قررت اليوم الكتابة عن موضوع قديم جديد ، له علاقة بدعم المحروقات الذي دوشتنا فيه الحكومات، وحمّلتنا جمايل بالشوالات ،وما تزال . وكنت انوي فعلا الكتابة حول سبب الرفض الدائم للحكومة منح تصاريح ورخص استيراد وبيع المحروقات للشركات الخاصة ، وفتح باب التنافس على الأسعار ، وهي ذات الحجة التي يبيعون فيها القطاع العام ويفتتونه . لكن حينما يأتي الأمر على النفط ومشتقاته ..يسكتون عن الكلام المباح، ولا يكلفون أنفسهم عناء الرد على أحد.
كنت انوي الكتابة عن هذا الموضوع من زمن، لكني لم اكن امتلك المعلومة ، لكن المعلومة جائتني طائرة من العالم السيبراني ، محملة في بريد السيدة توجان فيصل، التي لا تنساني كما لا تنسى المئات – وربما الآلاف غيري- من رسائلها ومقتبساتها من وسائل الإعلام العربية والعالمية .
هذه المرة جاءت المعلومة عن طريق رسالة وصلت السيدة توجان من صديق يعيش خارج الوطن، تقول الرسالة حرفيا كما وصلتني :
« قامت حكومتنا الرشيدة برفع سعر بنزين اوكتان 95 بنسبة تصل الى 22%. دعاني هذا للقيام بالحسبة البسيطة التالية (مع ذلك مش قادر افهم اللي بيصير):
-معدل سعر البنزين في امريكا هذا اليوم 3.79 دولا للجالون أي 71 قرشا لكل لتر في امريكا. أي أنه في الاردن أغلى ب 33%
-تستورد امريكا معظم بترولها من الشرق الأوسط (الطرف الاخر من الكرة الأرضية)
-نستورد البترول في الاردن من جيراننا في الخليج (تكلفة نقل أقل)
-تشتري امريكا البترول بالسعر العالمي بينما نحصل عليه في كثير من الأحيان بسعر تفضيلي
-ثلث سعر البنزين في امريكا ضرائب لإصلاح الشوارع بشكل دوري و تكلفة تسويق و تصفية، و لا داعي للحديث عن الفرق بين شوارعنا و شوارع امريكا
-مع هذا كله فإن شركات البترول الأمريكية من أغنى شركات العالم و أرباحها بالمليارات و الحكومة الأمريكية لا تدعم البنزين بقرش واحد
باختصار: بنشتري البترول بسعر أقل و تكلفة نقل أقل و العامل الأردني في المصفاة أجره بالتأكيد أقل من أجر العامل في أمريكا و شوارعهم ممتازة و شوارعنا عبارة عن مطب طويل لا ترى نهايته و بنزيننا تدعمه الحكومة و بنزينهم غير مدعوم….. مصافيهم تربح و مصافينا تخسر.
ممكن حدا يفهمني كيف؟؟!!»
(انتهى الإقتباس).
بعد قراءة الرسالة ، تمنيت مع كاتبها ان( يفهمني حدا كيف)…ولا شك الان ان العدد سوف يتزايد كلما قرأ موطن هذه الرسالة.
فعلا حدا ايفهمنا كيف !!