الاصلاح نيوز /
تحوّل مدرّس أردني مفصول بسبب فقئه عين تلميذ إلى بطل فيلم تسجيليّ حمل عنوان “قم للمعلم” أخرجه محمود شيخ علي .
يرصد الفيلم الذي حضر عرضه الأول عدد من الإعلاميين والمهتمين مؤخراً تفاصيل حياة الثلاثيني إياد رشدي الذي غادر صفوف شرح المواد عقب ستة أعوام متواصلة إلى بيع الأقراص الدينية المدمجة والبخور والشاي نتيجة عدم عثوره على عمل بعدما اتخذت وزارة التربية والتعليم قراراً بإنهاء خدماته بالتوازي مع سجنه في واقعة أثارت الرأي العام أواخر فبراير/شباط من السنة قبل الماضية .
وتلحق الكاميرا “رشدي” الذي كان ضمن هيئة مادة التربية الإسلامية في إحدى مدارس عمّان الابتدائية الحكومية بدءاً من استيقاظه فجراً داخل منزل متواضع يضم زوجته وطفلاته الثلاث ثم حمله حقيبة تحتوي ما يحاول تسويقه بين الشوارع والمرافق والمناطق الشعبية طوال ساعات النهار . “رشدي” الذي خفف إسقاط الحق الشخصي لأسرة التلميذ عقوبته إلى سنة ونصف السنة قضى منها 95 يوما قبل شموله بعفو عام صدر في البلاد حينها، يؤكد عدم قصده إلحاق ضرر بدني ويروي الواقعة من وجهة نظره قائلاً “دخل التلميذ إلى غرفة المعلمين وبعدما شرب الماء شعرت أنه أو من معه يحاول السخرية فطلبت منه الخروج ودفعته قبل افتقاد توازنه وسقوطه صوب قطعة خشبية ضمن المكتبة وبعد ساعة أصبحت مجرماً” . وينقل الفيلم عن معلمين ومقربيّن شهادات إيجابية بحق المدرّس على اعتباره “مسالما” ولا يبادر إلى إيذاء الآخرين من دون إبراز رأي الطرف الثاني ضمن الحادثة وعن ذلك يجيب المخرج : الجميع يعرف ما حصل ولم أشأ إرجاع ذكريات مؤلمة صاحبت التلميذ وعائلته وإنما أردت تسليط الضوء على طرف بدا غامضاً وغائباً عن الصورة . ويواكب الفيلم حركة “رشدي” المتثاقلة والمحبطة أحيانا وحنينه مع ألمه عند دخوله المدرسة من أجل ترويج بضاعته وحديثه عن محاولة إخفاء اسمه لدى بعض الزبائن خشية عدم تقبلهم التعامل معه . ويشير إلى محاولته تقديم أوراقه في ديوان الخدمة المدنية وجهات تعليمية منها معاهد خاصة ومراكز مسائية جميعها لم ترد عليه ايجابياً حتى الآن .
وفي ما تركز الأحداث على اعتبار المدرّس والتلميذ “ضحية” نظام تعليمي مغلوط وأساليب تربية وتلقين “تنظيرية” عاب الناقد رسمي محاسنة على الفيلم ما أسماها “أفكاراً تائهة” وعدم ترك مسافة واحدة مع جميع الأطراف المعنية وفق حياد معقول . وأردف : هذا العمل مرتبك وتضمّن مشاهد مملة وطويلة لم تضف شيئاً لا على المستوى الجمالي ولا الدلالي في محاولة “ليّ” عنق الواقع المفترض طرحه بأمانة ومن دون تدخل قسري أو فرض قناعات على الجمهور