
طبيب عصامي صنع نفسه بنفسه، وحمل وزر مرض والدته، وحارب وحده المؤامرة التي حاكتها ضده عصابة بيع الأعضاء وأثبت براءته، وكان وراء اعتراف صديقه بطفلته اللاشرعية وزواجه بالوالدة، وخلّص «سارة» السكرتيرة من براثن رجل الأعمال المتسلّط، ولم يتوانَ عن الزواج بها، على رغم علمه بعلاقتها السابقة. وساعد كلّ من في المسلسل على تخطّي محنته ومشاكله، ثم بقي يحنّ إلى حبيبته الأولى من دون أن ينحني لإغراءاتها وألاعيبها، من دون أن يخطئ أو يخون.
لا شكّ في أن بطلاً بهذه الصفات، يحاكي صورة الرجل الشرقي المثالي المعشعشة في كلّ منّا نحن النساء الشرقيات، وأولانا كلوديا مرشيليان، كاتبة المسلسل ومعرّبته من المكسيكية. أغفلت كلوديا تفاصيل الشخصية الأساسية في النسخة المكسيكية، وصنعت لنا بطلاً من أحلامنا الدفينة، وتمنياتنا العميقة… من خيباتنا وإخفاقاتنا، من علاقاتنا المحبِطة المحكومة بشعورنا بالذنب حيناً، وبالعجز أحياناً. انتقمت من شخصية «سي السيّد» التي طبعت الأعمال العربية طويلاً، وأزاحت أيضاً «الحاج متولّي» ونساءه الخانعات. جمعت كلّ

ولم تكن البطلة سيرين عبدالنور «روبي» تبالغ عندما قالت إن مكسيم سيكون «مهنّد العرب»، وربما الأجدر القول اليوم إنه «عُمر العرب»، بعدما تفوّق على مهنّد بأشواط. فهل تدري كلوديا مارشيليان مـــا فعلته مبالغاتها هذه بنـــا، وبتوقعاتنا من الرجل؟ لقد رفعت السقف كثيراً إلى درجة لم يعد معها الرجل قادراً على بلوغه، ولا المرأة قادرة على مواكبته.



