الاصلاح نيوز- قررت دمشق الثلاثاء طرد عدد من السفراء والدبلوماسيين من ارضها، في وقت اعلنت فيه روسيا ان بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة بعد انجاز التسوية السياسية ليس شرطا لتسوية الازمة في سوريا، في موقف لافت من موسكو تجاه النظام السوري الذي دعمته بحزم حتى الآن.
واعلنت السلطات السورية الثلاثاء طرد عدد من الدبلوماسيين على راسهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا ردا على اجراء مماثل قامت به هذه الدول اخيرا.
وعدد بيان لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية السفراء والدبلوماسيين الذين اعتبروا “اشخاصا غير مرغوب بهم”. ومن هؤلاء السفير الأميركي روبرت فورد والسفير البريطاني سايمون كوليس الموجودان حاليا في بلادهما للتشاور، والسفير الفرنسي ايريك دوشوفالييه.
كما اورد البيان بين الدبلوماسيين المطرودين السفير التركي عمر اونهون و”كافة اعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين واداريين”.
وطاول الاجراء سفراء سويسرا وايطاليا واسبانيا ودبلوماسيين في سفارات فرنسا وبريطانيا واسبانيا وبلجيكا وبلغاريا والمانيا وكل اعضاء السفارة الكندية.
وكانت الدول التي شملها الاجراء السوري اقدمت على طرد السفراء السوريين من اراضيها احتجاجا على مجزرة الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا في 25 ايار/مايو التي قتل فيها 108 اشخاص، بحسب الامم المتحدة.
وفي واشنطن، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان القرار السوري بحق السفير الاميركي روبرت فورد “لا معنى له”، موضحا ان الولايات المتحدة ابلغت بهذا القرار من قبل سفارة بولندا في دمشق.
واضاف تونر ان روبرت فورد الذي غادر سوريا قبل عدة اشهر بطلب من واشنطن “سوف يواصل اجراء اتصالات مع المعارضة السورية” انطلاقا من العاصمة الاميركية حيث هو موجود حاليا.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء غداة لقائه الموفد الدولي كوفي انان في جنيف “لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية” في سوريا، مشيرا الى ان “هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بانفسهم”.
الا انه اعتبر ان المشكلة تكمن في رفض المعارضة الدخول في “مفاوضات سياسية مع الحكومة”، ما يحول دون “التقدم نحو تسوية”.
وكانت موسكو عطلت صدور قرارين من مجلس الامن الدولي يدينان قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا من جانب نظام الاسد.
ومن المقرر ان يتوجه السفير فريدريك هوف موفدا من وزارة الخارجية الاميركية الى موسكو خلال هذا الاسبوع لمناقشة الملف السوري، بحسب ما اعلنت الخارجية الروسية.
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء روسيا والصين، حليفتي دمشق، الى “المساهمة في حل” للنزاع في سوريا.
وشددت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء على ان موقف الصين وروسيا موحد حول معارضتهما الحازمة لتدخل اجنبي وتغيير النظام بالقوة في سوريا، وذلك فيما اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في بكين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين ان “موقف الطرفين واضح للجميع: من الضروري التوصل الى وقف فوري لاعمال العنف، على ان تبدأ عملية الحوار السياسي في اسرع وقت ممكن”.
في جدة، اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام اجتماع المجلس الوزاري للدول الخليجية عصر الثلاثاء ان الوقت حان لكي “ينتقل الروس من تاييد النظام السوري الى وقف القتال وانتقال السلطة سلميا”.
واضاف ردا على سؤال لفرانس برس خلال مؤتمر صحافي ان تغيير موقف موسكو “سيحفظ لها مصالحها في سوريا والعالم العربي”.(وكالات)