الإصلاح نيوز/
يدخل مدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف نهائيات كأس اوروبا لكرة القدم المقررة في اوكرانيا وبولندا من 8 حزيران/يونيو الى الاول من تموز/يوليو المقبلين، ضامنا بقاءه في منصبه كيفما كانت نتائج المانشافت بعدما قاد الاخير الى وصافة الكأس القارية عام 2008 والمركز الثالث في الكأس العالمية 2010. لكن النصر وحده في المباراة النهائية المقررة في كييف سيعزز موقعه على رأس الادارة الفنية للمنتخب.
ويدرك لوف (52 عاما) الذي استلم مهامه صيف 2006 خلفا ليورغن كلينسمان الذي قاد الالمان الى المركز الثالث في المونديال الذي استضافته، جيدا ان وظيفته آمنة حتى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، كما ان المنتخب الالماني يعتبر بين المنتخبات المرشحة لنيل اللقب بعدما حقق العلامة الكاملة في التصفيات بفوزه بعشر مباريات من اصل 10، لكن المدرب لا يؤمن بالترشيحات ويسعى الى تحقيق اللقب ومنح المانيا لقبا كبيرا كانت اقرب اليه كثيرا مرتين في الاعوام الاربعة الاخيرة.
وقال رئيس الاتحاد الالماني فولفانغ نيرشباخ في هذا الصدد: “نحن جميعا متفقون باننا مع لوف و(المدير الرياضي اوليفر) بيرهوف نملك افضل ثنائي مثالي لتحقيق ذلك”، مضيفا “الاثنان يقومان بعمل رائع وليس هناك أي سبب لتغيير أي منهما”.
وتابع “نحن أقوياء بما يكفي للتعامل مع اي خيبة امل في حال حدوثها”.
وقاد لوف المانشافت الى المباراة النهائية لكأس اوروبا الاخيرة عام 2008 في النسما وسويسرا، والى المركز الثالث من مونديال 2010 في جنوب افريقيا.
ومدد لوف عقده لمدة عامين في تموز/يوليو 2010 واضعا حدا لازمة بينه وبين الاتحاد المحلي حول تجديد العقد حيث كان الاول يريد تحسين الشروط المالية له ولمعاونيه وتوقيع عقد بقائه مع المنتخب قبل المونديال، في حين فضل الاتحاد الالماني انتظار النهائيات قبل تجديد العقد. وطالب لوف ايضا بمسؤوليات اكبر على منتخب الشباب (دون 21 عاما).
وعلى الرغم من سجله الرائع مع منتخب بلاده حيث حقق 52 فوزا في 76 مباراة دولية مقابل 13 تعادلا و11 هزيمة في ست سنوات، يحتاج لوف الى تاج كأس اوروبا 2012 كي يعتبر واحدا من افضل مدربي المانشافت ويحقق امال الجمهور الألماني في احراز أول لقب منذ 16 عاما.
ووحده لقب كبير يفصل لوف عن مقارنته بسجل المدربين الاسطورتين القيصر فرانتس بكنباور الذي قاد المنتخب الى لقب كأس العالم عام 1990، وبيرتي فوغتس الذي قاد المانيا الى كأس اوروبا عام 1996.
ويتميز المدرب الشاب بهدوء ومعرفة تقنية هائلة وقدرة عالية في التعامل مع نجومه والجماهير ورجال الإعلام.
حافظ لوف على هيبته رغم ابعاده هداف شالكه كيفن كوراني عن نهائيات كاس العالم 2010 بعد نشوب خلاف بينهما اثر اخراجه للاعب المولود في البرازيل في منتصف مباراة روسيا في التصفيات المؤهلة. لكن ما يشفع في لوف، ان خط هجوم بطل العالم لثلاث مرات يزخر بنجوم مميزين أمثال ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي وماريو غوميز والواعد ماريو غوتسه بالاضافة الى لاعبين اخرين يملكون نفسا هجوميا مثل كاكاو وطوني كروس والشاب توماس مولر.
عمل لوف طويلا في ظل يورغن كلينسمان الذي قاد ألمانيا الى المركز الثالث في مونديال 2006 على أرضها، ثم خلفه يوم 21 تموز/يوليو 2006 عند انتهاء العرس العالمي، وضرب بقوة في أولى مشاركاته الكبرى عندما قاد الاسطول الألماني الى وصافة كأس اوروبا 2008 في النمسا وسويسرا حيث خسر أمام أسبانيا في النهائي صفر-1.
طريق لوف التدريبية الى المنتخب الالماني لم تكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالالقاب، فهو لم يحترف كلاعب مع اندية الصف الاول في المانيا اذ تنقل بين فرايبورغ واينتراخت فرانكفورت وكارلسروه قبل ان ينهي مسيرته في سويسرا مع شافهاوزن وفنترثور، ووصل لاعب الوسط المهاجم الى منتخب ألمانيا ما دون 21 عاما لكنه لم يبلغ يوما المنتخب الأول.
لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتغارت (1996-1998)، مستفيدا من رحيل المدرب رولف فرينغر لتدريب منتخب سويسرا، فقاده للقب الكأس (1997) ونهائي كأس الكؤوس الاوروبية حيث خسر امام تشلسي الانكليزي صفر-1 في باريس (1998) وكان في تشكيلته انذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمين البرازيلي جيوفاني ايلبير وفريدي بوبيتش.
الصعود الصاروخي للمدرب الشاب لحقه هبوط أسرع اذ أقيل من فنربخشة التركي (1999) وعجز عن انقاذ كارلسروه من الهبوط الى الدرجة الثالثة (2000) كما انه أقيل بعد ثلاثة اشهر من اضنه سبور التركي.
ارتفعت معنويات لوف المتأثرة من الاقالات بعدما احرز لقب الدوري النمسوي مع تيرول انسبروك (2002) لكن الرحلة انتهت مجددا اثر افلاس النادي. عام جديد امضاه لوف بدون عمل عاد بعده لنادي اوستريا فيينا في العاصمة النمسوية الذي اقاله بعد ثمانية أشهر رغم تصدره ترتيب الدوري.
وفي ظل هذه المعمعة، لم يتردد لوف بقبول طلب كلينسمان الباحث عن شخص تكتيكي يطبق فلسفته الهجومية على ارض الملعب اثر الخروج المهين لالمانيا من الدور الاول لبطولة اوروبا 2004، فالتقى “كلينسي” و”يوغي” مجددا بعد ان نالا سويا دبلوم التدريب وكانا زميلين على مقاعد الدراسة.
نجح كلينسمان بمساعدة لوف في ايصال المانيا الى نصف نهائي مونديال 2006 غير انه سقط في فخ ايطاليا التي احرزت اللقب لاحقا على حساب فرنسا، فوصفت مسيرة ال”مانشافت” بالناجحة، غير ان كلينسمان رفض تمديد عقده وفضل الاستمتاع بشمس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الاميركية، ناصحا الاتحاد الالماني بتسمية لوف خلفا له وهذا ما حدث.
وفتح لوف أحد ثلاثة مدربين لم يلبسوا قط قميص المنتخب الالماني الأول (بعد اوتو نيرتز واريك ريبيك) صفحة جديدة في كتب التدريب الالمانية، فأدار ظهره لطريقة اللعب “المحافظة” وفرض فلسفته التدريبية وحبه للحياة، كما انه لا يخشى منح الفرصة للاعبين الشباب وضخ دماء جديدة في صفوفه وان كان ذلك على حساب بعض المخضرمين، اخرهم لاعب وسط شالكه جوليان دراكسلر (18 عاما)، فيما يعقد امالا على لاعب وسط بوروسيا دورتموند ماريو غوتسه الذي سيحتفل في الثالث من حزيران/يونيو المقبل بربيعه ال20.
خرج لوف عن مسار المدرب الالماني “الصارم”، فهو جاذب للنساء لاناقته المميزة، ومحبوب من الصحافيين لبساطته وتواضعه لكنه خصم شرس لشرطة السير لقيادته بسرعة فائقة اذ دفعه حبه للقيادة بسرعة ان يخسر رخصته مرتين، فهل سيقود المنتخب الالماني بتهور هذا الصيف أم بهدوء واتزان ليستعيد اللقب الذي احرزته المانيا عام 1996 لاخر مرة؟.