لم نتصور تلك الرصاصة »الموسادية« الكافرة الغادرة ، كيف لها ان تخترق قلب وصفي التل ، لتغتال فرحنا وآمالنا ، وبهجة العيد من وجوه اطفالنا ..
الرصاصة الجبانة ، من بندقية صدئة ، لقناص »اجنبي« صهيوني ، تنبأ بها »وصفي« مسبقا ، وهو يستشرق عطر الشهادة ، عندما قال لرفاق الدرب ، في ذات مساء »اما انا فتأتيني رصاصة ، واموت واقفا« !!
ايضا .. لم يكترث بالاشارات التحذيرية من والده »عرار« بأن طريق الشرفاء وعره وفيها الهلاك ... ودرب الحر يا وصفي ، كدربك غير مأمونة..!!
عندها .. اخترقت »الرصاصة« قميص وصفي ، ليتوقف بث اذاعتنا الاردنية .. مروان دودين قال : ضعوا اغنية فيروز »موطن المجد« ، فقد كان الشهيد يحب ان يستمع اليها..
حابس المجالي »طق اللثمة« ، واخفى عيونه ، لان الباشا يعرف ان بكاء الرجال »عيب«.
جورج حداد اكد بأن الرجل قد قتله مشروعه ؟!
بلغنا من الكبر عتيا .. استفسرنا عن مشروعه ... قالوا تحرير فلسطين من الصهاينة ... لذلك كانت بندقية الموساد بالمرصاد ؟!
فيما بعد تحدث »ابراهيم بكر« عن نقاء الرصاص في بندقية وصفي ، ليخرج الى النور كتاب الشهيد »من فلسطين اكتب«..
منذ ذلك اليوم المشؤوم ، فقد »السرحان« بصره ، وتلعثمت الحروف في قلم جورج حداد .. لم تنبت ازهار الدحنون مرة اخرى ، لكن »الحور العتيق« في الكمالية بقي شامخا ، دامعا .. على انغام الغناء الفيروزي القشيب ، بكتب اسمك يا حبيبي علي الحور العتيق..!!
ترك فوتيكه الكاكي وبسطاره وشماغه المهدب بالصبر والفقر .. لم يكن يمتلك ربطات عنق »كريستيان ديوور ... ولا بدلات (BOSS)..
كان قلمه (Bic) بلون اخضر ، يؤشر به على مظالم الفقراء لا على صرف مياومات المسؤولين والوزراء ؟!
ذهب وصفي نقيا ، ابيا .. وصعدت روحه بريئة من كل شيء .. والضحى والليل اذا سجا

تسجيل صوتي للشهيد وصفي التل يتوقع فيه استشهاده قبل اغتياله بتسع سنوات
http://www.ammonnews.net/arabicDemo/article.php?issue=&articleID=13913