_( قصة للرومانسيين الحالمين بهوى خالٍ من الشوائب)_
وقفت تنظر من النافذة كعادتها كل يوم فمنظر الصباح البهيج لا يضاهيه منظر
وتنفست عميقا فذلك الشهيق هو ما يبقيها نشيطة الى آخر النهار ثم استدارت تمسح بمنشفتها ما حط على وجهها من قطرات الندى الباردة في ذلك الصباح الشتوي الأخّاذ
كان الجميع نياما الا هي صحت تستعد للذهاب الى الجامعة فمنذ طفولتها لاتتغيب عن مدرستها ولو أن الدنيا صقيع
فتحت الباب بكل هدوء بعد أن استعدت للخروج وأغلقت الباب.
كان كل ما حولها يعزف مباركة الحياة لها (لون الصباح الفضي وتغريد العصافير وانسياب قطرات الندى من أوراق الأزهار) كل ما حولها له في قلبها مكان وكم تمنت مرارا أن تذهب للجامعة مشيا على الأقدام ولكن الوقت لن يسعفها فالطريق مشيا سيأخذ من وقتها ساعة ونصف ولذلك كان لا بد لها من ركوب سيارة للأجرة تنقلها الى الجامعة بغضون خمس وعشرين دقيقة
تقدمت نحو الشارع الرئيسي فلمحت سيارة من بعيد أشارت لها بيدها وعندما استقرت أمامها استقلت مقعدها منها وأخذت تتأمل الطريق وخلوه من الضجيج
(مسكين من لا يستيقظ باكرا )همست في نفسها (كم يحرم نفسه من لا يرى هذه الآية الجميلة التي أبدعها الله في الكون)تلفتت من جديد ولكن الى داخل السيارة هذه المرة لترى من استقل معها سيارة الأجرة ولكنها لم تجد احدا تعرفه , أشاحت بنظرها عنهم لتعاود النظر الى الطريق ففاجأتها نظرة متمعنة تحدق بها في سكون , انه سائق السيارة لمحت عينيه المواجهتين لها من المرآة فأبعدت ناظريها وهمست في نفسهابامتعاض
-(يا فتاح يا كريم )
لم تشأ ان تعاود النظر اليه حتى لا يفهمها غلط ويقول أنها تجاريه النظرات ولكنّ شيئا في تلك العينين ليس بغريب عنها
-(تُرى من يكون , أتراه يعرفني )
وسلَمت نفسها للسكون بعد أن قررت أن تحقق فيه جيدا عندما ستعطيه الأجرة وتنزل
ووصلت -(هنا لو سمحت)
وتقدمت نحوه ومدت له يدها بالاجرة وخطفت نظرة لم تطل ولكنّ قلبها فيها جمد
ولسانها انعقد
كانت ساقاها قد امتدتا الى خارج السيارة فلا سبيل الا للنزول
نزلت وأمسكت كتبها تعصرهما الى قلبها الذي بدأ يدق كالطبول
(انه هو .....هو..... يال تلك الأقدار ...كل شيء بحسبان ........ سبحان الله)
تمتمت بتلك العبارات وقد احمر وجهها نشوة وفرحا فبعد أن مرت سنينا خمسا عادت والتقته
بعد أن تركته هي ........,هي من أراداته ان يدخل بحياتها من جديد, فالله جمعها به من جديد ليعودا
أسرعت نحو المبنى الجامعي منتشية وهي تفكر (طالما انه عثر علي فأنا واثقة انه سيتتبعني كما كان سابقا يفعل , لم أكن أظهر له المشاعر من خوفي على سمعتي ولكثرة احتياطي من الغدر ولكنني الآن راشدة أفهم ما أفعل ولطالما أردته في سري وجافيته في العلن وحتى توسلات قريباته لي جميعها رددتها ولكنه كان يعلم في قرارة قلبه أني أحبه , لمح ذلك بقلبه كما كنت واثقة من حبه )
+++++
+++++
++++
مرت الساعات بطيئة ذلك النهار انها تنتظر أن تعود الى البيت لياتي الليل وتنام وتستيقظ صباحا من جديد لتراه
(نعم فلا بد ان يستغل فرصة معرفته لعنوانها لينتظرها من جديد واثقة هي كل الثقة بأنه على عهد الهوى المنفك من سنين)
++++++
++++++
+++++
ومر الوقت وكان لها ما ارادت فها هي تستيقظ من جديد وقد حضرت ملابسها الجميلة ليراها بأبهى حلة , فسابقا كان يراها في لباس المدرسة الرسمي عندما كان تمر من أمامه وأما الآن فهو يراها في هيئة ثانية , لم تفقد نضارتها وما كانت عليه من جمال فالجميع بحسنها فتان وينظم في تمني وصالها أجمل الأشعار ولكن قلبها ما رق لأحد بعده
-(ترى هل سيطلب مني حديثا كما كان يفعل من قبل )
وتمتمت (دائما أنا مستعجلة, فما هي الا دقائق وكل شيء سيظهر.)
أسرعت ترتدي ملا بسها وتسرح خصلات شعرها البنية و تنسحب الى خارج المنزل بهدوء لكي لا تزعج أحدا من أفراد أسرتها النائمين
++++++++
+++++++
++++++
عانقت في حديقتها أوراق الياسمين قبل أن تخرج وقلبها يدق بقوة أخافتها
هل يا ترى سيكون خارجا منتظرا لها , أم أنه لا يشعر بما في داخلها يجول.
أرهقتها الفكرة وأخذت من عقلها كل مأخذ هل يا ترى تلك أحلام صيفية طاحت بها وهو لا يدري شيئا عن تلك الشجون.
وتثاقلت الخطوة يهدها ثقل الكبرياء ويخيفها الألم الذي لطالما تحاشته لتحتفظ بكرامتها
واقتربت الدقائق من الموعد المحدد الذي التقته فيه صباح أمس ولكن هل سيأتي؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- سؤال أفزعها الى حد الجنون -
+++++++++
+++++++++
++++++++
اخوتي الأعزاء قصتي هذه مليئة بحشو الكلام الذي يعني للمحبين الكثير
تلك التفاصيل البسيطة تاريح عمر للهوى
وكما تابعتم انها رواية رومانسية لا تعدو في فائدتها أن تكون أكثر من قصة واقعية منها نستفيد
أرجو أن تمتعكم وتنال رضاكم وتحسنون أخذ الموعظة من خاتمتها التي سأكتبها عندما تشيرون لي بأن أكمل
(لعل هذا فاصل مشوّق أو أنه استراحة للتفكير وابداء الرأي -بانتظار تعليقاتكم وإشاراتكم - اخوكم
baker al.qudah
++++++