن 1921-1948، وزارة الثقافة والشباب، عمّان، 1981.
5- مغيض (تركي): الحركة الشعرية في بلاط الملك عبد الله بن الحسين 1921-1948، وزارة الثقافة والشباب، عمّان، 1980.
6- ناعوري (عيسى): الحركة الشعرية في الضفّة الشرقية من المملكة الأردنية الهاشمية، وزارة الثقافة والشباب، عمّان، 1980.
7- هاشم (كايد): قاموس المؤلفين في شرقي الأردن 1899-1948، مطابع القوات المسلحة الأردنية، عمّان، 1995.
***
سحر البيان
من القلم الحي إلى القلم الشهيد
عروض وفيه البرق سحَّت سحائبُهْ
حوافلُ مُزْنٍ مثقلات دوالحٌ
تحيّي يراعاً من أديب مُفوَّهٍ
وللآلِ فخرٌ أن يكون لسانَهم
يذود عن الحق المضاع ولا يني
هو القَلَمُ الحيُّ المؤيّد بيننا
به ترتوي عَذْباً زُلالاً وسائغاً
يُظَنُّ بدائياً إذا لانَ مَتْنُهُ
ولكنْ متى ما هاج أو جدّّ جدُّه
فلا تبتئسْ، فالفضلُ فيك مُؤثَّلٌ
فما القالُ الغوريّ إلاّ مدربٌ
فبشِّر بني قحطانَ، أنت خطيبُهم
فما أدب فيه كشخصك قادرٌ
ألستَ الذي حيّا الشريف بمكَّةٍ
ولِلْعَلَمِ المرفوعِ جِئْتَ مُحَيّياً
فما بخلوا في يوم ريعٍ وليلةٍ
فبُشراكَ قد لبَّاكَ قومٌ عَرَفتَهُمْ
أعوذ بربّي أن تخور عزائمٌ
وذو لجبٍ حُرٌّ شديدٌ زمامُه
ينافحُ عن عليا معدٍّ ودأبُه
يلاقي به جمعُ العدو مَصائباً
فوالله لولا من تصدّى لِفِرْقَةٍ
لما كان ممّا قلتُ، تندبُ أُمّهُ
إذا الليثُ أخلى الغابَ يوماً لقيتُهُ
وما تستوي سودُ الليالي وبيضُها
وما يستوي البحران، عذبٌ ومالحٌ
وللحقِّ مَدّاحٌ حقيقٌ وطالبٌ
وفي الناسِ من يحيا بعقل وحكمة
وفي الحق ذو حَظٍّ وفي الخلق غيره
نرى الفلَكَ الدوَّارَ بعد تزمُّل
وذي ميعة غضِّ الشَّباب رأيتُهُ
ورُبَّ دميمٍ بعد شِيب وجدته
وخابط ليلٍ أو مجدّ بسحره
توكَّلْ على ربِّ البريّةِ كلِّها
وصلّ على خير البريّةِ كلِّها
ونوٌّ غريب النبتِ جاشت عجائبُهْ([1])
يجلجل فيها الرعد، ضجَّتْ جوانبُهْ([2])
وفي الشعر بحر قد تسامت غواربُهْ
فؤادٌ وجاء الخصم عمداً يواثبُهْ([3])
له قَلَمٌ كالسيف مَنْ ذا يضاربُهْ؟
فأنعِمْ به بالاً، كالحسّان كاتبُهْ
إذا الخَصمُ بعد القَوْل خابتْ مشاربُهْ
بأنْ قد تاهُ غيرُ ندٍّ يُداعِبُهْ
يُريه نجومَ الليل ظُهْراً يحاسبُهْ
وديعةُ ملك لامعاتٌ كواكبُهْ
مُقِرٌّ بفضلٍ للخطيبِ يواكبُهْ([4])
وشاعِرُ عدنانٍ تعالتْ مراتبُهْ([5])
عليه مُضاعٌ أو تداعت مضاربُهْ
وحيَّيت بيت الله أنتُ تخاطبُهْ؟([6])
وحيَّيْتَ جَيْشاً، كنت أنت تُجاذبُهْ
وجادوا بأرواح وتلك مطالبُهْ
وجرَّبْتَهمْ، والخصمُ جاشت كتائبُهْ([7])
وفي العُرب لَيْثٌ لم تُقلَّمْ مخالبُهْ([8])
ترِنُّ صهيلاً سُودُهُ وأشاهِبُهْ
يجاهدُ من رام الحِنى ويكالِبُهْ([9])
وبالنصر والتوفيق عادت هواذبُهْ([10])
وشتَّتَ سعياً، والشتات جلائبُهْ
وما قمت واستوحَشتَ أنتَ صاحبُهْ
وقد رَفعتْ ليلاً بصوتٍ ثعالِبُهْ([11])
وما يستوي في الوردِ قاصٍ وكاربُهْ([12])
زما تستوي حيتانه وعقاربُهْ
وللظلمِ قصَّادٌ، وللنكثِ عائبُهْ
وفي الناس، من كالناس والعقلُ عازبُهْ
وفي الخلق، مَنْ ضاقتْ عليه مساريُهْ
له سِنَةٌ شُدَّتْ عليها لوالِبُهْ
وقد خانَهُ دَهْرٌ، وللحسن سالبُهْ
له حظوةٌ عندَ النساء تُلاعِبُهْ
فلا هو يدري ما تكون عواقبُهْ
وسلِّمْ فَرَبُّ الناسِ ما خابَ طالبُهْ
مع الآل والأصحاب نجحاً تصاقبُهْ
تحياتي :Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan:
