كما حدث بعد العمليات الارهابية الاجرامية التي حملتها (المعارضة السورية) للنظام السوري, كررت هذه المعارضة الاتهامات نفسها بعد اختطاف العصابات الارهابية لعدد من اللبنانيين عند الحدود التركية – السورية واجمعت كل اطياف المعارضة الخارجية على اتهام (المخابرات السورية) بعملية الاختطاف.
ولان حبل الكذب قصير, واهدافه معروفة, تبين لاحقا وبعد وساطة اطراف عربية ولبنانية ودولية ترعى العصابات الارهابية الاجرامية وذراعها السياسية ان هذه العصابات وعلى رأسها ما يعرف بالجيش الحر, هي التي قامت بعملية الاختطاف, تماما كما قال الاعلام الرسمي السوري.
وفي الحقيقة, ليس هدف هذا المقال كشف حقيقة ما تقوله المعارضة والعصابات المسلحة, بل الذهاب الى ما هو اخطر من كل ذلك واخطر من العمليات الارهابية الاجرامية نفسها, وهو السيناريو السياسي لتفجير المنطقة كلها على اسس طائفية ومذهبية وجهوية, من لبنان الى سورية الى الاردن ايضا, وصولا الى مشروع او سيناريو (اسرائيل الكبرى)..
فقد كان مقررا ومستهدفا من عملية الهجوم على باص اللبنانيين, الذي حاولت اوساط المعارضة السورية التغطية عليه والتورط في استهدافاته (الاسرائيلية) ما يشبه اهداف قيام الجماعات الانعزالية اللبنانية (المتحالفة مع المعارضة السورية المذكورة) باطلاق النار على باص الفلسطينيين في عين الرمانة – بيروت 1975 مقدمة لتصفية المقاومة وتفجير لبنان والمنطقة, وتغطية للمباحثات المصرية – الاسرائيلية التي انتهت الى كامب ديفيد واستبدال العدو الصهيوني باعداء وهميين..
وليس بلا معنى ان تترافق عملية الهجوم على باص اللبنانيين مع مشروع آخر لاخراج الجيش اللبناني من طرابلس وتحويلها الى محطة مفتوحة لتهريب السلاح والارهابيين الى سورية, حيث واصلت اوساط المعارضة السورية ومن يدعمها حملة التضليل نفسها وصورت الامر على نحو معاكس (مشروع سوري لتصدير الازمة الى لبنان.. الخ).
ولولا تدارك القوى الوطنية في لبنان والمنطقة خاصة حزب الله المستهدف الرئيسي كما كانت المقاومة الفلسطينية واللبنانية مستهدفة عام ,1975 وقطعه الطريق على لعبة الاحتقانات الطائفية لانفجرت لبنان والشرق العربي فيما يشبه لعبة الدومينو والاواني المستطرقة.
ولعل الخطير في كل ما سبق هو اعادة توظيف العصابات الارهابية وذراعها السياسية من المعارضة السورية, واستبدال دورها الداخلي بعد افلاسها وعجزها وانشقاقاتها بدور اقليمي يذكرنا بالدور الذي لعبته القوى الانعزالية اللبنانية في الحرب الاهلية..