زهير عبد القادر
سمعت الخبر…صدمت…حزنت…اغرورقت عيناي بالدموع…تمتمت بصوت مرتفع …انا لله وانا اليه راجعون…ورددت بيني وبين نفسي قوله تعالى (اذا جاء اجلهم فلا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ) صدق الله العظيم …
بعد عودتي الى ارض الوطن بعد غياب طويل التقيته على مأدبة غذاء دعانا اليها الصديق المشترك معالي الدكتور نبيل الشريف…رأيت جلال كما تركته قبل 35 عاما… يشع حيوية وشبابا..وقوة وعنفوانا…وارتسمت على شفتيه ابتسامة حب وعطاء وهي نفس الابتسامة التي تميز بها جلال وتحبب به كل من يتعرف عليه …وتبادلنا الحديث الممتع الشيق…
في صباح امس انتقل زميلي وصديقي ورفيق مشواري الاعلامي جلال عبد الكريم الرفاعي الى رحمته تعالى…ووقع الخبر علي وعلى كل اصدقاءه ومحبيه وقوع الصاعقة والكثير منا لم يصدق الخبر وكأننا في حلم مرعب…
فقط اول امس شاهدنا آخر اعمال جلال الفنية بمناسبة رحيل الفنانة وردة الجزائرية وبعدها بساعات لاتزيد على الـــ 24 ساعة وصلنا نعي الفنان المبدع والصديق العزيز جلال…فالى جنات الخلد يا صديقي…فكم تواعدنا مؤخرا على ان نشرب القهوة معا…وها انت ياصديقي لم تف بالوعد وتغادرنا لنشرب القهوة بدونك …رحمك الله يا ابا العبد والهم ذويك واصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان …
صديقي…سنفتقدك كل صباح…سنفتقد عملك الفني اليومي على صفحات الفيسبوك… وتعليقك على خاطرة الصباح اليومية ومداخلاتك القيمة…سأفتقد دردشاتنا الصباحية على الفيسبوك وعلى الهاتف ومناقشاتنا على مواضيع الخاطرة …
ابو العبد… يا صديقي… ستبقى اعمالك الفنية خالدة في قلوبنا…وستبقى ذكراك دائما في قلوبنا وفكرنا…فقد كانت اعمالك تجسد معاناة شعبنا العربي وتعبر عن مشاعر واحاسيس هذا الشعب الحزينة والمفرحة…لقد كنت مبدعا بحق وفنانا بحس مرهف وقد قدمت العطاء تلو العطاء من خلال اعمالك الرائدة وابداعك المتجدد…فنم قرير العين يا صديقي…ولك منا عهدا ان لاننساك وسنحافظ على ثروتك الفنية ومرة اخرى اتقدم لزوجتك الكريمة واولادك الاعزاء والــ الرفاعي الكرام بآحر التعازي …وارجوا الله ان يلهمهم الصبر والسلوان…وانا لله وانا اليه راجعون …
كما اتقدم بالشكر الجزيل الى عطوفة المهندس عبد الحليم الكيلاني على قراره تسمية احد شوارع العاصمة باسم المرحوم الفنان جلال عبد الكريم الرفاعي تقديرا لدوره ومسيرته الفنية الطويلة…رحم الله الفقيد…واسكنه فسيح جنانه …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com