الاصلاح نيوز- اكد رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة ان ربيع الاردن كان وسيبقى اخضر حيث المجال السياسي الشامل والمفتوح القائم على التسامح.
واشار رئيس الوزراء الى الاهتمام الوثيق الذي أولاه جلالة الملك عبد الله الثاني، في مراحل مبكرة جدا قبل الربيع العربي ، حول وجود ضرورة وحاجة ملحة للإصلاح الشامل، أكدت أن مسار الإصلاح في الأردن يجب أن يكون سلميا وتدريجيا ومتطورا.
جاء حديث رئيس الوزراء هذا خلال مشاركته في ندوة حول السياق الجيو سياسي الجديد لمرحلة ما بعد الربيع العربي في اطار فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد حاليا في دافوس شارك فيها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو وعدد من المفكرين والسياسيين .
وقال الطراونة ان المنطلق الأساسي في عملية الاصلاح في الاردن كانت الإصلاحات الدستورية حيث تم تعديل (42) مادة أساسية من الدستور وذلك لتوفير الأسس التي تضمن التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية، والقضائية في المملكة ،كما تم إنشاء محكمة دستورية لأول مرة والتي من شانها ان تحمي الدستور نفسه، كما تم تبني إنشاء لجنة مستقلة للانتخابات على النحو المنصوص عليه من قبل لجنة الحوار الوطني.
واوضح رئيس الوزراء ان الحكومة تعمل حاليا على استكمال البنية التحتية القانونية من خلال التشريعات التي من شأنها ضمان نزاهة ومصداقية العملية السياسية في المقام الأول من خلال قانون الأحزاب السياسية، وقانون الانتخابات النيابية.
واضاف الطراونة ومن اجل ان تكون الإصلاحات السياسية تدريجية، ودائمة ومستدامة، فإنها تحتاج إلى أن تسير جنبا إلى جنب مع الإصلاحات الاقتصادية التي تنهض بالاقتصاد وذلك لتنعكس على الظروف المعيشية للأردنيين.
واكد ان الاضطرابات الإقليمية، والنزاعات المسلحة، والزيادة في أسعار الطاقة، وحركة السكان، وآخرها انقطاع امدادات الغاز المصري الى الاردن كل ذلك أجبر الحكومة الاردنية للتدخل في الاقتصاد، وبكلفة باهظة في الميزانية، وذلك للحد من تأثير مثل هذه الاضطرابات على الظروف المعيشية للأردنيين مضيفا لكن كل ذلك كان وبلا شك، قد أعاق التقدم الذي أحرزناه في الإصلاحات الاقتصادية، مع الأخذ في عين الاعتبار أن الأردن يستورد 96 بالمائة من احتياجاته من الطاقة.
وشدد رئيس الوزراء على ان ترسيخ الإصلاحات السياسية والاقتصادية الوطنية وتمكينهما من التقدم والازدهار، يتطلب وجود بيئة مواتية في المنطقة وبالتالي يجب أن يقترن التحول الديمقراطي مع السلام والأمن في المنطقة وذلك لتجنب مخاطر الانزلاق نحو التطرف.
وقال الطراونة وبناء على ذلك، فإن الاردن ملتزم بعدم التخلي عن جهوده لتحقيق حل الدولتين في الصراع العربي الاسرائيلي حيث ان الاردن يؤكد موقفه بأن الربيع العربي لا يبعد الاهتمام عن عملية السلام ولكن على العكس يمثل حافزا اضافيا للتوصل الى حل لهذا الصراع الذي سيمكن المنطقة اضافة الى المجتمع الدولي من معالجة قضايا رئيسية اخرى مثل البرنامج النووي الايراني والتحديات الاقتصادية وانتشار اسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
واشار رئيس الوزراء الى انه قد كان للكلفة البشرية لعدم الاستقرار الاقليمي عبر سنين تأثيرا كبيرا على الاردن، وقبل عدة سنوات اصبح الاردن ملاذا لعدد كبير من العراقيين نتيجة للانهيار الامني والعنف الطائفي، ولسوء الحظ ربما نشهد اليوم بروز ازمة انسانية اخرى مع جار آخر للأردن الامر الذي يتطلب جهودا مشتركة ودعما من المجتمع الدولي لمساعدة الاردن على التعامل مع نتائج مثل هذه الازمة.
واكد رئيس الوزراء ان الاردن لن يتخلى عن مسؤولياته نحو الاشقاء السوريين ولكنه في نفس الوقت لن يساوم على مصالحه وأمنه الوطني وسيحاول تحقيق توازن بين هذه العناصر، آخذين بعين الاعتبار سجل الاردن خلال تسعين عاما الماضية في توفير ملاذ للأشقاء العرب الذين مروا بمحن.
وبشان الربيع العربي قال الطراونة ” انه حقا لربيع عربي طويل تتراوح الوانه بين الاخضر والاحمر حيث قبض قلوب وعقول العرب والعالم ككل ومازال كذلك ” .
واضاف ” اننا جميع بانتظار النتيجة بصرف النظر عما اذا كان الربيع ثورة او تطورا او ما بينهما، وقد كانت الحقيقة هي شعار هذه اللحظة” .
وقال رئيس الوزراء ” لقد شرع اولئك الذين ادركوا حقيقة حراك الشعوب بأجراء اصلاحات شاملة ليبقوا في المنطقة الخضراء ولكن تحت ظلال مختلفة. ولكن بالنسبة لأولئك الذين بقوا في وضع الرفض واعتقدوا ان الوضع يسير كما هو عليه وكما كان عليه الحال لعقود دخلوا في المنطقة الحمراء وفقدوا شرعيتهم الداخلية والخارجية، هذا اذا كانت لديهم من الأساس ” .
واضاف الطراونة علينا الاعتراف بأن النتيجة في كثير من الحالات لا تزال غامضة ومبهمة ولكن بصرف النظر عن النتيجة النهائية وبصرف النظر عن الوان العملية فإننا واثقون مما يلي: لن تكون هناك انظمة ديكتاتورية او استبدادية مطلقة الا اذا لم يتعلم اولئك الذين يفوزون بالانتخابات بطريقة ديمقراطية من التاريخ الحديث. وان الديمقراطية ليست انتخاب ديكتاتوري لفترة اربع سنوات لكنها شراكة متعددة الجوانب.
كما اننا واثقون ان لا مزيد من التهميش للشباب، الجيل الجديد من النشطاء والمناصرين في الحياة السياسية ولا مزيد من الفساد الشامل في الاموال العامة ولا مزيد من الشرعية التي تقودها الدبابات بل على العكس فان بناء الشرعية سيكون وفقا للإنجازات السياسية والاقتصادية التي تضع حدودا للقوى الدولية والاقليمية في محاولاتها للتحكم بالقرارات من اجل مصالحها.
واشار رئيس الوزراء ان الدولة تستمد قوتها من شعبها بدلا من تجربتها على شعبها لفرض اجندات تتعدى او تناقض طموحات شعوبها او اهدافها الوطنية.
واكد ان كان الأردن وسيبقى في المنطقة الخضراء حيث المجال السياسي الشامل والمفتوح القائم على التسامح ، فضلا عن الاهتمام الوثيق الذي أولاه جلالة الملك عبد الله الثاني، في مراحل مبكرة جدا قبل الربيع العربي لعملية الاصلاح .
وجرى حوار اجاب خلاله رئيس الوزراء والمشاركون في الندوة على اسئلة واستفسارات الحضور حيث اشار الطراونة في رده على سؤال ان الاردن يتعامل مع الموضوع السوري بشكل يأخذ بعين الاعتبار مصالحه الوطنية من جهة والبعد الانساني لأبناء الشعب السوري الشقيق الذين وفدوا الى اراضيه .
وقال لدينا عدد كبير من السوريين حيث الحدود مفتوحة والناس تتنقل بحرية ولكن في نفس الوقت هذا يشكل ضغطا على الاردن الذي يعاني من مشاكل اقتصادية وعلينا مناقشة هذا الموضوع مع المفوضية السامية للاجئين .
وشدد رئيس الوزراء على ان هناك موقفا حازما في السياسة والدبلوماسية الاردنية بعدم التدخل في شؤون الاخرين وفي نفس الوقت لا نسمح لاحد التدخل في شؤوننا .
وردا على سؤال اكد رئيس الوزراء ان الملكية في الاردن لا تمثل الديكتاتورية حيث ان جلالة الملك يعطي الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني مساحات واسعة للعمل السياسي والمشاركة في صنع القرار . (بترا)