لا تستغرب إذا كانت مبالغ كبيرة ترصد في المشاريع الإنشائية لغاية الولائم التي يقف على رأسها المنسف البلدي، وهي الولائم التي تصنع للمسؤولين المفروض عليهم مراقبة إنشاء تلك المشاريع في السنوات الماضية.
ورغم أن المقاول يولم لمسؤولين مشرفين على المشروع، إلى أن فواتير الولائم تحط على مكاتب المسؤولين لاعتمادها وصرفها من مخصصات المشروع.
وبين تقرير رسمي يأن مبالغ الولائم التي صنعها مقاول مشروع سد الوحدة والتي وصلت إلى حوالي 50 الف دينار، يقف المنسف على رأس المطالبات.
الطريف في موضوع الولائم، أن المقاول يحصل على ربح بنسبة 15% من قيمتها، فكلما زاد عدد الولائم والمناسف، كلما ربح المقاول أكثر.
الطرافة لا تقف إلى هنا، فالتقرير يورد أن المقاول كان يوصي بالمناسف من مطعم يبعد حوالي 150 كم، حيث تنقل المناسف وملحقاتها من محافظة مادبا حيث المطعم المذكور إلى أقصى شمال إربد حيث موقع المشروع، وتضاف مصاريف النقل إلى الفواتير.
تقرير لجنة التدقيق في مطالبات الشركة المنفذة لمشروع الوحدة، يتحدث عن هذا الإسراف، ويوضح “تم تقديم فواتير طعام لمناسبات متعددة من خلال مطالبات المقاول، من مطعم يدعى –/محافظة مادبا، وجزء آخر منظم على شكل جدول على ورقة بيضاء، حيث كان الطعام (المناسف) ينقل عبر ثلاث محافظات إلى موقع المشروع/اربد، أو إلى أي مكان آخر يحدد، وبموجب قائمة المدفوعات على المبلغ الاحتياطي رقم(2) بلغ مجموع قيمة الفواتير (39046 دينار)، ، ويضاف نسبة 15% ربح للمقاول إلى المبلغ ليصبح كامل المبلغ الذي تم دفعه (44902 دينار)، دفعت من موازنة المشروع تحت بند المبلغ الاحتياطي رقم (2)، كما تبين أن مجموعة من الفواتير يبلغ قيمتها (4794 دينار) دفعت بشكل مكرر من خلال المطالبة رقم 54 والمطالبة 55″.
وفي الفواتير التي سلمت إلى لجان التحقيق،إحداها من مطعم — في مادبا، ويبدو أنها وليمة إفطار، تفصيلاتها كالآتي: (1885 دينارا) مناسف لحم بلدي، (120 دينارا) شوربات، (40 دينارا) تمر إماراتي نخب أول، (80 دينارا) قطايف، (120 دينارا) فواكه مشكلة، (80 دينارا) أجور نقل، (120 دينارا) شباب للخدمة، (100 دينار) اراجيل.
وفاتورة أخرى من مطعم في إربد، تفصيلاتها كالتالي: (2100 دينار) مناسف لحم بلدي، (150 دينارا) كنافة بين نارين، (60 دينارا) قهوة، (100 دينار) اجور نقل.
لا باس أن يتكرم منفذوا المشروع على المسؤولين أو الموظفين لديهم، لكن أن يتكرموا على حساب مخصصات المشروع، ثم يضاف لها 15% كأرباح، فهذا أمر غير مفهوم على الإطلاق.
المصدر – سرايا
أكثر...