زهير عبد القادر
شعرت بالألم والقلق…وبالحزن والغضب…حزنت على اعلامنا الاردني وبعض مواقعنا ،الاخبارية وهي تتناقل من وقت ،الى آخر اخبارا مضمونها لايوحي الى اي نوع من المسؤولية او المصداقية كان اخرها ما قرأته قبل قليل ان مواطنا اردنيا اتخد قرارا غريبا وهو ان يبيع اولاده من اجل التبرع بثمنهم لخزينة الدولة كرد فعل للحملة التي انتهجها المسؤولون في مختلف اجهزة ومؤسسات الدولة .ويضيف الخبر…ان هذا المواطن ينوي بيع اطفاله خارج الاردن وفي البلدان التي تقدر قيمة الانسان للحصول على اعلى ثمن .
(انتهى الخبر) وكنت قد قرأت قبل اشهر عن شخص اردني عرض نفسه للبيع (وعلى ما اظن لم يشتريه احد )…هذه الاخبار التي ،تتعمد بعض المواقع نشرها بهدف الاثارة وكسب عدد اكبر من القراء تسيء للموقع اولا ثم للوطن وايضا للقاريء…تسيء للمواقع التي تنشر مثل هذه الاخبار لأنها تعلن للجميع افلاسها وعدم مهنية العاملين فيها وفقدان مصداقيتها…وتسيء للوطن لأن القاري البسيط يصدق كل ما يقرأ وهذا يؤدي الى اضعاف الروح المعنوية لدى المواطن البسيط ويفقده ثقته بنفسه ويزيد بكابته وقد يؤدي به الى الاكتئاب المزمن… أستحلفكم بالله عن هدف نشر مثل هذه الاخبار وعن المستفيد منها؟ لم اجد في حياتي ولم اقرأ ولم اسمع عن اب حنون عاقل يسمح له ضميره واحاسيسه وحنانه على فلذات كبده وغريزة الابوة ان يبيع اطفاله …واستغرب ان ابا يقول سأبيعهم في الخارج للحصول على اعلى ثمن…واستغرب اكثر عندما تنشر صحيفة او موقع اخباري ان هدف هذا الرجل دعم ميزانية الدولة بثمن اطفاله…ارجوكم…ايها الزملاء لا تستغبوا عقولنا وثقافتنا وذكائنا من اجل اعلان تحصلون عليه من شركة او مؤسسة…اتركوا اساليب الصحف الصفراء والتى والله قد ولى زمنها وجاذبيتها في زمن الثورة الالكترونية .
،،،،،، ،،اليابان الدولة الصناعية الكبرى سبق وان مرت بأزمة مالية صعبه…وانذاك ،تكاتف اليابانيون على العمل والانتاج…ووصلوا الليل بالنهار من اجل مواجهة الازمة المالية والتي اعتبرها كل مواطن ياباني هي ازمته وبدأ يفكر بالخروج منها…وحقق اليابانيون الهدف وتجاوزوا الازمة دون ان يعرضوا اطفالهم للبيع ودون ان يصبوا البنزين والكاز على اجسامهم مهددين بالانتحار…دعونا نشمر عن سواعدنا القوية ونعمل يدا بيد ونعتمد على انفسنا في تنمية وتطوير الوطن…دعونا نترك الخيال ونعيش واقعنا كما هو ونحاول تغييره…المشاهد الدرامية التي نسمع عنها ومحاولات الانتحار التي نقرأ عنها ماهي الا تعبيرا عن رغبة هذه الفئة للفت النظر اليها، لا اكثر ولا اقل…وقد اثبتث الدراسات الاجتماعية والنفسيةان نسبة قليلة جدا من الذين يهددون بالانتحار ينفذون تهديدهم …
،،،،،، شكرا لكل مسؤول تبرع بجزء من راتبه…وشكرا للسواعد الفتية الشابة في بلدي التي تعمل من اجل الاعمار والبناء…فهذا الوطن لنا جميعا وسنصل به الى بر الامان بأيماننا بالله وبانفسنا وبقيادتنا الحكيمة…وبالعمل…العمل…العمل…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com