يمثل احتمال أن يخلف احمد شفيق حسني مبارك في رئاسة مصر كابوسا للثوار والاسلاميين على حد سواء لكن من يخشون التغيير يعتبرونه صمام امان.
وشفيق الذي كان اخر رئيس للوزراء في عهد مبارك ولم يشغل المنصب سوى لفترة قصيرة شخصية عسكرية مثيرة للجدل وسيخوض جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة التي تجري الشهر المقبل ضد مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي وفقا لاحصاء الجماعة.
وقال مسؤول بجماعة الاخوان ان شفيق الذي كان قائدا للقوات الجوية احتل المركز الثاني بعد مرسي في الجولة الاولى من أول انتخابات حرة تشهدها مصر والتي جرت هذا الاسبوع.
ويعد هذا التقدم لشفيق مفاجئا في سباق أشارت بعض الدلائل في بدايته الى أن فرص الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وابو الفتوح العضو السابق بجماعة الاخوان لديهما فرصة اكبر للفوز. ويعبر صعوده المتأخر عن قلق الكثير من المصريين بشأن تراجع القانون والنظام والنزاعات السياسية التي يشوبها العنف في كثير من الاحيان والتي اتسمت بها فترة انتقالية يديرها الجيش منذ أطاحت انتفاضة شعبية بمبارك في 11 شباط 2011 .
كما أن هذا الصعود يرجع ايضا الى خوف بين اقباط مصر الذين يمثلون نحو 10% من سكان مصر من تنامي نفوذ الاسلاميين. وصحيح ان عدد الاقباط لا يزيد عن عشرة ملايين من ضمن 80 مليون مصري الا ان الملايين العشرة يبدو انهم صوتوا لشفيق الذي تقول الانباء انه اكتسح الانتخابات مما يعني ان الصوت القبطي هو الذي حسم النتيجة. كما اكد محللون ان شفيق اعتمد على شبكات الحزب الوطني الديمقراطي المنحل الذي كان يتزعمه مبارك او على نفوذ الجيش الذي ينتمي اليه.
وسعى البرلمان الذي تهيمن عليه جماعة الاخوان واسلاميون اخرون عانوا القمع في عهد مبارك لمنع شفيق من الترشح من خلال قانون يحظر ترشح المسؤولين الكبار بالنظام السابق. لكن اللجنة العليا للانتخابات التي يرأسها قاض كان ضابطا بالجيش قبلت طعنا قدمه شفيق.
ولا ينتمي الكثير من مؤيدي شفيق الى الساحة السياسية الساخنة بالقاهرة والمدن الاخرى وانما ينتمون للريف حيث مخاوف الناخبين بشأن الامن والنظام هي الابرز.
وتعهد شفيق بالالتزام بمعاهدة السلام التي وقعت بين مصر واسرائيل عام 1979 قائلا انه يرفض تصرفات اسرائيل الحالية لكنه رجل يحترم الاتفاقات السابقة.
وأضاف أنه يتمتع بالخبرة العسكرية والسياسية لقيادة مصر نحو عصر ديمقراطي غير أن صلاته بمبارك سببت حالة من الاستقطاب بين الناخبين. وهو يرى أنه يطبق العرف الذي جرى منذ 60 عاما على ان يتم اختيار رئيس مصر من الجيش.
وقال شفيق لرويترز في وقت سابق هذا العام انه لا يمكن أن يأتي مدني فجأة لا علاقة له ولا علم بالحياة العسكرية ليصبح رئيسا وقائدا أعلى للقوات المسلحة مشيرا الى أنه قادر على تأمين انتقال سلس للسلطة.
ولا يخفي شفيق «علاقاته الطيبة» بقائد الجيش المشير محمد حسين طنطاوي وقال انه تشاور معه قبل أن يتخذ قرار الترشح. ولم يكشف عن النصيحة التي وجهها له طنطاوي الذي يشغل ايضا منصب وزير الدفاع. وعبر شفيق صراحة عن اعجابه بمبارك ولم يتراجع عن وصف رئيس السابق بأنه مثله الاعلى بعد والده في مقابلة صحفية أجريت معه في العام 2010. وحين سئل في مقابلة مع تلفزيون الحياة عن التصريح قال انه متمسك بهذا الرأي حتى اخر يوم في حياته لسبب هو أن مبارك تمتع بشجاعة كبيرة.
يقول محللون ان المجلس العسكري المصري لديه مصلحة هائلة وراسخة في الحفاظ علي البنية الاساسية للنظام القديم، ومن الطبيعي أنه سيقاتل ككتيبة متقدمة واكثر شراسة من أجل حماية تلك المصالح، فالثورة ستحد من قدرتهم علي نهب وجمع الثروات وأكثر من ذلك هم يدركون أن ساعة الحساب ستطالهم عندها فان الثروات التي نهبوها بالفعل في ظل النظام القديم ستكون مهددة وذلك في حال تحقيق أي حرية حقيقية أو إصلاحات اجتماعية جذرية.
المصدر – وكالات الانباء
أكثر...