زهير عبد القادر
كنت اسمع مثلا المانيا يتردد دائما وترجمته (الملابس تصنع الناس) والمقصود هنا ان الناس تحترم وتقدر الانسان الذي يرتدي ملابس جميلة نظيفة تتمشى وعادات المجتمع …ولا يقابل الشخص الشاذ في ملابسه بنفس الاحترام والتقدير الذي يلاقيه الشخص الانيق والنظيف والذي يرتدي الملابس المناسبة في الوقت المناسب…ويعرض نفسه الى نظرات غريبة من افراد المجتمع…فمثلا لايمكن ان تشاهد في الغرب موظفة بنك او معلمة في مدرسة او تلميذة او استاذة، او محامية او طبيبة ترتدي ملابس شبه عارية في مكان العمل الا اذا كانت طبيعة العمل تتطلب ذلك كعاملات التجميل والكوافير وبعض البائعات للملابس النسائية…وهذا ينطبق ايضا على تجميل الوجه (الميك اب)…فتجد المرأة الاوروبية تضع القليل من احمر الشفاه والكريمات على الوجه اثناء العمل …
اما عند خروج المرأة الاوروبية مساءا لتلبية دعوة عشاء او حضور حفلة راقصة او مسرحية، فترتدي كما شاء لها وتضع الروائح والعطور وتتجمل كما تريد ..وهذا لايخالف عاداتهم وتقاليدهم .
لم اشاهد وعلى مدى العقود الطويلة التي عشتها في اوروبا الا ما ندر امرأة اوروبية ترتدي ملابس شبه عارية عندما تذهب للطبيب مثلا او لشراء حاجيتها من السوبرماركت او في اماكن عملها .
اما في الجامعات الالمانية…فقد درست لعدة سنوات فيها ولم اشاهد الا ما ندر طالبة ترتدي ملابس مغرية في رحاب الجامعة او تضع المساحيق بشكل يلفت الانتباه.الطالبة الاوروبية تتمتع بالاستقلالية والحرية وتتمتع بكامل حقوقها كأنسانة وامرأة…ولكنها تعرف كيف تتصرف بهذه الحرية…وتعرف في قرارة نفسها انها تذهب الى جامعة اكاديمية طلبا للعلم والمعرفة وليس الى معرض للازياء.
عشت في المجتمع الاوروبي اكثر من ثلاثة عقود ودرست هناك وعملت في الاذاعة والتلفزيون…ولم اكن يوما من الايام متخلفا او متعصبا ولكنني احكم العقل والفكر والتزم بعادات وتقاليد المجتمع الذي اعيش فيه واراقب سلوكه…الفيزون معروف في اوروبا وترتديه الفتاة الاوروبية في مناسبات خاصة وفي البيوت ولم اراها ترتديه في المولات والجامعات والشوارع…
انا لست ضد الموضة والتقليد،لكنني ضد التقليد الاعمى والغير صحيح …ان مانراه في بعض المسلسلات التلفزيونية من ملابس لا تمثل واقع الحياة الاجتماعية …فطالبات الجامعات ،يفضلن ال تي شيرت والجينز ويبتعدن عن ارتداء الفيزون في الجامعات فقط لأن الجامعة للعلم والمعرفة وليس لأظهار مفاتن الجسد.
نحن ابناء مجتمع عربي بل اردني تسيطر عليه العادات والتقاليد والاعراف …فلنحترمها ونحترم انفسنا ونحافظ على مشاعر شبابنا…ونترك تقليد ممثلات المسلسلات الاجنبية…حفاظا على سمعة عائلاتنا ومجتمعنا…ويمكن للطالبة ان تكون شخصية حرة مستقلة ولكن بدون ارتداء الفيزون في رحاب العلم والمعرفة…في رحاب الجامعة…صباح الخير.