سقى الله اياماً خوالي اختفت خلف ستائر تجديد زائف فاندثرت كثيرا من المثل, كان للحياة فيها طعم لذيذ يفوح منه الصدق والوفاء والايثار والنماء والدفء ومذاقات ارغفة الخبز البلدي المشوية في الطوابين وصباب القمح تملؤنا عزة وكرامة وكبرياء وزهوا واما احتياجات الحياة ففي الكواير تحنو عليها جدران المنازل قد ودعها اناس تواروا خلف حجب الايام…!
فلا قلق او خوف عند الطوارئ والازمات لم نكن بإنتظار معونات القمح الامريكي ان تعطلت باخره اصابنا الهلع ورحنا في دوار…
لم تعرف موائدنا عجائب المولات الحديثة التي ازهقت روح الحياة فينا وفرطت باستقلالية القرار فعدنا اسرى عادات استهلاكية هجينة هبطت على باحاتنا كالوباء ففقدنا الامن الغذائي وفرطت السبح في كل الاتجاهات…
تشير الاحصائيات الى انتاجنا من القمح للموسم الحالي لا يتجاوز بين (25-30) الف طن في حين ان احتياجاتنا تصل الى 800 الف طن سنويا بمعنى ان انتاجنا الوطني لا يكفي حاجة البلاد اكثر من اسبوع…!
وهنا نتساءل: لماذا يهبط انتاجنا بشكل خطير في الوقت الذي كانت بلادنا تعد اهراءات بلاد الشام وكانت (الحنطة) تصدر الى اوروبا بل انها وصلت اسواق روما…
لماذا تفشل السياسات الرسمية في مد الرقعة الزراعية بما يعيد الجمال لوجه الوطن وترفع عنه مذلة التبعية ودعم تشكو فيه الخزينة من العجز ونتحدث عن رغيف مستورد مدعوم بملاين الدنانير ناهيك عن دعم الاعلاف التي تذهب الى مربي الثروة الحيوانية, بعد ان غابت عن ديرتنا ركائب الخير وقطعان الحلال التي امدت البلاد بأسباب الغنى في سنوات غير سمان كن فيها الملجأ والخابيه التي تغتذي منها الخلائق…
ما السبيل الى معالجة هذه الاختلالات ومن خلقها ان سمح بمزيد لاكوام الاسمنت لتبيد المروج الخضراء على حساب الارض الزراعية التي هي ملاذنا الامن في النهاية…
كيف نعمل على زيادة الحصاد المائي لتوفير ما يلزمنا من ماء لاستخدامه في ري مزروعاتنا ولماذا نسمح بزراعات تستهلك كميات هائلة من المياه وعندما نريد بيعها لا نجد لها سوقا ويصيبها الكساد والبوار وتسببت خسارات فادحة الحقت اضراراً هائلة بالزراعة والمزارعين واخرجتهم من اراضيهم هاربين تحت طائله الفقر والديون…!
لقد قامت حكوماتنا بتأجير اراضي الديسي من اجل زراعتها بالحبوب والاعلاف الى متنفذين لكن زراعتها راحت باتجاهات معاكسة تصديرية (ادرت اللبن والعسل لأصحابها) واستنزفت الماء والهواء فلماذا نحسن التوقيع ولا نحسن المتابعة…
ان المطلوب اتباع سياسات زراعيه راشده تستثمر الارض والموارد بصوره تساعد على احداث تنمية زراعية شاملة توفر احتياجاتنا الوطنية من الغذاء.