بقلم : زهير عبدالقادر / استوقفني خبر نشر في احد المواقع الاخبارية المعروفة قبل ايام مفاده ان زميلا صحفيا يمارس ضغوطات على احد الوزراء لتعيينه مستشارا اعلاميا له… ضحكت طويلا ثم غمرني شعور بالحزن سرعان ما تحول للغضب على هذا الصحافي الذي اساء بعمله هذا ليس لنفسه فحسب بل للجسم الصحفي اجمع و تمنيت في قرارة نفسي ان اعرف وسائل الضغط التي مارسها الزميل على السيد الوزير المعني…وللحقيقة اقول انني سمعت قصصا غريبة عن بعض زملاء صحافيين تصب في هذا السياق…
افهم جيدا ان الانسان يسعى الى كسب لقمة عيشه الشريف او الى منصب افضل وهذا حق مشروع …اما الاستجداء والابتزاز وبيع الضمير والقلم فهذا لايليق والله بأنسان يمارس مهنة الصحافة او كما تسمى( السلطة الرابعة) او( صاحبة الجلالة ) ولا افهم ابدا سلوك زميل اعلامي يستجدي وزيرا او مسؤولا من اجل مبلغ من المال يضيفه الى راتبه الاساسي الذي يتقاضاه من مؤسسته الصحفية التي ترسله لتغطية اخبار هذه الوزارة او تلك الدائرة او المؤسسة او كما فعل صديقنا يطلب منصبا او هدية او تسهيل معاملة….هذه السلوكيات مرفوضة اصلا في مهنتنا الاعلامية ومن يسلك مثل هذا السلوك يجب ان يعاقب لآنه في هذه الحالة لايسيء لنفسه فحسب بل لمؤسسته التي يعمل بها وايضا لكل زميلة وزميل يعمل في هذا المجال.
لم ارى في حياتي المهنية في الغرب ولم اسمع يوما من الايام ان زميلا اعلاميا قبل هدية من مسؤول او استغل منصبه وقلمه للحصول على معطيات او فوائد شخصية من مؤسسة او شركة او وزارة او من وزير او مدير او مسؤول مقابل قيامه بتغطية اعلامية لنشاط او فعالية عامة او خاصة او حكومية… فشرف المهن و كرامة الصحافي وشخصيته تمنعه من حتى التفكير بذلك .
اناشد مدراء المؤسسات الاعلامية الكبرى…ورؤساء تحرير الصحف اليومية والاسبوعية واصحاب المواقع الاخبارية ان يراقبوا بدقة هذه التصرفات وان لا يسمحوا لموظفيهم من مندوبين ومراسلين من استغلال مراكزهم لتحقيق الفوائد الشخصية كقبول الهدايا والرشوة او لممارسة ضغوطات على هذه المؤسسات او الدوائر التي ينتدبون اليها لتغطية نشاطاتها ومعاقبة كل من يثبت عليه استغلال وظيفته الرسمية لتحقيق مصالحه الشخصية او طلب مبالغ مالية من اي مسؤول في الدولة او القطاع الخاص…كما اناشد السادة المسؤولين في وطني ان لا يتوانوا عن التبليغ فورا عن اي زميل يحاول ابتزازهم او احراجهم او محاولة ممارسة اي ضغط من الضغوط عليهم …
نريد اعلاما مهنيا شريفا نقيا واعلاميين من ذوي الاخلاق الحميدة والسلوك الحسن…اعلاميين شرفاء يحترمون المهنة وقبل كل ذلك يحترمون انفسهم ومؤسساتهم …صباح الخير.