الغيوم .. لغة ضائعة تقرأ ” الكف ” وفنجان القهوة .
السماء صفحة واسعة يمكن ان تقرا من خلاله حالة الطقس فاذا كانت الشمس واضحة وقوية ، قيل ان الطقس مشمس وان جادت السماء بالمطر قيل ان الجو ماطر وان سبحت على صفحاتها الغيوم، قيل الجو غائم .لكن هل نرى في الغيم ماهو ابعد من الغيم ؟
علينا ان نرفع ابصارنا نحو السماء خمس دقائق على الاقل علينا ان نباغت الزمن ولا نتركه يحكمنا، نهرب من بين اصابعه الى الام السماء ونعانق ابناءها الغيوم .
علينا ان نتوقف عن المشي او ايه حركة وان اردنا ان نعرف ما ابعد من الغيم في الغيم، سنكون في حضرة السماء التي تحتضن الكثير ممن نحب، سافروا اليها ولم يعودوا ولن يعودوا ابدا .
يمكن ان ترى في الغيم بيتا صغيرا ومدخنة. خروفا هاربا من قطيعة او تجاعيد على وجه الافق تظهر الى اي مدى شاخ هذا العالم …
ماذا نقرأ في الغيوم … ؟
قد تكون الطفولة لغزا لم يستطع احد ان يسجله حتى الان، انها عالم خاص داخل عالمنا بحصنه الطفل باحلام وتصورات خاصة عن العالم وما ان يخطو خطواته الاولى خارج هذا العالم ،حتى يختفي عالم الطفولة تماما وتضيع منه البوصلة فلا يعود هذا العالم الا بصورة خيالات متقطعة عندما نكبر ويضنينا الحنين الى جنة اضعناها مجبرين. يجلس الطفل عادة بعد ان يتناول غداءه قرب نافذة المطبخ وفي الشتاء يكون المطبخ اكثر دفئا من بقية الغرف، ينظر الى السماء طويلا ويشاهد عكاز جده … وربما حتى وجه جده في السماء …..
فيعرف ان امه لم تكذب عليه حين قالت له يوم نام جده نوما عميقا، ان جده قد سافر الى السماء وسيظل هناك غير ان الجد لن يتركه وحيدا لانه سيراه دائما من الاعالي !
هذه قصة قد نقرأها في اي كتاب لكن السؤال هنا … هل يرى الطفل الغيم هكذا ؟
اطفالنا لم يعودوا ينظرون الى السماء … سماؤهم اسيرة صندوق عجيب ” التلفزيون ” وساحات لعبهم اصبحت شريطا يربط الالعاب الى جهاز التلفزيون ” الاتاري” العالم كله مصطنع ….. وربما بعد حين عندما ستسال طفلا عن الغيم … سينظر اليك باستغراب واستهجان ويسالك بصوت عال … ما هذا الكلام الغريب ماذا يعني الغيم ؟!
المرأة تقرأ نفسها
كيف للمرأة ان ترى الغيم … كيف لها ان تخبرنا عنه ؟
الغيم يرتبط بالمرأة لانه ناعم، هادئ يعبر السماء من اقصاها الى اقصاها، مثل الشبح دون ان يلحظه احد الغيوم بنات السماء يعبرن من مهدهن الى اللحد دون صخب او عناء .
والغيوم كالنساء تحمل اصل الحياة ” المطر ” ونصلي للمطر دائما حين لا يتذكرنا وننسى ان نخفض رؤوسنا للغيوم التي تمر والغيوم غير الحبلى بماء غيوم عاقر تعبر سماءنا ولا نتذكرها .
ولكن هل ترى المرأة الغيم هكذا ؟
هل ترى المرأة الغيم …؟
حتى النساء لم يعد يرفعن رؤوسهن الى السماء …. شاكرات او داعيات .
لو سالت احداهن ان تشير الى السماء هل ستنظر عبر نافذة الغرفة وتشير اليها ام انها سترفع يدها عاليا نحو السقفغ وتشير اليه على انه سماؤها….؟
اذ كانت تسير بسرعة في طريق عودتها الى منزلها من العمل كي تطبخ لابنائها هل ستجيب عن سؤالنا اين السماء، وكيف تقرأ الغيوم، ام انها ستحرك يدها بسرعة دون ان يعجبها السؤال وتتساءل هل ما يزال هناك اناس يملكون خمس دقائق كل عام كي يتوقفوا عن الركض وراء لقمة العيش !؟
بكل تأكيد، وكالعادة لا يوجد هناك اختبار قد يسقط الرجل نحن من نعرف كل شيء فلا يمكن ان تستعصي اية معرفة علينا ماذا يعني الغيم … الغيم بكل بساطة بخار ماء متجمع في طبقات السماء ارأيتم كم هو سهل ويسير علينا ان نعرف ما هو الغيم .
كيف تقرأ الغيم ……. ؟
سؤال لا مبرر له لان الغيم لا يقرأ انه يحدث ويختفي م معنى هذا السؤال السخيف …. لا وقت لدينا نضيعه بمثل هذه الاسئلة التي لا معنى لها …؟
متى نظرنا الى السماء اخر مرة ومتى راقبنا الغيوم ….؟
لا نذكر تماما …. لكن ما معنى ذلك فالسماء ستبقى مكانها وفي اية لحظة يمكن ان ننظر اليها ……..
اذن …… كل شيء واضح وبسيط
اننا نموت ،ونحن، لا نعرف ذلك
اننا نموت
اننا نمو
اننا ………..