الكلام العفوي يعبر عن مكنونات النفس أكثر من الكلام المنمق المرتب مسبقا، هذا ما يقوله علماء النفس.
وأعتقد أن لدعابة المتبادلة التي التقطتها عدسة المصور المبدع محمد الرفايعة بين رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي ورئيس الوزراء فايز الطراونة، تقع في خانة الكلام العفوي المعبر عن مكنونات النفس.
الدعابة باختصار تستهزئ بفكرة الحكومة البرلمانية، عبر الحديث بسخرية عن فكرة تشكيل النائب جميل «أفندي» النمري ورفاقه حكومة، حيث ستكون حكومة «فانتاستيك» على رأي رئيس مجلس النواب، فيما وافق على ذلك رئيس الوزراء، منددا بهؤلاء الذين يتطاولون على «سدة الحكم».
ترى إذا كان هذا رأي رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية بالنائب جميل النمري ورفاقه اليساريين، فما هو رأيهم بالدكتور همام سعيد وحمزة منصور وإخوانهم، أعتقد أن رأيهم بهم هو رأي يحيى السعود، لكننا نحتاج إلى الرفايعة مرة أخرى ليكشف لنا ذلك.
الملك كرر أكثر من مرة في خطاباته الداخلية والخارجية أن الربيع العربي وفر له المناخ الملائم للمضي قدما في ملف الإصلاح الذي تعرقله قوى الشد العكسي، كما شدد أكثر من مرة على أن الإصلاح سوف يفضي في النهاية إلى حكومات برلمانية.
وها هو القدر يكشف قوى الشد العكسي، ويكشف مدى سخريتها من فكرة الحكومات البرلمانية التي يراها الملك من متطلبات الإصلاح. فما هو رأي الملك، من حقنا أن نسمع رأي الملك.