بقلم: هديل فايز طوالبة
مسكين حمدان ما زال في دوامة لا يعلم به الإ الله فبعدما أخبره الطبيب بمرضه المعدي الخطير ثار على طبيبه الذي كان يعتبر طبيب العائلة منذ فترة طويلة، خاصة عندما علم أن مرضه كان بسبب خطأ طبي منه وكادره الطبي أثناء العملية.
فلم يعرف حمدان ماذا يفعل، فهدد طبيبه بسجنه لذلك الذنب الذي اقترفه وأصبحت مهنة هذا الطبيب على المحك، فحاول الطبيب تهدأته بكلامه عن إحتمالية العثور على دواء لدائه.
فاطمئن حمدان قليلا وصبر أسبوعا وشهرا وسنة، وفي كل فترة يظهر الوجه البشوش لهذا الطبيب حاملا معه وعداً بإصلاح ما حدث ومعالجته بأسرع وقت ممكن، وأنه دوام البحث عن دواء لهذا الداء، فهدأ حمدان لثقته المفرطة بطبيب العائلة وأنه سيفي بما وعده به.
وبعد فترة اشتد الألم على حمدان ولم يعد قادر على تحمله فثار ثورة واحدة عليه بعد أن عرف طوال هذه الفترة انه لم يقم بأي عمل للحد من آلمه ومعالجته وإنما كان يستغله مقابل لا شيء.
فأخبر حمدان عن الطبيب وقامت لجنة طبية قانونية بمتابعة الموضوع إلى ان وصلت إلى القاضي وأصدر حكما في الطبيب بسجنه وذهبت مهنته في مهب الريح، وأما حمدان قامت اللجنة بإيجاد الدواء له بعدما ثبت ان مرضه ليس خطيرا على عكس ما كان يقول له طبيبه.
،فهكذا هي حالنا كحال حمدان والطبيب فالدول العربية مرضت مرضا معديا يسمى “بثورة، الربيع العربي” التي بدأت في أواخر 2010 وفي مطلع 2011 التي بدأت الشرارة الأولى في ،تونس ثم اصبحت في مصر وسوريا إلى ان ظهر أعراض المرض في جميع الدول العربية من فساد وظروف معيشية صعبة وركود اقتصادي والاطالة في القيام بعملية الإصلاح السياسي والوعود الفارغة وقوانين ،مجرد حبر على ورق.
فبعد هذه الأعراض بقيت الشعوب العربية منتظرة بصبر وكفاح من حكامهم، الدواء لهذا الداء حتى بعد تنحي بعض الحكام عن مناصبهم بالتأكيد بإرادة شعوبهم والتي ما زالت تعاني للآن لوجود جذور هذه الأنظمة التي تتلاعب هنا وهناك بغية عدم تحقيق الإصلاحلات والاستقرار والوصول إلى الحكم من جديد، وكأن هذه المناصب موضوعة عليها لاصق من النوع القوي يجذبهم نحوها فيتيم، الطامع به.
فهكذا حالنا في انتظار الدواء لهذا الداء الطاغي، وإن اتى هل سيحقق الشفاء الكافي والمرجو منه، وإلى متى ستبقى هــــكذا حالنا ؟!!
أكثر...