المنطقية، فقد زاد الإقبال عليه إلى حد كبير خاصة في الآونة الأخيرة، فإذا كنت
من محبي هذا الفن، فتعال نأخذك في جولة قصيرة حول أصله وأشهر فنانيه.
معنى كلمة Graffiti
كلمة إيطالية، وتعني الكتابة والرسوم على الجدران والنحت، في البداية كان الرسم على الجدران باستخدام أدوات حادة وفي بعض الأحيان بالفحم أو الطباشير.
لا يمكننا القول إن الغرافيتي فن حديث الولادة، فقد ظهر في صوره الأولى في عصور ما قبل التاريخ، حيث عثر
في مختلف الكهوف الحجرية القديمة على رسومات في أغلب الأحيان تصور بعض الطقوس أو الاحتفالات.
على مر العصور عرفت مختلف الثقافات الرسم على الجدران، وتفننت كل حضارة في إضافة المزيد من اللمسات الجديدة
إليه، كالحضارة المصرية القديمة واليونانية والرومانية والهندية والصينية، ثم ظهر للمرة الأولى في الوقت الراهن في العشرينيات من القرن الماضي أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث انتشرت العديد من الرسومات على الجدران لرجل يلقب نفسه "Bird" يعبر فيها عن مناهضته لسياسة بلاده آنذاك.
بعد وفاة "Bird" ازداد الإقبال على هذا الفن، ويمكننا القول إن الغرافيتي ظهر على هيئته السياسية بين الناشطين للمرة الأولى حينما استخدمه الطلاب الجامعيين في التعبير عن أفكارهم وطلباتهم في العديد من المظاهرات التي اندلعت في 1968 في فرنسا، حيث تمت طباعة العديد من الصور والرسوم على الجدران في أنحاء باريس تعبر عن آرائهم السياسية. كذلك في السبعينيات لجأ المتظاهرون المناهضين للقمع الذي شهده عصر الرئيس الأميركي نيكسون إلى استخدام الغرافيتي في التعبير عن آرائهم السياسية، وظل استخدام الغرافيتي كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية وإرادة الشعوب.
لم يعد استخدام الغرافيتي مقتصراً على الناشطين السياسيين فقط، بل تغلغل في مختلف الثقافات وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من طرق تعبير الأفراد عن حبهم للموسيقى، فبدأت في الثمانينيات من القرن الماضي رسوم غرافيتي لمحبي موسيقى البانك روك، وأخرى حول الهيب هوب التي جعلت من الغرافيتي جزءاً أساسياً منها لأنه يتماشى مع طبيعتها النفسية التي تطلق الحرية للتعبير، كذلك دخل الغرافيتي في موسيقى الروك أند رول والراب وغيرها.
1) كورت وينر
بعد تركه لعمله كمصور بوكالة الفضاء الأميركية "NASA"، اتجه وينر إلى
إيطاليا لتحقيق رغبته في ممارسة موهبته الفنية، ليصبح بعد ذلك واحداً من أكثر
فناني الغرافيتي قدرة على تحويل فن عصر النهضة (يقع ما بين القرنين 14 و16،
حيث أعاد المجتمع الأوروبي إحياء الفن الروماني في الرسم والزخرفة) إلى
رسوم ثلاثية الأبعاد، هذه الموهبة الفريدة أهلت وينر للمشاركة في تصميم العديد
من الأعمال، منها الإعلانات والأفلام التلفزيونية والوثائقية.
2 ) إدغار مولر ومانفريد ستادر
يكوّن هذا الثنائي الألماني فريقاً فنياً مميزاً، حيث يحاكي رسومات فني عصر
النهضة والعصر الباروكي (يبدأ مع نهاية القرن 16 وينتهي في منتصف
القرن 18 وتتميز رسوماته بإضافة المزيد من الحركة والتفاصيل الدرامية باللوحة)،
هذه الخلفية الواقعية للوحاتهما جعلت هذا الثنائي يتميز بفن لا تصدقه العين من
فرط تشابهه مع الواقع، مثلما هو الحال مع لوحة "شارع النهر". فاز الثنائي مولر
وستادر في العديد من المنافسات الفنية في جميع أنحاء العالم.
3 ) جوليان بيفر
من براعتها في رسم الغرافيتي وقضائها يوم كامل في اللوحة الواحدة، إلا أن هذه
الرسومات تُصبح في اليوم التالي ذكريات من الماضي بفعل الأمطار، حيث أن بيفر
تستخدم الطباشير عند الرسم. يطلق عليها الناس اسم "فنانة الأرصفة بيكاسو"
"The Pavement Picasso".
4 ) ترايسي لي
العديد من الدول للمشاركة في المهرجانات الفنية العالمية، وأُدرج اسمها مؤخراً
في موسوعة غينيس لأكبر رسم غرافيتي صُمم في الشارع في العالم والذي انتهت
منه عام 2006.
5 ) إدواردو ريليرو
ذلك في أنحاء العالم، وتتميز رسوماته بأنها تبدو وكأنها صفحات من كتب القصص
القصيرة، حيث يتميز أسلوب إدوارد في الرسم بالقدرة على تجسيد الخيال في شكل
قصة مرسومة ذات مغزى خفي (ربما هذا المغزى ذو صلة وثيقة بالفنان نفسه).
6 ) رود تريون
وكانت أول محاولة للقيام برسم الغرافيتي في عام 1996. عن رسوماته يقول
تريون: "إمتاع الجمهور بخلق مثل هذه اللوحات التي توحي لهم بأن هناك
شيء ما يحدث في الشارع أو أن هناك حفرة ظهرت به، هو ترياق الحياة للفنان".
7) إيريك هيروغي
بعد عمله كمصمم رسم محترف لعدة عقود، اتجه إيريك إلى الرسم على الجداريات
بأسلوب الخداع البصري "ترمبلوي" "Trompe Leil" (تقنية استُخدمت في
اليونان القديمة وروما، حيث يقوم الفنان برسم خلفية على الحائط بشكل يجعل
الصورة تبدو حقيقية، ومن أكثر الأشياء المستخدمة في هذا النمط من الرسم هي
النافذة أو الباب لإعطاء انطباع زائف بأن المكان يبدو أكبر) ملأت رسومات إيريك
جدران ولايات أميركا وبلدان مختلفة أخرى في أنحاء العالم، ومن أشهر الموضوعات
التي يقوم برسمها إيريك هي مباريات كرة القدم.
8) دايم
عام 1989، وهو يعد واحداً من أشهر فناني الغرافيتي في العالم، وقد أُدرج
اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كصاحب أعلى رسم غرافيتي ارتفاعاً
في العالم، وهو الفنان الوحيد بهذه القائمة الذي يقوم بالرسم على الجدران
الخارجية والداخلية وعلى قماش الكانفا ووسائل المواصلات، كما أنه يعمل في
مجالي الرسوم المتحركة والنحت.