حافظت سوق الخلوي المحلية على المرتبة الثامنة عربياً في مؤشر نسبة انتشار اشتراكات الخلوي الى عدد السكان، وذلك ضمن قائمة تضم 19 دولة عربية تشملها دراسات مجموعة “المرشدون العرب” شركة الأبحاث الإقليمية المتخصصة في دراسات أسواق الاتصالات والإعلام.
وتظهر الأرقام التقديرية لمجموعة “المرشدون العرب” انّ الأردن جاء في المرتبة الثامنة عربياً عندما سجلّ مع نهاية العام الماضي نسبة انتشار لاشتراكات الخلوي بلغت 120 %، وذلك بعدد اشتراكات بلغ حوالي 7.5 مليون اشتراك للخدمة التي تشهد طفرة وانتشار متزايد في جميع أسواق الاتصالات حول العالم.
ومؤشر نسبة انتشار اشتراكات الخلوي هو ناتج قسمة مجموع اشتراكات الخدمة الخلوية في بلد ما على عدد السكان فيها.
وأن تتجاوز نسبة الانتشار في سوق ما نسبة 100 % لا يعني أن كل السكان يمتلكون الخدمة الخلوية وأجهزتها، ولكن ذلك يفسر بانتشار وتعمق ظاهرة اقتناء أكثر من خط أو اشتراك خلوي للشخص الواحد؛ وخصوصاً في الأسواق التي تشهد منافسة شديدة أسهمت في انحدار الأسعار بشكل كبير دفع المشتركين لاقتناء أكثر من خط للاستفادة من أكثر من عرض لدى أكثر من مشغل للخدمة.
وتكشف دراسات “المرشدون العرب” حول أسواق الخلوي العربية انّ أعلى نسبة للخدمة الخلوية سجلت نهاية العام الماضي في دولة الإمارات التي تحافظ منذ سنوات على صدارة ترتيب الدول العربية في هذا المؤشر، حيث بلغت نسبة الانتشار في هذه الدولة الخليجية 2.6 % بعدد اشتراكات اقترب من 12 مليون اشتراك.
وسجلّت أقل نسبة انتشار للخدمة الخلوية في اليمن بحوالي 52 % عندما بلغ عدد اشتراكات الخلوي أكثر من 12 مليون اشتراك.
وسيطرت بعض دول الخليج – بحسب ما تظهر دراسات “المرشدون العرب” على المراتب الأولى في مؤشر نسبة انتشار الخلوي – حيث حلت السعودية المرتبة الثانية بعد الإمارات بنسبة انتشار بلغت نهاية العام الماضي 192 %، عندما سجلت قاعدة اشتراكات الخدمة فيها حوالي 54 مليون اشتراك، لتحتل عمان المرتبة الثالثة بنسبة انتشار للخلوي بلغت 175 % وبعدد اشتراكات بلغ 5 ملايين اشتراك.
وبالنسبة لمؤشر أعداد الاشتراكات ما تزال أكبر الأسواق الخلوية العربية – السوق المصرية – تحتل المرتبة الأولى بأعلى عدد من الاشتراكات وفقاً لما تظهر الأرقام التقديرية للمرشدون العرب، حيث بلغ عدد الاشتراكات في مصر نهاية العام الماضي 94 مليون اشتراك، واحتلت السعودية المرتبة الثانية في مؤشر أعداد الاشتراكات بحوالي 54 مليون اشتراك، فالمغرب التي بلغ عدد اشتراكات الخلوي فيها قرابة 37 مليون اشتراك.
وسجّل أقل عدد لاشتراكات الخلوي نهاية العام الماضي في البحرين بحوالي 1.7 مليون اشتراك، ولكن رغم قلة العدد فقد بلغت نسبة الانتشار في البحرين حوالي 131 %.
وما تزال الخدمة الخلوية في أسواق العالم والمنطقة تعد الأكثر تفوقاً وانتشاراً واستخداماً من بين جميع وسائل الاتصالات الأخرى بسبب ما يميزها من عوامل التنقل وسلاسة الاستخدام، عززت ذلك المنافسة في أسواق الخلوي في مختلف أرجاء العالم، ما ساعد على انخفاض أسعارها ووصولها الى جميع شرائح المجتمعات.
وتظهر أرقام المرشدون العرب ان أعداد اشتراكات الخدمة الخلوية في المنطقة العربية (19 دولة عربية) قد تجاوز 361 مليون اشتراك، فيما تظهر تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات بانه مع نهاية العام الماضي بلغ عدد اشتراكات الخلوية حول العالم قرابة 6 مليارات اشتراك.
محلياً؛ تعد سوق الخلوي في الأردن من أكثر أسواق الاتصالات الخلوية العربية تنافسية بتشغيل ثلاث شبكات لخدماتها، حيث أظهرت آخر دراسات “المرشدون العرب” أن سوق الاتصالات المحلية احتلت المرتبة الثانية العام الماضي في مؤشر خاص بشدة المنافسة بعد السوق السعودية التي جاءت في المرتبة الأولى.
وشهدت سوق الاتصالات الخلوية المحلية خلال الشهور القليلة الماضية ومنذ بداية العام الحالي منافسة شديدة استمرارا للمنافسة التي شهدتها السوق خلال آخر سنتين، ما أفرز عروضاً غير مسبوقة من الشبكات الرئيسية الثلاث المقدمة للخدمة والتي قدمت حجوم دقائق خلوية كبيرة جداً باشتراك شهري ثابت، الأمر الذي أسهم في دخول اشتراكات جديدة الى السوق .
وتتوقع الحكومة ومشغلو الاتصالات خلال المرحلة المقبلة استقرارا أو تراجعا في نمو اشتراكات الهاتف الخلوي بعد وصولها إلى مرحلة متقدمة من الانتشار تجاوزت عدد السكان، وفرص نمو كبيرة لخدمات الإنترنت، فيما يتوقّع تراجع الاعتماد على الهاتف الثابت.
وتظهر قراءة للتوجهات المعلنة مؤخرا من قبل شركات الاتصالات الرئيسية العاملة في السوق المحلية بأن المنافسة – التي ركزت السنوات الخمس الماضية على خدمات الصوت ونشر اشتراكات الخدمة الخلوية – ستتحول العام الحالي وبشكل ملحوظ الى خدمات البيانات والمحتوى والتطبيقات ونشر اشتراكات الإنترنت عريض النطاق بتقنياته المختلفة.
وأكدت الشركات الرئيسية الثلاث (زين الأردن، أورانج الأردن، وأمنية) في تقرير سابق لـ “الغد” أن انتشار الإنترنت سيشهد تسارعاً ملحوظاً وبنسب أعلى من نمو اشتراكات الخلوي، وذلك مع ما ستشهده أسعار الخدمة من انخفاضات متوقعة خلال العام الحالي وبنسب تتراوح بين 15 و20 %.