استجاب قادة خمسة أحزاب معارضة إلى دعوة رسمية للاجتماع مع رئيس الوزراء في حين امتنع عن الحضور قادة حزبيون هما العمل الاسلامي والوحدة الشعبية.
من المرجح أن الاجتماع، قبل وأثناء وبعد انعقاده، انطوى على بعض المفارقات، فالحزب الأكبر (الاسلاميين) غائب الى جانب الحزب الأنشط وربما الأكبر بين “غير الاسلاميين”، ولكن تقتضي اللياقة السياسة أن يتم الاجتماع بمن حضر.
على الأغلب، فإن الرئيس بصفته صاحب الدعوة وقع ببعض الحرج، ذلك ان نجاح الدعوات يقاس بنوع وحجم الحضور، ولكنه بالمقابل سيحرص على “توجيب” مَن حضر، ولذلك خاطبهم بصفتهم ممثلين للمعارضة بغض النظر عن الغياب. لكن في الوقت نفسه، لا يمكننا إغفال ما اعتاد عليه الرؤساء من عدم الاعتناء بالاجتماعات مع المعارضة باستثناء حالة الاسلاميين حيث يتحول الاجتماع في اليوم التالي الى خبر محلي مهم، والملاحظ في ما يتعلق بالاجتماع الأخير، أنه رغم بث الخبر، إلا أن جانب الغياب عنه نالته أهمية أكبر من جانب الحضور.
الأحزاب الحاضرة من جهتها، ونظراً لأنها تحضر وعيونها متجهة نحو الزملاء المتغيبين، فقد حرصت على رفع “دوز” المطالب، وأطلقت التصريحات التي تود من خلالها القول أنها “قامت بالواجب” وأكثر، واستغلت حرص الرئيس على إظهار عدم اهتمامه بالمتغيبين وتقديره لحضور “أغلبية” أحزاب المعارضة، وقدمت المطالب بوضوح مستفيدة من حرص الرئيس على إنجاح الاجتماع. حصل كل ذلك بينما الأحزاب المتغيبة تشعر بنشوة التحدي للخصوم والرفاق.
كما تلاحظون، يوماً بعد يوم، تطور الأطراف السياسية في البلد من محتوى علاقاتها وفق مبدأ: “سيب وأنا حسيب”.
العرب اليوم