بتاريخ(2/1/1971) القى رئيس الوزراء الاردني الراحل وصفي التل البيان الوزاري لحكومته الاخيرة، امام مجلس النواب الاردني، لنيل الثقة
على اساسه ، وفيما يلي اهم ما جاء في بيانه :
- ان واجب الحكومة الاول هو ترجمة كتاب التكليف السامي الى برامج عمل متصلة وخطط تنفيذية وتطبيقية ،فبياننا لن يأتي بفتوحات في الخطط والبرامج ولن نأتي بالخوارق ولا بالمعجزات، والحكومة لن تنزلق في طريق الاسراف بالوعود ، فهي تؤ ثر ان تتعهد بالقليل الذي تقوى على تنفيذه كله.
- ان اسوأ انواع الحكم في هذا العالم هو الحكم الذي لا يعرف ماذا يريد، ولا يمتلك اهدافا يسعى الى تحقيقها،عندها يتحول الحكم الى عصابة او الى تكية للتنابلة او الى اضحوكة وهزءة في اعين الكثيرين.
- ان اخطر الآفات التي تؤدي عادة الى تآكل الحكم في اي بلد هي القوقعة أوالتحجر ولعل تلك القوقعة وذلك التحجر هما خير سماد يساعد على تكاثر الفساد واستشراء الانتهازية وانتشار الارتزاق وتمرد الجهل وتسلط الانحراف.
- نحن في الاردن نحمل من التخلف مثلما يحمل اخواننا واشقاؤنا، وعلى الحكم ان ينضو عن الحياة الاردنية كل ثيابها البالية وينزعها عنها، مثلما عليه ان يعيد خلق الحياة، بل ان يعيد خلق الانسان فوق ارضنا،ويبدأ بخلق الدولة الحديثة في الاردن المعاصر.
- ان حبنا للاردن واعتزازنا بالتراث والتقاليد يجب ان لا يقعدنا عن ملاقاة النداءات الايجابية لثورة العصر ومواجهتها بما تتطلبه من تكيف صادق وتطور حقيقي وسليم ، الا ان قراراتنا ومواقفنا ومعاركنا يجب ان لا تجيء في اية حالة مبسترة او مرتجلة او جاهلة.
- يجب ان لا نتردى في مواقف تجعل من السهل حتى على اولئك الذين ثبتت ادانتهم وانكشف فقرهم الخلقي والفكري ان يتهموننا بما ليس فينا وليس من شيمنا وخصائصنا ، وعلى الرغم من ان هم الحكم الاول في تحركه لتحقيق رسالته ينبغي ان يكون التفاهم والاتفاق والتلاقي، فان من الواجب ان يقيم الحكم كل خطواته على اسس من الوضوح والثقة والاخلاص والحفاظ على شخصية الاردن وذاتيته القومية.
- ان الوحدة الوطنية ستظل بعيدة عن اي مضمون حقيقي مالم تتوفر بالعمل لا بالقول وفي كل نبضة من نبضات الحياة العامة ،سيادة حقيقية للنظام والقانون وغزارة دائمة في الانتاج وتمسكا مخلصا بالاهداف القومية العليا.
- ان الخدمات ستؤمن حسب الامكانات المالية المتوفرة وضمن تخطيط عادل للاولويات مبني على دراسة موضوعية للاحتياجات وبالطبع سيستدعي ذلك نظرة قاسية على الانفاق بحيث تزول نهائيا النفقات الترفيهية والكمالية، ونتأكد ان مال الدولة لن تطاله يد التبذير او الاسراف او الضياع او الخيانة،ويستدعي ذلك نظرة جديدة على واردات الدولة ومستواها وطرق تحصيلها.
- ان كل قروض العالم ومساعداته لا تكفي لبناء الوطن وتشييده وانما يبنى الوطن ويشاد بعرق المواطنين وتضحياتهم ، بسواعدهم الملتفة وعزائمهم المتحدة، بسهرهم الدائب وتعبهم الموصول، بارادتهم التي لا تقهر وايمانهم الذي لا يضعف ولا يلين.
- ان المواطن الذي يعيش في امن حقيقي هو وحده القادرعلى العطاء وهو الذي يعرف كيف يموت بشجاعة في سبيل بلده وقضيته، اما المواطن الذي يعيش في الرعب والفوضى فلا يملك شيئا يعطيه لبلده او قضيته او حتى لاحد من الناس.
- ان عدتنا الحقيقية هي في وعي المواطن وادراكه وايمانه بنفسه وبلده وقضيته،وفي تصميمه على ان يبني لا ان يهدم ، وان يعطي لا ان يأخذ ، وبالتالي أن ينتصر لا ان ينهزم.