بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي جون كيري، خلال اجتماع عقداه بشكل سري في عمان مؤخراً، الأزمة السورية، حسبما أكدت مصادر متطابقة.
وأكد مصدر مسؤول في السفارة الروسية لدى المملكة، لـ “الغد” أمس، عن قيام لافروف بزيارة “غير معلنة”، إلى الأردن في 3 و4 من الشهر الحالي، مضيفاً أن الزيارة كانت لمدينة العقبة فقط، وأنه لم يزر عمان.
ورداً على سؤال عن أسباب زيارة لافروف وعن سبب عدم الإعلان عنها، اكتفى المصدر بالقول إنها كانت “زيارة شخصية”.
إلى ذلك، كشف السيناتور جون كيري، في مقابلة صحفية أجرتها معه مجلة فورين بوليسي يوم الثلاثاء الماضي، عن أنه شارك بمؤتمر عقد في الأردن، تمحور حول الأزمة السورية، مشيرا إلى أن لافروف شارك في هذا المؤتمر.
واعتبر كيري، في المقابلة التي جاءت بعنوان “آن الأوان للتفكير بمناطق آمنة وتسليح المعارضة السورية”، أن الولايات المتحدة الأميركية بحاجة “لعمل المزيد لحماية المدنيين في سورية، بما في ذلك الأخذ بالاعتبار إقامة مناطق آمنة داخل سورية، واحتمالية تسليح المعارضة”.
وأكد ضرورة أن تصر بلاده على أن “تتوحد صفوف المعارضة السورية بشكل أكبر.. قبل تزويدها بالسلاح”، لافتاً إلى أن المناطق الآمنة، ممكن حمايتها من خلال قوات عسكرية أجنبية، وليس بالضرورة أميركية أو تابعة لحلف الشمال الأطلسي “الناتو”.
وأشار إلى أن فكرة “منطقة آمنة هي واقع وتستحق النقاش، كما هي فكرة العمل مع الأردنيين والأتراك، في حال وجود اتفاق”.
وقال كيري إن رحلته الأخيرة إلى الأردن، أقنعته بضرورة عمل المزيد لمساعدة المعارضة السورية الداخلية، بشكل يتجاوز “المستويات المنخفضة من المساعدات الإنسانية والاتصالية التي توفرها أميركا الآن”.
وأوضح “قد يكون هناك تدريب عسكري لقوى المعارضة، وإذا استطعنا تعزيز وحدة المعارضة قد نأخذ بعين الاعتبار تسليحها”.
ورأى أنه بدون توازن قوى في سورية لمصلحة المعارضة، فإنه من غير المحتمل أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن الهدف هو “عملية انتقال سياسية تزيل الأسد عن السلطة”.
وأضاف “يجب أن نزيد الضغط ونغير الحسابات، وأن ننجح في خلق قدرة لحركة تقود إلى عملية إصلاح تفاوضية، مع انتقال (للسلطة) يحصل عبر انتخابات تحدث في الوقت المناسب”، ملمحاً إلى أن هذا السيناريو “قد يلقى قبولا لدى الروس والمجتمع الدولي”. ورداً على سؤال فيما إذا هناك أي شروط قد تدعم بموجبها ضربات جوية بقيادة “الناتو” أو بقيادة أميركية، أجاب بقوله “بالطبع”.
وفي رد السفارة الأميركية في عمان، على استفسار “الغد”، بخصوص زيارة كيري إلى المملكة، وماهية المؤتمر الذي ذكره في المقابلة، اكتفت السفارة بالقول “لا تعليق”.