أسطوانة سلطان الحطاب المشروخة التي كتبها في عدد الأمس في الرأي لا تنم إلا عن أوامر تلقاها هو وغيره للبدء بحملة ردح موجهة للإخوان بسبب عدم قبولهم بأنصاف الحلول الإصلاحية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
يريدون من الحركة الإسلامية أن تكون شاهدة زور تبصم بأقدامها على كل ما يقولون، وبغير ذلك هي تأزم الموقف وهي تسعى للحكم وهي تنتظر صعود إسلاميي مصر وسوريا وغير ذلك من التهم المعلبة التي أرهقونا بها دون دسم ودون موضوعية.
يتهم الإخوان بأنهم «أخذتهم العزة بالإثم» ولا أدري إن كان يفرق هو ومن على شاكلته ممن يتلقون تلفونات المواضيع التي يكتبونها بين العزة والإثم.
دعني أعلمك بعضا من الإثم الذي كان واجبا عليك أن تعتمله في صدرك لتحيكه وتطلع الناس عليه، الإثم الأكبر أن يمرر الفساد دون سؤال وأن تدعوا الإخوان إلى المشاركة في حفلة ديمومة الأسس التي أنتجته.
محاولتك الوقيعة بين الإخوان وأحمد عبيدات صبيانية قديمة ماتت مع طفولتي التي شاهدت فيها الأردن قطعة مني، وأراه اليوم مختلفا مكبلا بالمنافقين والرداحين.
أنت تصطاد في الماء العكر، فمطالبة الإخوان بأن يسترد الشعب سلطته مشروعة واضحة ولا تحتاج إلى سؤال استنكاري توريطي كالذي طرحته حين قلت «مِن مَن يسترد الشعب سلطته».
يا صديقهم دعني أخبرك شيئا، الشعب الأردني بك وبغيرك ممن يدافعون عن استمرارية الانحدار أصبح له فقط ما تيسر من الطعام والشراب، أما السياسة فلا، لقد تركت للفراغ يعبث بها هنا وهنا، أين المؤسسية أين الوطن يا هذا.
إن دعاة الاستمرارية وأنت منهم، هم من يدعون إلى انقلاب وفوضى دونه «خرط القتاد» ودونه «غنائم التوزير» التي بات يتطلع لها إعلاميون كثر من مدخل شتم الحركة الإسلامية.
هدوء الإخوان يغضبهم، وإصرار الإخوان على مشروعهم الإصلاحي يفت من عضد موضوعيتهم، وعندها يقولون لأدواتهم البوقية الرداحة انطلقي واشتمي وحرضي، ولعمري تلك هي طريقة المأزوم.
في النهاية، الحركة الإسلامية بتاريخيتها كانت مع الدولة ومع استقرارها، ولهذا نادت اليوم بإصلاح النظام، ولن تقبل أن تساهم بتمرير مشاريع التفاف على الإصلاح، وهون مربط الفرس.
