قبل عامين وفي احدى ايام شهر رمضان عام 2010 بدات قصة الشاب رامز عثمان ( 28 عاما) في ولاية شيكاغو الأمريكية عندما ودع رامز اهله صباح ذلك اليوم لملاقاة احد معارفه من افراد لشرطة الامريكية الذي اتصل به ذلك اليوم طالبا منه لقاءه ولكنه لم يعد الى بيته الا جثة هامدة نتيجة قيام الشرطي بإطلاق الرصاص على رامز ليرديه قتيلا ب13 رصاصة توزعت على مختلف انحاء جسده من على بعد متر واحد بحسب ما افاد به التقرير الطبي الصادر عن احدى المستشفيات الأمريكية والذي حصلت ” السبيل ” على نسخة منه ، وبعد مرور عامين على تلك الجريمة لا تزال القضية تراوح مكانها حيث لم تعقد سوى جلسة واحدة للمحاكمة بدون حضور المتهم مما اثار الحنق لدى والديه الذي اتهموا القضاء الامريكي بالتمييز مطالبين بمحاكمة عادلة .
ورغم محاولات والده حعفر عثمان وهو اردني الجنسية ويقيم في الاردن حاليا التواصل لدى المسئولين في الاردن للمطالبة بتعيين محام لمتابعة القضية من قبل الحكومة الأردنية إضافة الى التدخل لدى السفارة الأمريكية في الأردن للسماح له بالسفر الى امريكا للقاء عائلته ومتابعة قضية ولده رامز وزيارة قبره مستمرة دون جدوى ولم يتلقى ممن قابلهم سوى عبارات التضامن والوعود .
والد الشاب رامز زار ” السبيل ” و روى قصته ودموع الحزن لم تفارق عينيه قائلا ” سافرت الى الولايات المتحدة الامريكية عام 1991 لعلاج ابنتي المصابة بشلل دماغي وبعد 18 عاما عدت الى عمان لملاقاة اهلي وابقيت عائلتي هناك وبقيت هنا سنتين وفي يوم 12 رمضان عام 2010 جائني خبر مقتل ولدي رامز حيث اخبرتني عائلتي انه صباح ذلك اليوم تلقى رامز اتصالا من احد أصدقاءه العاملين في جهاز الشرطة الأمريكية حيث ذهب رامز لملاقاته امام منزله مع تواجد سيارة تابعة للشرطة وتحدثا معا وفجأة بدأ الشرطي بإطلاق النار على رامز ليصيبه بثلاثة عشر ة رصاصة في مختلف أنحاء جسمه ليرديه قتيلا ثم قام بسحب جثته وإلقاءها تحت بيت الدرج في منزله حيث قام الجيران بالاتصال بعائلتي واخبروهم بما حدث وجاءت الشرطة الى مكان الجريمة وبحضور افراد عائلتي فيما قامت وسائل الإعلام الامريكية بتغطية الحادثة في مسرح الجريمة نظرا لبشاعتها “.
وفيما يلي نص التقرير الذي بثته قناة فوكس نيوز حول الحادثة ” المذيعة : كيف لرجل شرطة خارج الخدمة ان يطلق الرصاص على رجل 13 مرة ويقتله في منزله ، تقول الشرطة ان القتيل ذي 29 سنة اقتحم منزل جنوب منطقة نورماندي صباح الجمعة باكرا حيث استيقظ الشرطي من نومه ، عمر احمد احد اقارب القتيل يقول : نريد ان نعرف لماذا تم الاتصال بالشرطة الساعة 8.45 وكان قد اطلق عليه الرصاص 13 مرة ثم لم يؤخذ للمستشفى حتى الساعة العاشرة ، لا ادري ما القصة كما انني لا اصدرق ما قاله رجال الشرطة، المذيعة : العائلة قالت ان القصة والتوقيت غير منطقيان وقالوا ان رامز كان رجلا جيدا يحاول الاعتناء بوالدته وشقيقتيه وابنته ذات السنتين وقالوا ان عثمان لديه محل بقالة في الجزء الجنوبي من شيكاغو وليس لديه سجل اجرامي .
ويتابع التقرير ” الشرطي قال انه عندما ظهر عثمان في محيط منزل الشرطي اتصل الشرطي بقسم الشرطة ثم عندما دخل رامز الى المنزل اطلق عليه الرصاص ، جاسر احد اقارب القتيل يقول ردا على الشرطي : اذا اقترف شخص ما خطا لا يمكنك فعل هذا يمكنك اعتقاله وليس اصابته 13 مرة ” .
من جهتها اشارت ربا عثمان ” والدة الشاب رامز ” في اتصال مع “السبيل” من امريكا الى انها فوجئت بخبر مقتل ولدها من احدى وسائل الاعلام الساعة الخامسة مساء اي بعد 10 ساعات من وقوع الجريمة مضيفة ” لم تقم الشرطة باخبارنا اضافة الى تأخر الطوارئ في اسعافه معتبرة ان ما حدث كان كمينا لولدها من خلال استدعاءه من قبل احد معارفه من افراد الامن الامريكي لملاقاته في بيته بوجود سيارة شرطة امام منزله حيث تم اطلاق 13 رصاصة على عدة مناطق من جسد رامز ” واعتبرت ان ادعاءات القاتل ان رامز كان يحاول الاعتداء عليه كاذبة لانه ذهب الى بيت الجاني من الباب الامامي بوجود سيارة للشرطة ومعه جميع اوراقه الثبوتية كما ان التقرير الرسمي اكد انه لم يكن مسلحا ولم يكن بحوزته سوى هاتفه الجوال ومفاتيح السيارة ومبلغ 285 دولار ”
وتضيف ” حتى لو كان يريد الاعتداء عليه هذا كان بامكانه اطلاق الرصاص على قدمه وليس قتله ب 13رصاصة ” مشيرة الى ان القضية بقيت متوقفة لاكثر من 16 شهرا بحجة جمع اوراق القضية وتقارير الشرطة ” التي اخفت اي معلومات عن القاتل بحجة حمايته كما تم اخفاء عدد من الادلة من خلال مسح جميع البيانات من هاتفه الجوال”حيث اتهمت القضاء الامريكي بالتمييز ضد ابنها مشيرة انه لا معلومات لديها عن القاتل ان كان موقوفا او لا .
كما اكدت انها تسعى حاليا لاحضار محامي اخر نتيجة بطء اجراءات المحامي الاول وما يشاع عن تعامله مع الجهات المختصة ” للفلفلة الموضوع “حيث ان المحامي كان يتذرع بانتظاره اوواق القضية كما تمنت على الحكومة الاردنية اتخاذ موقف حازم للمطالبة بدم مواطن اردني قتل ظلما .
ويضيف والد الشاب رامز “راجعت عددا من وسائل الاعلام في الاردن لنشر قضية ولدي رامز وايصالها الى المسؤولين للطب منهم بالتدخل للسماح لي بالسفر الى امريكا لمتابعة القضية اضافة الى المطالبة بتعيين محامي رسمي من قبل الحكومة لمتابعة ملف القضية الا انهم رفضوا التجاوب معي كما راجعت المركز الوطني لحقوق الانسان الا انهم رفضوا استلام الشكوى ، وفي نهاية العام الماضي وبعد حديثي عبر احدى الفضائيات اتصل احد المسؤولين في وزارة الخارجية طالبا مني مراجعته في المكتب واستمع الى قصتي ووعدني بالمساعدة طالبا مني مراجعة اتحاد المحامين العرب حيث قمت بزيارتهم وتقديم استدعاء لهم بالقضية مرفقا الاوراق المتعلقة بالقضية من رقم القضية والتقرير الطبي والفيديو الذي بثته وسائل الاعلام الامريكية عن الحادثة ،وبعد عدة ايام اخبرني انه سيقومون بارسال القضية الى مقر الاتحاد في القاهرة ولا ازال بانتظار اي رد منهم حول القضية ، فيما فوجئت باتصال من السفارة الامريكية بعد يومين للسؤال عن القضية حيث سردت لهم تفاصيل القضية وطالبتهم بحق ابني وحق ان تقام محاكمة عادلة للمتهم وطالبت بمقابلة السفير حيث وعدوني ببحث القضية وانتهى الاتصال دون اي متابعة فيما بعد ، كما زرت مجلس النواب وقابلت عددا من النواب حيث ابدوا تضامنهم معي لكن دون جدوى”.
واشار والد الشاب الى اتصال احد افراد الامن الوقائي والطلب منه كتابة تقرير حول القضية لمدير الامن الوقائي وارفاقه باوراق القضية مضيفا “بعد اسبوعين تم استدعائي من قبل المخابرات العامة وأخبرتهم بالقضية ووعدوا خيرا، ومنذ 3 اشهر عدت الى وزارة الخارجية حيث طلبوا مني رقم محامي القضية ورقم ملف القضية واخبروني انهم سيعملوا على تعيين محام لمتابعة القضية وبعد يومين اتصلوا بي ليخبرني ان المحامي يرفض تزويدهم باي معلومات عن مجريات القضية بدون موافقة من ذوي المجني عليه حيث اتصلت على الفور بزوجتي لتطلب من المحامي تزويد الوزارة باي معلومات يطلبونها الا ان الوزارة لم تتخذ اي اجرات من ذلك الوقت وحين راجعته بعد ذلك اخبرني بانه لم يصلهم اي شيء ثم راجعت المنظمة العربية لحقوق الانسان لمطالبتهم مخاطبة الحكومة لتعيين محامي لمتابعة القضية “.
وفي رد من وزارة الخارجية حول الاستفسار عن الاجراءات التي قامت بها الوزارة لمتابعة قضية الشاب رامز ومتابعة سير القضية في المحاكم الامريكية وامكانية تعيين محام لمتابعتها وان كانت هناك أي اجراءات قامت بها الوزارة لدى السفارة الامريكية في الاردن لتسهيل اجراءات سفر والد الشاب رامز الى امريكا لمتابعة ملف قضية ولده المغدور، اكدت الوزارة تضامنها مع المواطن جعفر عثمان مشيرة الى قيامها بالمساعدة القنصلية الممكنة وبتنسيق كامل مع السفارة الاردنية في واشنطن التي لم تدخر جهداً في المتابعة سواء مع السلطات الأمريكية أو مع المحامي الذي وكلته زوجة المغدور الامريكية الجنسية للسير بالاجراءات القضائية أمام المحاكم الامريكية وبمواجهة الشرطي الامريكي الذي أطلق النار على الفقيد العزيز “.
واكدت الوزارة على أنها ستواصل والسفارة في واشنطن ايلاء هذه القضية اهتمامها الكامل والجاد وضمن أقصى امكانياتها وضمن ما هو متاح في إطار القانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي تحكم عمل الوزارة والبعثات الدبلوماسية خارج أراضي المملكة .
من جهة اخرى وفي استفسار وجه للسفارة الامريكية في الاردن حول سبب تأخر اجراءات المحاكمة وعدم السماح للوالد المغدور بالسفر الى الولايات المتحدة لمتابعة ملف القضية اشارت السفارة الامريكية انه يفضل الرجوع الى المحكمة المعنية بالقضية للحصول على أي معلومات متعلقة بالقضية كما اكدت ان السفارة لا تناقش قضايا التاشيرات الفردية او المخاطبات بينها وبين الحكومة الاردنية “.
ويختم عثمان قائلا ” لم اترك جهة الا واتصلت بها حتى ان عددا من الجهات عرضت علي تنظيم اعتصام تضامني معي لايصال القضية للمسؤولين ولكني لم اسمع سوى الوعود سواء من وزارة الخارجية او غيرهم من المسؤولين ” حيث طالب بوضع قضيته بين يدي الملك لانصافه قائلا ” انا لا اريد سوى حق ولدي الذي قتل ظلما وغدرا وعلى الحكومة ان تقوم بواجبها تجاه مواطن اردني قتل ظلما ضمان ان تتم محاكمة عادلة للقضية “
