في بلدي يكثر الزعران والمرتشون والمزورون والفاسدون ويمكنك أن تراهم في كل مكان على الشاشات وخلفها، على المكاتب وتحتها، وفي الملاهي والبارات، وفي برلمانات الشعب المسكين.. وكله على عينك يا تاجر.
على كل حال كل هذا بالنسبة للشعب المسكين ليس بمشكلة لإنه تعوّد عليه منذ أمد، لكن المصيبة ان كل واحد من هؤلاء الفاسدين المفسدين يمتلك “مظلة” أو “شمسية” دائما يحملها معه أينما ذهب وأفسد، ويمكنك أن تقرأ جليّاً على مظلته جملة “الولاء والانتماء”، معتقداً أن هذه هي جملة النجاة من الحساب ومن الشعب..!
ويمكنك أن ترى صوراً للملك يرفعونها فوق رؤوسهم وأعلام الوطن بأحجام “عائلية”، تحت ذات شعار.. الولاء والانتماء الذي يبدو أنه و”في بلدي فقط” يتناسب طردياً مع حجم العلم وحجم صورة الملك وحجم الحجارة التي تلقى على “الآخرين” وصوت الأغاني الوطنية المغناة أثناء طقوس “الولاء والانتماء”!
المثير للسخرية أن المسيرات التي تُطلق على نفسها مسيرات الولاء والانتماء وتحوي من تحوي تدل بمعنى واضح على أن مسيرات “المطالبة بالإصلاح” ليس لها من الولاء أو الانتماء للوطن من قطمير!! بل قد يصل إلى مسامعك من مسيرات الولاء والانتماء “إيّاها” مسمى “خونة” على المطالبين بالإصلاح! فعجيبة هي الأسماء في بلدي!
وأخيراً تطل علينا مسيرة “الولاء.. إلى ساحة النخيل” الأولى من نوعها لأصحاب الولاء والانتماء في حالة غاية في إثارة الشفقة بشكلها الواضح أنه تحدٍ للإصلاحيين باختيارهم لذات مكانهم المعتاد، وبالدعوات المرسلة إلى بعض المؤسسات لـ”إشراك” موظفيها عنوة في التعبير عن انتمائهم ولا أدري لماذا يحتاج التعبير عن الولاء،،،، والانتماء في بلدي إلى دعوات مرسلة!
ولذلك فأنا أنصح كل فاسد في بلدي باللحاق بموالي ساحة النخيل هذا السبت لعله يجد بعضاً مما تبقى من ظل للفاسدين ولعلها تقيه حر آخر أيام الفساد. علها تكون آخرها فعلاً، ولعله يتغير مفهوم “الولاء والانتماء” في بلدي..