الدكتور هايل العجلوني ، خبير أمراض السكري والغدد وما شابهها،يقف لنا ، نحن الأرادنة ، على الدقرة، وها هو يغزو آخر قلاعنا ومرابعنا وجدارنا الأخير ، أقصد المنسف، ما غيره, ويتهمه بأنه سلاح دمار شامل يؤذي صانعيه وآكليه، بلا ذرة ضمير…هذا على الأقل بعض ما قاله . ولن استغرب اذا ما اشتكى علينا الدكتور على المنظمات الدولية ، وأرسل لنا فرق تفتيش على اسلحة الدمار الشامل.
هناك الاحتفالات متعددة الأغراض تعمّ الكثير من دول العالم ، فهناك احتفالات التراشق بالبرتقال ، وبالعنب وبالزهور والكرز وغيرها ، وجميعها تتمّ على الموسم ، وتخدم أغراضاً متعددة ومتنوعة ، يعني أن المهدور في هذه الاحتفالات ، لا يزيد عن كونه كلفة تسويق وتثبيت لأسعار السوق ، ناهيك عن متعته الترويحية والترويجية.
تخيّلوا .. لو حاولنا أن ننقل هذه التجربة عندنا ، للاستفادة من فوائدها الجمة ، التي قد تحصل ، لكننا سوف نعاني من مضاعفات ، وثارات لن تنتهي الا بانتهاء الخليقة ، أو ، على الأقل ، بزوال العرب العاربة والمستعربة والمستغربة :
- في موسم التراشق بالجميد ، تخيلوا أننا نتراشق بالجميد اليابس ، لا شك أننا سوف نحول الاحتفال إلى بحر من الدماء السائلة من الرؤوس .. أذكر أننا في مواسم الثلج ، عندما كنا نتراشق به ، كنا نضع حجراً صغيرة داخل كرة الثلج ونقذفها باتجاء (الأصدقاء والأحبة) ، لتحدث الأثر المطلوب الذي لا ينسى إلى الأبد ، وكنا نسمّي هذه العملية (التلويز) ، لكأننا نضع حبة لوز في كرة الثلج .. يا للطفولة البريئة!!
- أما الجميد الطريّ ، فسوف نعلن عن مسابقات التزلج على الجميد ، ونظراً لقدراتنا الرائعة على التزلج ، فإنك سوف تجد أهالي مادبا في وادي الموجب ، وأهالي الكرك في وادي ابن حماد وأهالي إربد في الغور الشمالي ، وأهالي عمان في وادي الحدادة.
- يا سلام على مواسم الخبيزة واللفيتة والعلت ، لأننا سنحتفل فيها ، ليس بالتراشق بالأعشاب بل بالسكاكين والخوص التي نجني بها الأعشاب ، وهذا ينطبق على مواسم حصيدة القمح والقطاني ، وما شابهها .
- أما موسم الفقوس … ما بدي أحكي !!
[email]ghishan@gmail.om[/URL]