الاصلاح نيوز /
في خضم انشغالها بتصوير مسلسل جديد، لم يتسنّ لنقيبة الفنانين المحترفين الممثلة سميرة البارودي معرفة ما دار في كواليس مهرجان موازين، الذي كان مهرجاناً سياسياً بامتياز هذا العام، استغلته الفنانة أصالة لتهاجم لبنان دون أي اعتبار للصحافيين اللبنانيين الذين حضروا مؤتمرها في المغرب، وحاولوا ترطيب الأجواء وامتصاص غضب الفنانة على البلد الذي يحبها أبناؤه، أو ربما كانوا يحبونها، فاستمرت في هجوم لا مبرر له ما دفع بالصحافيين إلى مغادرة مؤتمرها.
كان صحافيو لبنان ينتظرون رداَ مناسباً من نقابة الفنانين، رداً يلزم الفنانة السورية الاعتذار عن تصريحاتها، تحت طائلة عدم الغناء مجدداَ في لبنان، في حال قررت أن المال الذي تجنيه من حفلاته قد يكون أهم مما تصرّح به في العلن، لكنّ أي رد رسمي لم يصدر، ما أثار موجة من الغضب على النقابة، على اعتبارها مجرد تجمع صوري لا معنى له، في ظل تقاعسه عن أداء واجباته.
في مؤتمرها في موازين
*أصالة: خلّوني فش غلّي
هجوم أصالة على لبنان لم يبدأ في المغرب، فقبل أشهر، ورداً على سؤال إحدى المغردات على “تويتر” عمّا إذا كان صحيحاً ما يشاع عن منعها من السفر إلى لبنان قالت “مو ما فيني، مو جاي على بالي”، يومها اعتقد أصحاب النوايا الطيبة والسيئة على حد سواء أن الفنانة منكوبة بسبب المجازر التي تحصد الأبرياء في بلدها سوريا، وأنّ مزاجها المتعكر هو ما جعلها تنأى بنفسها عن الرحلات السياحية، سيّما وأن لبنان لم يفتح أمامها منابره يوماً لتغني، وكان حضورها فيه يقتصر على البرامج التي تستضيفها وتتقاضى مقابلها مبالغ كبيرة.
في موازين كشفت اصالة الحقيقة دون مواربة، الفنانة لم تعد تحب لبنان، بكل صراحة أعلنتها، كانت حانقة حدّ تحميله المسؤولية عن خراب سوريا!
فقد تحدثت عن اختفاء معارضين سوريين في لبنان وقالت إنّ مصيرهم لم يعرف بعد، وعبرت عن توجسها من زيارة “هذا البلد” لأن المواقف متباينة فيه.
ولأن إحدى الزميلات تبرعت لطمأنة أصالة أن اللبنانيين يحبونها، ردت بغضب قائلة “خليني فش غلي”.
وعلى المسرح، وأمام جمهور ظنّ أنه جاء للاستماع إلى طرب أصيل، استغلت أصالة الفرصة وأطلقت رصاصتها الأخيرة تجاه البلد الذي أحبها يوماً وأحسن ضيافتها فغنّت أغنية “خلي الطابق مستور” وأهدتها الى “الجيران”، وجاء في كلماتها “يلي بيتو من بلور ما براشق بالحجارة”.
ملحم زين رد من موازين أيضاً
*ملحم زين: لبنان رفع رأسك
على الرغم من الرسالة المباشرة التي وجهتها أصالة للبنان وشعبه دون أي اعتبار لمشاعر جمهورها اللبناني، لم يرد أي فنان لبناني على تصريحات الفنانة لأسباب قد تتعلق بحساسيّة المرحلة التي جعلت من إطلاق المواقف السياسيّة ورطة يحاول الفنانون النأي بأنفسهم عنها.
وحده الفنان ملحم زين الذي حاول قدر الإمكان ألا يتحدث في السياسة أثناء وجوده في مهرجان موازين في حفلة تلت حفلة زميلته، لم يتمالك نفسه فرد عليها بصورة قاسية، وبطريقة غير مباشرة، وحذرها قائلاً “ما حدا يجيب سيرتنا” وأضاف قائلاً “لا أقبل المزايدة على بلدي بشأن الثورة والمقاومة، لأنّ لبنان رفع رأس العرب جميعاً في انتصاراته ومقاومته”.
*الرد الأوّل لنقابة الفنانين: لبنان أكبر من أصالة
الفنانة سميرة بارودي نقيبة الفنانين المحترفين، حاولت أن تعرف منا أجواء “موازين” وتصريحات أصالة التي أطلقتها ضد لبنان، واعتذرت عن عدم مواكبتها ما جرى بسبب انشغالها بتصوير مسلسل لبناني عراقي مشترك، فضلاً عن الوعكة الصحية التي تعرّض لها زوجها الفنان إحسان صادق.
وبعد أن أطلعنا النقيبة على أجواء ما حصل، ونقلنا إليها غضب الصحافة اللبنانية من تقاعس النقابة عن إصدار بيان يدين أصالة أو أقله يمنعها من زيارة لبنان والغناء فيه قالت “أصالة منعت نفسها بنفسها من زيارة لبنان، فهي التي صرحت بإرادتها أنة لن تزور بلدنا مجدداً، ولا أعتقد أن أي متعهد حفلات أو أي برنامج فني لبناني سيستضيف الفنانة بعد مواقفها المعادية تلك”.
وأكدت بارودي أن لبنان أكبر من أن تقيّمه أصالة وأضافت “نحن نتقبل الرأي الآخر، الذي يعبر صاحبه عنه باحترام ومودة، لكننا لا نقبل أن يتعامل معنا البعض بهذه العدائية، فلبنان فتح قلبه لكل الفنانين العرب وموقف أصالة في هذا الخصوص مستغرب ومستنكر”.
وأشادت بارودي برد الفنان ملحم زين على أصالة، وقالت إنّ كلامها يدينها ولا ينتقص من شأن لبنان لا من قريب ولا من بعيد، وعمّا إذا كانت النقابة ستتخذ موقفاً من الفنانة في حال عادت عن رأيها وقررت تقديم حفلة في لبنان قالت “أصلاً أصالة لا تحيي حفلات في لبنان، وهذا الافتراض سابق لأوانه، لكن في حال قرّرت تقديم أي حفلة، عليها في البداية أن تقدّم اعتذارها بشكل علني من كل الشعب اللبناني”.
ولأن أصالة لا تكترث أصلاً بردة فعل جمهورها اللبناني على تصريحاتها، فقد لا تعنيها المواقف التي بدأ اللبنانيون يطلقونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعو إلى منعها من زيارة لبنان، ،منع اتخذته بنفسها حين قرّرت أن لبنان لم يعد وجهة مستحبة، بسبب مواقفه السياسية التي لا توافق أهواءها.