جلال الرفاعي في أعين رسامي الكاريكاتير

الاصلاح نيوز- خاص- مبارك حماد/

رحيل الفنان ورسام الكاريكاتير المخضرم جلال الرفاعي، ترك أثره على الوسط الصحفي الأردني والعربي، فالفنان المبدع، كان يحظى بجماهيرية واسعة، نظرا لما حملته رسوماته من هموم الشعب الأردني والعربي، وخفة دم محببة استطاعت أن تظهر وتضفي رونقا خاصا على فن الكاريكاتير .

تأثر الأردنيين برحيل قائد المسيرة الكاريكاتورية، كان متوقعا، لما تعرض له الراحل الرفاعي من ظلم، في قصة يعرفها الجميع مع صحيفته الأم “الدستور”، وبقي بلا عمل لسنين طويلة، لم يبخل خلالها على محبيه برسوماته الكاريكاتورية، وبقي يقدمها لهم عبر صفحته الشخصية على الشبكة العنكبوتية “الانترنت”، دون مقابل من أحد، فحبه لفنه وجمهوره لم يسمح لكل مشكلات ومنغصات الحياة أن تبعده عنهم .

رحيل الرفاعي كان مفاجئا ومفجعا، ودون سابق انذار، حيث أقام معرضا لرسوماته في تونس قبل اسبوع، ورسم يوم أمس كاريكاتيرا رائعا، للفنانة الراحلة أيضا وردة الجزائرية، ولكن هذه مشيئة الله، ولا اعتراض على حكمه. فقد قال سبحانه وتعالى”كل نفس ذائقة الموت” .

ماذا قال رسامو الكاريكاتير بعد رحيل شيخهم وقدوتهم ؟

يكن رسامو الكاريكاتير في الأردن كل الاحترام والتقدير للراحل جلال الرفاعي، ويعتبرونه قدوة لهم، وبمثابة الأب الروحي، الذي مهد لهم الطريق ووضعهم على أول درجات سلم الفن الكاريكاتوري .

وبذل الرفاعي الغالي والنفيس، في سبيل انشاء رابطة تجمع رسامي الكاريكاتير في الأردن، وتحقق له ما أراد، وكان من مؤسسي “رابطة رسامي الكاريكاتير في الأردن”، وكان -رحمه الله- رئيسا لها، وداعما من خلالها، كل رسامي الكاريكاتير، والشباب من هواة رسم الكاريكاتير في الأردن .

* عماد حجاج: الرفاعي كان كالأب ينصحنا بالاقلاع عن التدخين.

يؤكد الفنان عماد حجاج أنه برحيل جلال الرفاعي، قد فقد صديقا وزميلا عزيزا، ورائدا في فن الكاريكاتير في الأردن والعالم العربي .

ويضيف أن الرفاعي كان يعامل زملاءه كأبنائه، ويقوم بنصحهم دوما بالاقلاع عن التدخين، وعن كل ما يضر صحتهم، مشيرا الى أن الرفاعي كان من الأشخاص الذين يعتنون بأنفسهم ويحافظون على صحتهم.

ويتابع “لا شك أن رحيل الرفاعي ترك فراغا كبيرا في عالم الكاريكاتير الاردني، حيث قدم خلال مسيرته الحافلة العديد من المطبوعات والرسوم الكاريكاتورية الرائعة، واعطى فرصة لجيل كاركاتوري في الاستفادة من فنه وخبرته” .

ويزيد حجاج “الرفاعي ينتمي للجيل القديم، وبقي صامدا في عصر التكنولوجيا والفيس بوك، وعرف كيف يتعامل معها، وكان قدوة للشباب الكاريكاتوري حتى في عصرهم.

ويشير الى أن جلال الرفاعي كان بصدد تأسيس موقع إلكتروني، متخصص بالرسوم الكاريكاتورية، داعيا رابطة رسامي الكاريكاتير الى اكمال ما بدأه، وتكريمه وعمل شيء يستذكره فيه الأردنيين دوما.

* ناصر الجعفري: رحيل الرفاعة بمثابة الرصاصة في الجسد الصحفي.

وصف الكاريكاتوري ناصر الجعفري رحيل الفنان جلال الرفاعي، بالرصاصة التي استقرت في جسد الصحافة والكاريكاتير الأردني، لما كان يقدمه من اسهامات عديدة في فن الكاريكاتير .

ويقول -خلال حديث خاص مع “الاصلاح”- إن جلال الرفاعي ينتمي الي جيل رواد الكاريكاتير الاردني والعربي، وهو من أدخل فن الكاريكاتير للصحافة الأردنية عام 1972، اثناء عمله في صحيفة الدستور، منوها الى الرسومات الفنية القيمة، والمعارض الكاريكاتورية الرائعة التي قدمها جلال الرفاعي، وبقي يقدمها لقبل وفاته باسبوع، في اشارة منه الى المعرض الذي اقامه مؤخرا في تونس .

ويبين أن حب الرفاعي لفن الكاريكاتير، دفعه لتقديم الكاريكاتير تطوعا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، بعد تخلي صحيفته عنه .

ويشير الجعفري الى انه ينتمي لجيل مر على جلال الرفاعي في يوم من الأيام، لتنمية مواهبه الكاريكاتورية، مضيفا “الرفاعي، قدم لنا الكثير، وتأثرنا به كثيرا، وغيابه خسارة فادحة” .

* بهاء سليمان: ليس بمقدوري التعبير !!

لا أقدر أن أعبر، حزنت كثيرا حتى نسيت كل الكلمات ..

بهذه الكلمات بدأ الفنان بهاء سليمان حديثه لـ”الاصلاح”، عن الراحل جلال الرفاعي، ثم صمت قليلا، وقال: “تحدث الرفاعي معنا قبل أيام، والآن لن يحدثنا مرة أخرى” .

ويؤكد سليمان ان رحيل الرفاعي يمثل خسارة كبيرة، وصدمة كبيرة وضربة موجعة، لكل رسامي الكاريكاتير في العالم العربي .

ويشير الى ضرورة تكريم الرفاعي، بعد موته، كما هي عادة العرب، حيث أنهم يتذكرون مبدعينهم فقط بعد موتهم، لا في حياتهم، داعيا أمانة عمان الكبرى بمعرض خاص لجلال الرفاعي، يمثل منبرا لهذا الفن ومكانا ينطلق منه كل مبدعي الكاريكاتير .

ويبين أنه من الاشخاص الذين قدموا رسوماتهم، عندما كان في بداية مشواره الكاريكاتوري، من خلال صفحة الهواة يوم الجمعة، التي أسسها جلال الرفاعي، مبديا سعادته للثقة التي منحه اياها الرفاعي، عندما قام بتصميم آخر كتبه .



،،،،،،،