اكد رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح رئيس الوزراء الأسبق احمد عبيدات أن غياب الحياة البرلمانية الحقيقية الممثلة لإرادة الناخبين شكلت المناخ الخصب للفساد بكل أشكاله، لافتا إلى ان معالجة ملفات الفساد كانت انتقائية وغير شفافة.
واضاف خلال محاضرة في منتدى الحصن الثقافي في لواء بني عبيد أمس إن” الإصلاح الحقيقي ما يزال بعيدا عن المشهد ولا يشكل أولوية تفرضها طبيعة المرحلة، لعدم وجود قرار قادر على تحليل الأوضاع بصورة موضوعية بعيدا عن المزاج الشخصي “.
وأضاف ان ما تم من إصلاحات دستورية هو أمر جيد إذا ما وضع في إطاره الصحيح وأن إصلاح الدستور هو خريطة الطريق للإصلاح الشامل.
وتساءل عبيدات “إذا لم تشكل الظروف والأوضاع والأزمات التي مر بها الأردن وما يجري من حولنا من ثورات حالة صحوة فإلى أين نحن سائرون؟، مشيرا إلى أن حجم الاستفادة من دروس الماضي متواضع جدا.
وأشار إلى أن تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لمجموع المواطنين يشكل مكمن الخطر ويجب على الحكومات أن تتنبه إلى التفاعلات التي تنشأ عن هذه الحالة، مؤكدا أن إنكار الواقع وتجميل الصورة لا يجدي نفعا أمام هذه الحالة.
وحذر عبيدات من تزوير أي انتخابات مقبلة كما حدث بانتخابات عام 2007 وما سبقها، منتقدا إصدار أكثر من 200 قانون مؤقت مخالف للدستور في السنوات السابقة، متسائلا عن موجبات إصدار مثل هذه القوانين التي أسهمت باستشراء الفساد وشرعنة الجرائم الاقتصادية من خلال تسويات.
وقال إن “من يجرؤ على تزوير الانتخابات فهو يستخف بالحريات العامة التي كفلها الدستور، وبالتالي لا يقيم وزنا للدستور نفسه ويعطل ادوار الرقابة والتشريع والمساءلة والمراقبة التي يجب أن يضطلع بها مجلس نواب منتخب وفق الإرادة الحرة للناخبين إلى جانب زيادة تغول السلطة التنفيذية على باقي السلطات، مؤكدا أهمية القضاء المستقل استقلالا تاما كضامن للحقوق.
وطالب عبيدات باعتماد الضريبة التصاعدية على الدخل لجسر الهوة بين الطبقات، وللمحافظة على الطبقة الوسطى وتشجيع التعاونيات وتعزيز جودة المنتج الأردني وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتركيز على الخدمات الأساسية والضرورية للمواطن كالصحة والتعليم والغذاء في إطار الإصلاحات الاقتصادية.