هناك خطة جديدة لتفعيل مجمع رغدان السياحي أعلنت يوم أمس، واسمحوا لي قبل التعليق أن أختصر لكم قصة هذا المجمع بكلمات:
فقد مضت ست سنوات كاملة على الانتهاء من بناء مجمع رغدان “السياحي” ولا يزال بلا أي استخدام مطلقاً، وسبقتها ثلاث سنوات من أجل إقامة البناء ذاته، وهذا يعني أنه مرت تسع سنوات من بعثرة الحياة اليومية للناس في وسط العاصمة.
يتعين توضيح معنى كلمة “السياحي” الواردة في اسم المجمع، فقد تم بناؤه كمجمع سيارات بديل عن مجمع رغدان القديم، وأعلن عن موعد افتتاحه في عيد الاستقلال عام 2006، لكن حفل الافتتاح ألغي فجأة وتقرر تغيير صفة المبنى الى “سياحي” وجرى “ترفيعه” من رتبة مجمع سيارات الى رتبة صرح حضاري. وقال الأمين السابق قوله الشهير بأنه لا يقبل أن يكون وسط عمان “لعابري الطريق ومستخدمي وسائل النقل العام”.
مرت السنوات وبقي الصرح على حاله كمبان معدة لاجتماع السيارات والركاب من حيث توفر الممرات والمظلات والمواسير المعدنية للفصل بين المواقف وغير ذلك.
حسناً، من حق الأمانة أن تراجع خططها وأن لا تتوقف عند خطأ معين، بل ومن حقها أن لا تعترف بالخطأ إذا كان في ذلك خير للمدينة واهلها، لكن مما ورد في خبر الخطة الجديدة أن الولع بالسياحة والهم السياحي لا يزال مسيطراً، فالحديث مرة أخرى هو عن فنادق خمس وأربع نجوم وممرات سياحية وما شابه، وهذا يعني أن زاوية النظر لوسط عمان لم تتغير.
ذات يوم قبل سنوات، قال لي “كندرجي” يعمل في وسط عمان منذ أكثر من أربعين عاماً، انه لا يريد من أمين عمان سوى أن يأتي على رجليه الى الموقع ويرى مَن هم الناس المتواجدين والمستخدمين الفعليين لوسط عمان ويخطط لهم ويأخذ مصالحهم باعتباره.
عطوفة الأمين، هل يسمح وقتكم بتلبية ولو متأخرة لهذا الطلب؟ وأرجوكم لا تستهينوا بوجهة نظر الكندرجي، فهو بحكم عمله أكثر خبرة في طبيعة مستخدمي المكان من أي “خبير” يكتفي بالجلوس وراء مكتبه.
العرب اليوم