اعتراف
سيدتي الغالية هل لي بلحظة من وقتك الثمين ... اعترف لك بما يجول في قلبي من قصص الحب و الغرام
أعترف لك كيف عشقت عينيك و تعلقت بخطواتك على الدرب .. كيف اناجي طيفك الهارب مني على صهوات الريح
كيف أمضي ليلي بعيدا عنك ... بعيداً عن دفء عينيك ... أساهر نجوم السماء ...
دعيني أخذ دقائق من وقتك الثمين و أسمعي مني حروف ليست ككل الحروف ... فانا قد صنعت لك حروف تبدأ بك و تنتهي بك ... امنحيني لحظة واحدة فقط أعترف لك بها بحبي و قصة عشقي .... و بعدهاتابعي خطواتك نحو المقبرة
و ضعي هناك على قبري البارد باقة من الياسمين و ارحلي ....
رحلة ....
جمعت ذكرياتي في حقيبة ... ووضعت صور ذاكرتي في ورقة بيضاء ... و ركبت قطار الزمن الى جزيرة ظننت انها نائية ... نزلت على الشاطيء طالعتي حروف اسمك على رمال الشاطيء ... و وجهك المحفور على جذوع النخيل
و رائحة جسدك في نسيم الصباح و المساء .... مشيت نحو الداخل ... طالعني صوت خطواتك على الرصيف رأيتك في عيون كل الناس ... شربت كأس من المدام طالعتني ضحكتك .... و بريق عينيك ... الى اين انا رحلت .....
صمت ...
سئمت من كلام الناس و المتكلمين منهم .... سئمت من الكتب و ما تحمله من كلام و حروف و مفردات ... سئمت من قلمي الذي يخط حروف و يرسم لوحات .... من العصافير تنشد ... و من عواء الريح على الشرفات .... مللت كل الأصوات بنادق ... و مدافع ... و نواح .... غناء ... و صياح
أين اجد الصمت و الكلمات تطاردني .... و انا من المتكلمين ؟
ضياع ...
توقفت على شاطيء الزمن برهة و نظرت حولي ... تعجبت مما ارى .... حروف هاربة من كلمات ... و كلمات تركض بعيدا عن السطور ... و سطورا تسقط على اوراق .... و أوراق تتناثر في الهواء .... و تهوي في النيران
و نار تستعر كأتون .... و من خلف كل هذا تختفي كل المعالم .... و تزداد غربتي .... ويتوه قلمي عن المعاني ..
و أنطوي بوجع على كرسي بجانب طاولة تناثرت عليها بضع اوراق بيضاء و محبرة انسكب مدادها و اختلط بدمعي.....
مكابرة ....
بخطى يثقلها الخوف و جسم سقيم ... وذكريات ... و بقايا أيام مضت ... و بعض من صور ... و حروف نازفة
و قصة ... ام روايه ... ما عدت أذكر .... نهضت و مشيت
قرار ....
أشعلت النار في المدفأة .... و أحضرت فنجان ساخن من القهوة .... و امسكت بأوراق ذاكرتي و صورها ....
و قلمي .... و جلست على الكرسي الهزاز ... ارتشف همومي من فنجاني .... و أعود بذاكرتي الى اوراقي ...
أطالع معالم حياتي ... و اسمع صوت النار من المدفأة .... و اتخذ القرار .... النار جائعة .... و في يدي طعامها ...
ألقي ما بيدي في المدفأة .... و ألقي دموعي على خدي