مع أن خيبة الأمل لا تصنع سياسة، لكن المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء، فالأداء الحكومي والنيابي والحزبي -وحتى الحراك الشبابي- مرتبك وفاقد للبوصلة الحقيقية، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور، الكل في حالة انتظار وترقب، والكل يضع يده على قلبه من مقبل الأيام.
الحكومة ومع أنها انتقالية ولم (تربعن) حتى الآن، لا تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى، وكأنها فعلاً تبحث عن الأزمات وتخلقها.
رفعت أسعار المحروقات في ذات ليلة، وجلسة لمجلس الوزراء انتهت قبل منتصف الليل، وركزت على رفع أسعار بنزين 95 أوكتان رغم أنها تلقت نصيحة من شركة مصفاة البترول بعدم رفع سعر البنزين أوكتان 95 فقط لأن بعض من يستخدمه سيتجه لاستخدام البنزين أوكتان 90 وهو الأمر الذي لن يعود على خزينة إلا بمبلغ محدود لذلك لا بد من رفع البنزين بنوعيه.
وفي كتاب موجه من مجلس إدارة الشركة للحكومة قبيل ان تصدر قرارها بالرفع كشف ان نسبة من يستخدمون البنزين أوكتان 95 تبلغ 22% من أصحاب السيارات بينما يستخدم البقية بنزين أوكتان 90.
وبحسب نصيحة المصفاة للحكومة فإن نسبة 7 – 10% من الذين يستخدمون أوكتان 95 سيعودون لاستخدام بنزين 90 أي ستصل نسبة من يستخدم بنزين 95 من 12% إلى 15%.
ولم يعلن مجلس الإدارة عن هذه التوصية خوفا من أن يفهم المواطن أن المصفاة تحرض الحكومة على رفع سعر بنزين أوكتان 90.
لم تكتف الحكومة بذلك، فلجأت في ليلة السبت وبوقت متأخر أيضا إلى رفع أسعار الكهرباء، وحاولت أن تكون رحيمة بذوي الدخل المحدود، فلم ترفع الأسعار على شريحة الـ 600 كيلو واط، لكنها تعرف أن رفع الأسعار عملية متتالية، فإذا ارتفعت أسعار الكهرباء والمحروقات فسوف ترتفع معها كل الأسعار والخدمات الأخرى.
ماذا يفعل المواطن أمام وحش الأسعار الذي لا يرحم، وأمام رواتب متآكلة لم تعد تكفي لربع الشهر، ولا حتى أيامه الأولى؟.
هل صمت المواطن ومحاولة اقتناع إجبارية أن الظروف التي تمر بها البلاد صعبة، فرصة للحكومة لكي تستقوي عليه، ولا ترحم صعوبة الأوضاع المعيشية التي يعيشها.
الجشاعة وصلت إلى كل شيء، هل تصدقون أن بعض الملاك، استغلوا قانون المالكين والمستأجرين، فرفعوا أجرة مخازنهم إلى خمسة أضعاف؟
القرارات الحكومية برفع الأسعار، وسلسلة القوانين المجحفة، هي التي تخلق الجشع والطمع، وعدم تقوى الله في عباده المساكين، فأين الشعور بالأمان والطمأنينة التي كفلها الدستور، وأقسمت عليه الحكومة، وغابت عن قراراتها.
العرب اليوم