قال امين عام وزارة الثقافة مأمون التلهوني: ان المؤتمر الثقافي الوطني الذي سيعقد قريبا خطوة مهمة في سياق الانفتاح على كافة الشرائح العاملة في قطاع الثقافة، وسنرسم سياسة وزارة الثقافة القادمة بناءعلى التوصيات التي تخرج من خلاله.واضاف التلهوني في حوار للرأي ان الوزارة بصدد اصدار روزنامة الفعل الثقافي الشهرية والتي تقدم برنامجا زمنيا للانشطة التي تتبناها وزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لها.
واوضح التلهوني ان وزارة الثقافة ترعى الفعل الثقافي وتوجه الحالة الثقافية ضمن برامج عمل تسهم في ايجاد حالة ثقافية وطنية تستند الى تراثنا وتقاليدنا الراسخة. واننا نؤمن في وزارة الثقافة بأهمية الانسان الذي يصنع الثقافة، لذلك نحن نحاول من خلال انشطتنا ان نركز على القيم العليا التي تصقل وتوجه المواطن الاردني نحو جوامع وطنية وثقافية حقيقية. لذلك تركز وزارة الثقافة على الايجابيات التي تسهم في بناء هذه الثقافة من خلال التعاون مع المؤسسات الوطنية المختلفة كالجامعات والمعاهد والمجلس الاعلى للشباب اضافة الى المؤسسات المعنية بالثقافة كنقابة الفنانين ورابطة الكتاب ورابطة التشكيليين وغيرها، ثم تسعى الوزارة لايجاد السبل الكفيلة لمحاصرة الثقافات الفرعية واغلاق الطريق في وجه تمددها.
ونوّه التلهوني إلى أن هذا العمل الكبير ليس بمقدور وزارة الثقافة ان تقوم به لوحدها، وانما يجب ان يكون هنالك استراتيجية تستند الى دعم من كافة الاطراف وتشارك فيها كافة الوزارات لكي تؤتي ثمارها في المدى المنظور، لان ترك وزارة الثقافة لوحدها وبأمكاناتها المحدودة لن يسهم في الوصول الى ما نسعى اليه.
وعن قدرة وزارة الثقافة على اداء دورها في ظل الموازنات الحالية اكد التلهوني على ان الثقافة الوطنية الملتزمة هي خط الدفاع الاول عن الدولة بكل مكوناتها وبالتالي هي الاهم في اي موازنة ولابد ان تفرد لها الميزانية والتي تجعلها على قدرة عالية لتحقيق مشاريعها، لانها تماما هي وزارة دفاع رديفة لوزارة الدفاع الاولى، ولكن للاسف نحن نعاني نقص الموازنة، وهذا سيقودنا الى عدم القدرة على تنفيذ مشاريعنا وقد نجد انفسنا في حالة من عدم القدرة على انجاز ما تم ادراجه على الموازنة وليست البرامج الطارئة والتي تستجد حسب الحالة.
ولكن هنالك ما يمكن ان نسميه ادارة الثقافة وهو الذي نسعى من خلاله الى ادارة المتاح من الامكانات المادية لانتاج حالة ثقافية مقبولة نستطيع من خلالها ان نحضر في المشهد الثقافي الوطني.
وحول اهمية اعادة النظر في تشريعات الوزارة الناظمة لعدد من مشاريعها المهمة والتي اصبحت بحاجة لذلك، يؤكد التلهوني على أنّ وزارة الثقافة تسعى باستمرار للانتباه إلى الحالة التشريعية في مشاريعها التي تنفذها وخاصة من خلال ما تتلقاه من خلال جمهور هذه النشاطات لكن للاسف هذه التعديلات في الغالب غير ملموسة وغير واضحة للمواطن الذي نتوجه له.
مشيرا الى ان الوزارة قامت بأعادة النظر في التعليمات التي تنفذ من خلالها اعمال مدن الثقافة وسعت الى التنبه الى كافة الهفوات والاخطاء التي تنتج عن العمل في هذه المدن، واعادة النظر في قانون التفرغ الابداعي ومكتبة الاسرة وبما يتناسب والحالة الابداعية او المشهد الابداعي الاردني وما يتوافق مع الامكانات المادية المتاحة للبقاء على هذه المشاريع ولو بحد الكفاف.
ونبه التلهوني إلى اقتناص الفرصة من خلال المؤتمر الثقافي الوطني الذي سيعقد قريبا حيث سيكون هنالك ورش ترافق هذا المؤتمر لدراسة الحالة الثقافية الاردنية بكل تفاصيلها، مضيفا انه أن الأوان للمثقف ان يسهم في رسم السياسية الثقافية للدولة وهذا يتحقق من خلال هذا المؤتمر، ولا نرى ما يمنع ان يتم من خلاله مراجعة التشريعات التي تنظم عمل هذه الوزارة، وان الهدف من المؤتمر الانفتاح على القطاع الثقافي وان يوصي هذا القطاع بما لديه وهو محاولة لمأسسة الفعل الثقافي في الاردن وان يكون هنالك استراتيجية ثقافية وطنية نهتدي بها.
وحول البدائل المالية للوزارة والعودة لفكرة صندوق دعم الثقافة قال التلهوني: لقد تم اختطاف هذا المشروع من قبل جهات لم تكن تعرف الهدف من هذا المشروع لان وزارة الثقافة كانت تسعى الى ايجاد ذراع مالي حقيقي يدعم الفعل الثقافي الوطني بعيدا عن الهزات الارتدادية للموازنات وتاثيره على النشاط الثقافي الوطني، لكن للاسف كان هنالك فهم خاطئ لفكرة الصندوق والياته التي تتم من خلالها جباية موارده.
ولأهمية هذه الفكرة عادت وزارة الثقافة بتوجيهات من معالي الوزير لتعيد قانون الالغاء لهذا الصندوق من مجلس الامة لتعمل على اعادة صياغته من جديد وتطوير الياته ومصادر دخله ليكون رافداحقيقيا لوزارة الثقافة ويكون مصدرا مهما لايجاد ثقافة انتاجية حقيقية.
وحول آلية التخطيط في وزارة الثقافة، قال التلهوني: هنالك لجنة عليا او لجنة التخطيط برئاسة وزير الثقافة وعضوية مدراء الدوائر والمؤسسات في وزارة الثقافة تخطط للعمل الثقافي في الدولة، وتستند في ذلك الى الخطط والبرامج التي يتم تقديمها من خلال اذرع هذه الوزارة في المدن وفي العاصمة، ويتم تطوير خطة شاملة للوزارة وبما يتناسب وموازنتها، ويمكن القول ان هنالك ما يسمى بالعقل المخطط للوزارة. وتستند هذه اللجنة ايضا على بعض الجوانب المضيئة من الاستراتيجيات السابقة والمشاريع الممأسسة، اضافة الى ذلك وجدت فكرة المؤتمر الثقافي الوطني الذي سنهتدي بما سينتج عنه من توصيات لتطوير الفعل الثقافي الاردني.
وحول غياب التنسيق في اجراء انشطة الوزارة والتي تُجرى من خلال مؤسساتها قال التلهوني: انا مع التنافس البنّاء الذي يخدم المشروع الثقافي الاعم والاشمل، وهذا هو دور هذه المؤسسات التي تعتبر اذرع وزارة الثقافة، لكن لابد ان يكون هنالك تنظيم لهذه الانشطة حتى لاتضرب هذه المؤسسات انشطة بعضها لذلك اوجدنا ما يسمى بالرزنامة الثقافية الشهرية والتي ستصدرها وزارة الثقافة للشهر الحالي وحتى يتكرس الحضور للفعاليات التي تصدر عن وزارة الثقافة وان يكون هنالك تنسيق بين هذه المؤسسات . وسيكون هنالك تنسيق مع الاعلام والسياحة حيث ستنشر في وسائل الاعلام المختلفة اضافة الى التنسيق مع وزارة السياحة لتاخذ بعض هذه الفعاليات لتضمينها لبرامجها وتسويقها من خلال وفودها.
وردا على من يقول بغياب وزارة الثقافة عن المشهد الثقافي وعجزها عن ايجاد مشروع ثقافي وطني مرافق للمشروع السياسي الذي يظهر الان يؤكد التلهوني على ان وزارة الثقافة لاتغيب ابدا عن الفعل الثقافي وهي من يقود هذا الفعل وفي كل المحافظات وهذا يتضح من خلال ما نراه من انشطة وفعاليات مختلفة، ولابد ان يكون هنالك دور للهيئات الثقافية المختلفة لمؤازرة الوزارة وعليها مسؤولية اجتماعية لانها اقرب الى الشارع من الوزارة وهذا لايعني ان الوزارة غائبة وهنالك ايضا تشبيك مع المؤسسات المختلفة للسعي الى ابراز دور وزارة الثقافة وتأكيد حضورها في الساحة لكن ما يؤدي الى غياب الوزارة احيانا هو عدم توفر الامكانات المادية لكي توسع نشاطاتها وتكون اكثر قدرة وتأثير.
وحول الفضائية الثقافية والتي ينظر اليها المثقف الاردني لتكون رافدا مهما في العمل الابداعي الاردني اشار التلهوني الى ان الفضائية مشروع مهم لوزارة الثقافة ويتولاه الان وزير الثقافة وسيعبّد الطريق لفعل ثقافي وطني وعربي واذا ما تم تنفيذه سيكون اضافة نوعية للمشروع الثقافي الوطني ويسهم ايضا في دعم موازنة الوزارة من خلال الاعلان وتقديم رسائل ثقافية وطنية حقيقة، ونحن الان نسعى للحصول على التراخيص اللازمة للبدء بالبث قريبا