جميل ان يحقق الاسرى الفلسطينيون المعتقلون في السجون الاسرائيلية انتصارا كبيرا على الجلاد الاسرائيلي في الذكرى الرابعة والستين للنكبة، وان يرغموه على توقيع اتفاق ينهي المعاملة الظالمة وغير الانسانية التي يتعرضون لها.
المقاومة بالامعاء الخاوية اثبتت فعاليتها، وسطرت صفحات خالدة في قاموس مناهضة الاحتلال والظلم، واثبتت ان الارادات القوية هي التي تنتصر في نهاية المطاف.
فبعد اضراب عن الطعام استمر اكثر من 28 يوما فشلت ادوات قمع الاحتلال في انهائه، نجحت الوساطة المصرية في التوصل الى حل من اربع نقاط يلبي جميع المطالب دون اي استثناء، وابرزها انهاء كافة اجراءات العزل للاسرى في زنازين انفرادية، وخاصة المجاهدين حسن سلامة وابراهيم حامد وعبد الله البرغوثي، والسماح لاهالي قطاع غزة بزيارة اسراهم في السجون، وانهاء تطبيق قانون شاليط، وتحسين وضع الاسرى في السجون من حيث توفير بعض وسائل الراحة والرياضة والطعام والاتصال وزيارة المحامين وزيادة عدد زيارات الاهل.
والاهم من كل هذا هو انهاء الاعتقال الاداري الذي استغلته السلطات الاسرائيلية لابقاء المئات خلف القضبان لاشهر وربما سنوات دون اي محاكمات او تهم محددة، وهو الاعتقال الذي ادى الى اشعال شرارة الاضراب ومشاركة حوالي الفي شخص فيه.
المقاومة بالامعاء الخاوية فضحت اسرئيل، مثلما كشفت النقاب عن اجراءاتها العنصرية، وزيف ديمقراطيتها امام الرأي العام العالمي، والغربي منه على وجه الخصوص.
الفلسطينيون طوروا دائما ادوات مقاومتهم وكانوا عباقرة في هذا الخصوص، فعندما اقامت اسرائيل السياج الاليكتروني في جنوب لبنان لمنع تسلل الفدائيين خرجوا على العالم بالطائرات الشراعية التي تحدت الرادارات الحديثة المتطورة، وعندما احكمت الطوق واجراءات التفتيش ابتدعوا القنابل البشرية او ما سمي بالعمليات الاستشهادية، وعندما اقاموا الاسوار الاسمنتية العنصرية لجأوا الى اختراع الصواريخ.
بعد احتلال دام 64 عاما، واقامة دولة عنصرية على ارض فلسطين، وتشريد عشرة ملايين من اهلها وحرمانهم من الحد الادنى من حقوقهم الانسانية، ها هو الشعب الفلسطيني يرفض التنازل عن ابسط حقوقه في العودة والتحرير واقامة دولته المستقلة على جميع ترابه الوطني.
صحيح ان السلطة ضعيفة، والمقاومة مجمدة ولكن الصحيح ايضا ان الشعب ما زال مستعدا للعطاء والتضحية، ومن المؤكد ان هذا المارد الفلسطيني سيفجر ربيعه المقاوم للاحتلال في الايام او الاشهر المقبلة لانه لم يعد لديه ما يخسره.
Twitter:@abdelbariatwan